مواضيع

موقف من الذاكرة

عندما كنا طلبة في الثانوية بمدرسة الشيخ عبدالعزيز سنة 1991م، كان لدينا يوم مفتوح، فطلب صديقي مني أن نذهب لمدرسة مدينة عيسى الثانوية التي كان فيها الأستاذ عبدالوهاب لندعوه للمشاركة في احتفال بمولد أحد الائمة (ع) في قرية صديقي ليلقي كلمة  فيها، وعندما ذهبنا ووصلنا لمكتب الأستاذ، وجدنا الغرفة مملوءة بالطلبة، وكان الأستاذ بوقاره المعهود جالساً يرحب بالجميع ويستمع إليهم في أجواء من الاحترام المتبادل، ويتحاور معهم في مواضيع شتى، وعندما عرض عليه صديقي تلك الدعوة، رحب بها الأستاذ وسأله هل أنت من المدرسة؟ ولما أجاب بالنفي، وجّه لنا نصائح أبوية في الاهتمام بديننا وتحصيلنا العلمي.

فكان يشرح قلوبنا بكلامٍ لا يخلو من قول نبي أو وصي، والملفت أن احتضانه للشباب لم يقتصر على المتدينين أو أبناء طائفة معينة، وإنما كان محبوباً لدى جميع الطلبة، وكان لرعايته للطلبة في المدرسة وأخلاقه العالية معهم أثره في امتلاكه لقلوبهم، فكل من عرف الأستاذ، يخترق حبه قلبه،  ولم تظهر هذه الحالة لمن عرفوه بعد دوره السياسي ووهج الشهرة فيه، ولكن أحبوه أيضا.

المصدر
كتاب تراتيل السكينة – دراسات في سيرة أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين | الأستاذ محمد سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى