النواة الأولى
في بيت العائلة الكبير، نشأ الأستاذ وتربى في حاضنة اجتماعية متكاملة، فبعد أن توفي والده وعمره لا يتعدى 13 عاماً، عاش في كفالة العائلة الكبيرة مع إخوته وأخواته ووالدته مع تحمل مسؤوليته باعتباره أكبر الأبناء، وبرز فيه التوجه الديني منذ الصغر، فإلى جانب نبوغه المبكر وحبه وشغفه بالقراءة والاطّلاع، كان يحمل حسّاً جماعياً، فحمل على عاتقه، منذ ذلك السن المبكر، مسألة التبليغ والتوعية بالدين، فقام بافتتاح درسه ليعلّم أقرانه وهو في سن 13 عاماً في أواخر الستينات، وكان يعمل على إقامة الاحتفالات الدينية بنمط مختلف عمّا كان رائجاً آنذاك؛ حيث كان في حينها يُقرأ مولد الإمام فقط، فبدأ الأستاذ بإدخال الفقرات المتنوعة، ومن ضمنها الكلمة التوعوية، وفي تلك الفترة ومع انتشار الشيوعية والتيارات الفكرية والسياسية التي تستقطب الشباب، برزت ضرورة نشر الوعي بالدين وإظهار هويته التي كادت تضيع في دهاليز الجهل والتجهيل بحقيقته، وفي تلك الأجواء يبدأ ذلك الفتى اليافع طويل القامة والهمة متمسكاً بالدين ومحباً له ومدافعاً عنه، باحثاً عن المنابع الأصيلة التي ارتوى منها ألا وهي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، قارئاً لمباحث أهل العلم والفكر المنتسبين لهذه المدرسة.
تعليق واحد