خطة خفض التوتر الأمني «المبادرة»
كانت مهمة إدارة الأزمة الأمنية من جهاز الاستخبارات بقيادة إيان هندرسون، ولعجز السلطة عن وقف الاضطرابات والحراك في الشارع؛ حيث أخذت بالتوسع وأصبح لدى السلطات قناعة تامة بأن مفتاح وقف الاحتجاجات بيد القادة الرموز داخل السجن، لجأت إلى حيلة ماكرة عبر الإيحاء للرموز بأن الحكومة مستعدة للتفاوض معهم حول المطالب السياسية، باعتبارهم قادة للمعارضة، شريطة إبداء حسن النوايا بين الطرفين لتعزيز الثقة على طاولة المفاوضات، وقامت السلطة عبر جهازها الأمني برئاسة هندرسون ومباشرته مع مساعده عادل فليفل باللقاء مع الشخصين الأبرز من قادة المعارضة، وهما الشيخ الجمري والأستاذ عبدالوهاب من داخل السجن، وكان ذلك في صيف 1995م.
وكان عرض السلطة على قادة المعارضة أنها ستفرج عنهم وعن بقية السجناء بالتدريج في مقابل إيقاف الاحتجاجات والتهدئة، ولاحقاً تتم عملية التفاوض السياسي بين المعارضة متمثلة في رموزها ورموز السلطة السياسية.
بمعنى آخر؛ يتم الحل على مرحلتين، المرحلة الأولى تتم معالجة الملف الأمني، ومع استقرار الوضع العام وفق لجنة مشتركة من الطرفين تقيّم ذلك، يتم الذهاب إلى المرحلة الثانية؛ وهي مرحلة التفاوض السياسي مع الجهة السياسية في الحكومة.
هذه هي الصيغة التي تم الاتفاق عليها، وقد وافق عليها الشيخ والأستاذ بعد عرضها على مجموعة العلماء والأساتذة الذين كانوا معهم في سجن المنامة وموافقتهم عليها، فبادرت المجموعة بقبول هذا العرض وبهذه الصيغة لا غير، فسُمّوا لاحقاً بـ (أصحاب المبادرة).
تعليق واحد