مواضيع

المراحل الدراسية التي مرّ بها

بدأت حياته الدراسية في المرحلة الابتدائية في مدرسة المعامير الابتدائية للبنين سنة 1960م، وقد ظهر تفوقه على أقرانه في التحصيل الدراسي بشكل ملحوظ، وعلى صغر سنه كان موضع احترام من زملائه ومدرّسيه؛ لحسن خلقه وأدبه مع الحميع، ثم واصل رحلته الدراسية في المدراس الحكومية في المرحلة الإعدادية بمدرسة سترة، وبدأ يخرج من محيطه البيئي في قريته النويدرات إلى فضاء أوسع عبر التلاقي مع شباب أبناء المناطق المنتسبة لتلك المدرسة، وكانت دماثة أخلاقه واحترامه للآخرين مثار إعجاب كل من يلتقيه؛ إضافة لسعة اطلاعه ومعرفته الدينية، وهو في سن المراهقة التي عادةً ما يميل فيها من هم في سنه إلى اللهو والتمرد الاجتماعي، بينما عبدالوهاب نظر له محبوه ومخالفوه نظرة احترام لالتزامه ومبدأيته وحسن رأيه. واصل الشاب مشواره الدراسي عندما انتقل للمرحلة الثانوية بمدرسة الحورة الثانوية سنة 1970م في المنامة، وهناك كان الانفتاح الحقيقي على الحراك الديني والسياسي والفكري، ومن طبيعة تلك المرحلة المشاركة الفاعلة للمجتمع الطلابي في المراحل الثانوية في الحراك السياسي والفكري، وقد شهدت تلك الفترة تطوراً سياسياً؛ حيث استقلت البحرين رسمياً من الوصاية البريطانية في 17 أغسطس 1971م، وقبلها أجرت الأمم المتحدة استفتاءً شعبياً في 1970م، وتم تشكيل المجلس التأسيسي، ولقصور الخيارات السياسية ونقص الوعي العام بقيت الخيارات المتاحة مرتهنة بيد الطواغيت الذين سعوا عبر إجراءات خاصة إلى استمالة الآراء الشعبية ودغدغة مشاعرها عبر لقاء المرجعية الدينية في النجف الأشرف السيد محسن الحكيم (رحمه الله) وزيارة ضريح الإمام الحسين (ع)، والوعود المقدمة من الدولة بإقامة مشاريع وإعطاء حقوق للطائفة الشيعية وغير ذلك، مما أثر في نتيجة الاستفتاء لصالح الطغاة مجدداً، ولم يُرضِ ذلك الفئة الواعية من أبناء هذه البلاد، وهنا تفتّح الإدراك السياسي لدى الأستاذ، وأخذ يراقب الحدث ويعيش أجواءه، وفي ذات الوقت قام ببناء ذاته المؤمنة عبر التحصيل والعبادة والحرص على إقامة الأنشطة الدينية والمشاركة فيها؛ سواءً في قريته أو في المناطق الأخرى بحكم توسّع قاعدة معارفه وعلاقاته الاجتماعية، مما أسس لديه شبكة ارتباطات اجتماعية جيدة مع الكثير من المناطق؛ حيث كانت مدرسة الحورة الثانوية ملتقى لشباب البحرين من كافة المناطق لندرة المدارس الثانوية آنذاك.

وبنى الأستاذ عبدالوهاب، وهو طالب في الثانوية، منظومته القيمية وفق ما قام بتحصيله من معرفة دينية وتدعيم للبعد الأخلاقي والسلوكي لديه، وساعده في ذلك فهمه في القراءة وحبه للمطالعة في الفكر الإسلامي، وأصبحت الفرصة مؤاتية للتلاقي مع علماء الدين ونهل المعارف الإسلامية منهم، وبدأ يتردد على بعض مساجد المنامة، وخصوصاً مسجد مؤمن وحوزة السيد علوي الغريفي، وتعرف على سماحة العلامة الشهيد السيد أحمد الغريفي.

المصدر
كتاب تراتيل السكينة – دراسات في سيرة أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسين | الأستاذ محمد سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى