مواضيع

بوادر الانفراجة 1999م

بعد قمع انتفاضة الكرامة ودخول الآلاف من المعتقلين للسجن، خفتت شعلة الحراك الشعبي، وقيادة الانتفاضة الذين سموهم (أصحاب المبادرة) في السجن يشاركون الثوار آلامهم بين القضبان، يبثون الأمل في نفوسهم، وكان بين القادة رجل في منتصف العمر بلغ ذلك العام الخامسة والأربعين من عمره، يعيش جواً خاصاً محملاً بالسكينة والعزم والأمل وهو يردد في نفسه (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)[1].

ويتسلل خبر في أحد أيام شهر مارس 1999م بأن حاكم البلاد قد هلك، فبعد 38سنة من توليه الحكم، والتي كانت فترة مظلمة من تاريخ الوطن ختمها بوجود الآلاف تحت نير السياط وأتون السجن، فمن الطبيعي أن يفرح المؤمنون يومئذ، وإن كانوا يعلمون بأن معاناتهم ليست بسبب شخص، وإنما هي نتيجة عقلية نظام استبدادي  مغرور، ومع ذلك لعل في رحيله راحة للمؤمنين ولو بعد  حين.

وماهي إلا أشهر قلائل، حتى بدأت طلائع المعتقلين الذين امتلأت بهم السجون المركزية والمراكز الأمنية وسجن الجيش والحوض الجاف؛ بل حتى الخيام من شدة الاكتظاظ!!، بالخروج من السجن.

استبشر الناس، فهناك حراك سياسي ولقاءات مع شخصيات علمائية، وإشاعات هنا وهناك لا تعرف الغث منها والسليم، لكن يبدو أن شيئاً ما في الأفق.


  • [1] الطلاق:2
المصدر
كتاب تراتيل السكينة – دراسات في سيرة أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين | الأستاذ محمد سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى