مواضيع

الحضارة الإسلامية تقييد تعيد العلوم الطبيعية لمسارها الصحيح

وهكذا أيضاً في جانب العلوم الطبيعية حيث إننا نرجعها لمسارها الصحيح ومصدرها الصحيح، فبعد أن فصل الغرب بين العلم والدين، وسعوا لإثبات دعوى التناقض بينهما، ينبغي علينا نحن أن نضفي الصبغة الدينية عليها، بل إذ يقول الله سبحانه وتعالى: <ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَىْءٍ>.

ومعنى ذلك أنه لا يوجد شيء موجود مما سوى الله، إلا وهو مخلوق لله تعالى، فعالم الكون هو عالم الخلقة المرتبطة بالخالق، لا الطبيعة المنقطعة والمفصولة عن الله سبحانه بل أصلاً لا، إذ كل ما هو ش فهو مخلوق الله سبحانه، وما ليس بشيء فهو القدم المحض، وإذا افترضنا الطبيعة بأنها منقطعة ومفصولةً سبحانه وارست مخلوقة لله سبحانه الله عن فلن يكون هناك علم طبيعي أصلاً، لأن العلم تابع للمعلوم، أما إذا انتبهنا إلى أن المعلوم بهويته الذاتية، وجميع شؤونه الكمالية، من التنمية والتغذية والتوليد وما إلى ذلك مخلوق الله تعالى <رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى>[1].

 فعلى هذا يكون العلم بالشيء على ما هو عليه علما بالخلقة، ومن الواضح إنَّ العلم بالخلقة، هو تفسيراً لكلمة الله التكوينية، وإذا كان العلم بالخلقة تفسيرا لكلمات الله التكوينية، فهو يكون كالتفسير المصطلح «تفسير القرآن» الذي يكون على عاتقه تفسر الكلمات المكتوبة والمدونة، يكون علمًا دينيا وعلى هذا الأساس فإنه لا علم إلا وهو علم ديني.


[1] طه: 50

المصدر
كتاب حكومة العالِم العادل | الشيخ جاسم المحروس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟