اعتقال الأستاذ عبدالوهاب ورموز الانتفاضة
بعد أشهر من الحراك الشعبي الواسع في مناطق مختلفة من البلاد، خصوصاً البلاد القديم والدراز وبني جمرة والنويدرات والسنابس والدية وكرزكان وسترة والمنامة والدير، اتخذت السلطات القرار باعتقال رموز الحراك، وكان أحدهم وأبرزهم الأستاذ عبدالوهاب، الذي تم اعتقاله من منزله في النويدرات في أبريل 1995م، وفي ذات التوقيت تم اعتقال سماحة الشيخ الجمري الأب الروحي للانتفاضة والحاضنة الشرعية لها، وعلى إثرها اندلعت موجة من المواجهات والاحتجاجات التي قُمعت بشدة؛ حيث سقط شهداء السبت الأسود في بني جمرة، وكذلك الشهيد عبدالقادر الفتلاوي في الدراز، والشهيد حسين الصافي من سترة.
وقامت السلطة بحملة أمنية واسعة اعتقلت فيها مجموعة كبيرة من الشباب، وتواصلت الاحتجاجات والمواجهات، حيث وصلت أشدها على الإطلاق في النصف الأول من العام 1995م؛ حيث فقدت الدولة السيطرة الأمنية على مناطق واسعة من البلاد وكان أشدها في بني جمرة والدراز وسترة والنويدرات، فقد قُتل أحد أفراد الشرطة المدعو إبراهيم السعيدي، والذي اتُّهم في قضية الشهيد عيسى قمبر، فتعرضت هذه المناطق لحملات تمشيط واعتقالات واسعة، وبرزت في هذه الفترة الحركات الطلابية في المدراس والجامعات، ونتيجة لرفض وزير التربية آنذاك الدكتور علي فخرو، قمع الطلبة في المدارس والجامعات، تمت إقالته وتعيين جاسم الغتم، وهو عسكري في الجيش تم نقله كوزير للتربية، وتم الضغظ على مجموعة ممن كانوا قد وقّعوا على العريضة النخبوية بأن يسحبوا تواقيعهم، مما أدى إلى مزيد من الضغوط على الطائفة الشيعية، إلا أنه في ظل غياب فيادة الانتفاضة في السجن، والشعب كان يواصل حراكه دون هوادة، لم تجد السلطة إلا اتباع أسلوب آخر للتعاطي مع الأزمة الخانقة؛ حيث تعطلت مرافق واسعة في الدولة نتيجة الصدامات وأعمال الحرق والإتلاف مما أرهق الدولة.
من جهة أخرى؛ تم إيداع الرموز في سجن المنامة «القلعة» في السجن الانفرادي مع قطع صلتهم بالعالم الخارجي؛ حيث مُنعوا من الاتصال والزيارات، وكان الأستاذ عبدالوهاب بعد فترة الحبس الانفرادي لعدة أشعر، قد وُضِع لاحقاً في زنزانة مشتركة مع الشيخ عبدالأمير الجمري.