الهجرة في طلب العلم والوصية

في بداية التسعينات، بينما كانت كوكبة من طلبة العلوم الدينية التي تدرس في الحوزة العلمية بقم والنجف تعود إلى البحرين؛ ومنهم السيد محي الدين المشعل والشيخ حمزة الديري والسيد حيدر الستري والشيخ علي سلمان وغيرهم، كان سماحة الشيخ عيسى قاسم يتهيأ للرحيل لإكمال مراحل دراسته في الفقه، والوجهة كانت قم المقدسة، ولم يكن خروج الشيخ عيسى كخروج أي أحد آخر من العلماء لاعتبارية خاصة في مكانته وشخصيته المنتمية إلى الإسلام الحركي، وكل من عاش أجواء الإسلام المحمدي الأصيل كان يرى ببصيرته أن هذا البلد يحتاج إلى فقيه عامل ينهض به ليقارع الطواغيت ويحقق الأمل المنشود. وقبل خروجه متوجهاً إلى قم المقدسة، قام بلملمة عناصر الإسلام الحركي ونخبه العاملة وأوصاهم بإدارة العمل الإسلامي في البلاد، وهذا الكلام أنقله عن فضيلة الأستاذ عبدالوهاب؛ حيث يقول: «قبل سفر الشيخ أبي سامي في مطلع التسعينات جمعني مع الشيخ الجمري في لقاء خاص»، ثم عقد لقاءات جماعية ضمت العديد من الشخصيات. ولاحقاً؛ بعد عودته من طلب العلم انضم إليهم سماحة الشيخ علي سلمان، وأوكل إليه سماحة الشيخ عيسى إقامة الصلاة في جامع الصادق (ع) بالدراز، وحسب علمي أن الخروج الأول لقم كان منتصف 1991م، وكان الشيخ يتنقل بين البحرين وقم حتى 2001م، وقد شكلت آنذاك المجموعة التي اختارها سماحة الشيخ عيسى، المؤلفة من الشيخ الجمري والأستاذ عبدالوهاب والأستاذ حسن مشيمع ومجموعة الطلبة الدينيين العائدين للتو من قم، مجموعة قيادية لقيادة العمل الإسلامي في البحرين.