تحرك القوى الثورية الإسلامية
واكبَ انتصارَ الثورة في إيران نهوضُ الحركات الإسلامية في مناطق متعددة من العالم الإسلامي ومنها البحرين؛ حيث تفاعلت تلك الحركات مع وهج الثورة، وتوقدت في النفوس روح ثورية، مما حوّل أنظار السلطات من خط المعارضة اليسارية الشيوعية إلى المعارضة الإسلامية الشيعية، وكانت أولى تلك الحركات:
- الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين: بقيادة سماحة السيد هادي المدرسي، التي عملت على التغيير الثوري المباشر عبر العمل المسلح من الداخل بتحريك المجموعات السرية المنتسبة للجبهة من الداخل والقادة من الخارج في آنٍ واحد، والهدف هو التحول الثوري وإسقاط نظام الحكم الخليفي، وقد أحبطت السلطات بالتعاون مع البريطانيين آنذاك هذه المحاولة، وتم القبض على 73 عنصرا من عناصر الجبهة.
في سنة 1981م، وفي ذات الوقت، قامت السلطات الأمنية بحملات تعسفية طالت المنتمين للجبهة والمتعاطفين معها؛ حيث استشهد الشهيد جميل العلي والشيخ جمال العصفور تحت التعذيب، وعلى إثر ذلك، هاجر الكثيرون من البحرين خوفاً من بطش السلطة.
- حزب الدعوة: مع حالة تخوف السلطة من الخطر الإسلامي القادم ووجود مؤشرات واضحة لديها عن حقيقة نية الإسلاميين للصعود والمواجهة مع السلطة، اتخذت إجراءات أمنية قاسية ووظفت قانون أمن الدولة بأبشع صوره، وتحولت البحرين إلى دولة بوليسية يحكمها جهاز المخابرات الذي يديره البريطاني «إيان هندرسون». وبعد القضاء على محاولة الجناح الثوري الأول المتمثل في الجبهة الإسلامية، ركزت على الجناح الآخر للحركة الإسلامية المتمثل في خط حزب الدعوة، والذي يتزعمه في البحرين سماحة الشيخ عيسى قاسم، واستهدفته في سنة 1984م، وتم تفكيك خلايا حزب الدعوة، واعتقال المنتمين إليه والزج بهم في السجن، كما تم إغلاق جمعية التوعية الإسلامية وتضييق الخناق على العمل الإسلامي الثقافي والتوعوي.
الذي أدى بالمثقفين والناشطين الإسلاميين إلى العمل بمزيد من الحذر والتقية في ظل سطوة عصا قانون أمن الدولة، وبحكم انتماء الأستاذ عبدالوهاب لهذا الخط، لكن لم يكن من ضمن الحلقات التي تم اعتقالها، كان لزاماً المحافظة على الكوادر المنتمية لفرعه مع مواصلة العمل الإسلامي ومراعاة الظروف الموضوعية آنذاك.
