التفاوض من خارج السجن
عقب خروج الأستاذ عبد الوهاب حسين من السجن ورفع الإقامة الجبرية عن سماحة الشيخ الجمري ومعهم قادة المبادرة الذين للتو خرجوا من السجن.
أصبحت هناك حركة سياسية نشطة في الساحة، وسادت أجواء التهدئة والانفتاح بين المعارضة والسلطة، ولبس الطاغية لباس الحمَل الوديع مُخفياً وراءه حقيقته القبيحة.
ونزل الطاغية من برجه الوهمي إلى طاولة الحوار، وجلس مع الأستاذ عبد الوهاب حسين، وكان معه سماحة الشيخ الجمري وسماحة السيد عبد الله الغريفي والدكتور علي العريبي.
وفق قاعدة الإصلاح السياسي وبدء عهد جديد، وكي يعطي النظام صبغة من المصداقية على سلوكه، قام الحاكم الجديد بزيارة علنية لمجلس سماحة العلامة السيد علوي الغريفي وهو أحد كبار علماء البحرين المعروفين ووالد الشهيد السيد أحمد الغريفي، وفي ذلك المجلس كان السيد عبد الله الغريفي حاضرا، وقدم فيه ورقة المطالب الشعبية، فأخذها الطاغية بشكل علني بعد أن تلاها عليه السيد، ووقع على الورقة؛ أي أنه أقرّ بما فيها وهو يقول: وأنا معكم!!
وتمخض عن لقاءات قيادة الانتفاضة مع السلطة عن نقاط توافقية شكلت أساساً لصياغة ميثاق جديد للعلاقة بين السلطة والشعب، وعلى رأسها توسعة الدور الشعبي في القرار السياسي ووجود برلمان منتخب كامل الصلاحيات التشريعية والرقابية وإلغاء قانون أمن الدولة السيئ الصيت، وتبع ذلك جبر الأضرار التي لحقت بالشعب أثناء قمع الانتفاضة، وعلى رأسها الإفراج عن جميع المعتقلين وتعويضهم وإعادتهم لأعمالهم وما إلى ذلك.