مواضيع

وصية الحاج قاسم سليماني

ونحن هنا لن نحدد فقيهاً معيناً ندعوا الناس لنصرته وطاعته، ولكن نقول بناءً على ما تقدم يجب على كل شخص يعتقد بتوفر الصفات كل والشروط المطلوبة في فقيه ما، فيجب عليه أن ينصره ويطيعه ولا يتخلف عنه، وإلا فهو سيكون كمن ترك نصرة الحسين (ع).

فالأمر خطير وليس هين لكي يتم التعاطي بتسامح وتهاون، بل ينبغي أن تكون هناك أسباب حقيقية وواقعية لعدم النصرة والطاعة، لا أن يكون ذلك تبعاً للمزاج والأهواء، وتقليدا للآباء والإخوان، وركونا للدنيا وملذاتها، خصوصا مع الظرف الحالي الذي نمر به وقلة الأنصار والدعم.

يقول الشهيد قاسم سليماني: «إني أرى سماحة آية الله العظمي الخامنئي وحيداً في منتهى المظلومية، وهو بحاجة إلى دعمكم ومساعدتكم، وعليكم أ أيها الأجلاء والعظماء أن توجهوا المجتمع نحو دعمه عبر خطاباتكم ولقاءاتكم وتأييدكم، فاذا نال هذه الثورة سوء فلن يعود حتى زمن الشاه الملعون، بل سيعمل الاستكبار على ترويج الإلحاد البحث، والانحراف العميق الذين لا عودة عنه.

أقبل أياديكم المباركة وأعتذر لهذا الكلام، فقد كنت أود أن أذكر ذلك خلال تشرفي بلقاءاتكم المباشرة، ولكن التوفيق لم يحالفني.

جنديكم ومقبل أياديكم قاسم سليماني»

لماذا يجب أن يكون الحاكم فقيها؟؟ وبعبارة أخرى: لماذا لا بد أن يكون الحاكم عالماً بالإسلام؟ فنحن قد سلّمنا بأنَّ الحاكم لا بدَّ أن يكون «عالمًا وعادلاً» ولكن لماذا تقصرون العلم بالعلم بالشريعة؟

نقول في جواب ذلك، إننا قلنا سابقًا بأن الحاكم لا بد أن يكون عادلاً وكفؤاً وهذا لا نقاش فيه.

أما بالنسبة لتحديد العلم بالعلم بالشريعة، فذلك لأن الشريعة هي الدستور الذي سيدير الحاكم البلاد والمجتمع على أساسه.

وبعبارة أخرى: نسأل من يعترض على تحديد العلم بالشريعة، نسأله ونقول:

إذا ام نحدد العلم بالعلم بالشريعة، فنحدده بماذا؟ هل نحدد ذلك بالفيزياء أو الكيمياء أو الاحياء؟؟

أو أن تجعل العلم من دون تحديد وتقييد؟ فالمهم هو أن يكون الحاكم عالماً، بغض النظر عن ماهية ذلك العلم، هل هو الرياضيات أو الهندسة، أو الطب والإحياء!! وفي الواقع فإن كلا الفرضيتين ليستا عقلانيتين، لأنه لا معنى لتحديد العلم بالفيزياء والكيمياء أو الإحياء، إذ من الواضح أنه لا دخل لتلك العلوم في الحكم وإدارة البلاد والمجتمع. فما دخل الفيزياء والإحياء في إدارة شؤون المجتمع؟!

وهكذا أيضاً بالنسبة لعدم يعلم معين، إذ من غير معلوم المعقول أن يكون مجرد العلم بأي علم كان: معيارا للأرجحية في الحصول على شرعية الحكم دون الآخرين. فليس من المعقول أن يكون مجرد حصول الإنسان على شهادة أكاديمية في أي مجال كان، سيئا لتقديمه على الآخرين، وجعله على رأس السلطة وعلى رؤوس الناس.

فالشهادة الأكاديمية ليست هي التي تجعل الإنسان «حاكماً صالحًا»، والتجارب التاريخية في خير شاهد على ذلك، فعلى من التاريخ رأينا الكثير من الحكام الذين لا يملكون الشهادات الأكاديمية في زماننا هذا، ولكنهم رغم ذلك كانوا حكام كفوئين، وقيادات ناجحة وإن كان لديهم تقصير ونقص في جانب العدالة، وفي جوانب سياسية أخرى.

إذا ما هو معقول هو تحديد العلم بالعلوم التي لها مدخلية في الحكم وإدارة البلاد والمجتمع، وقد تم تحديده اليوم فعلاً في السياسية والاقتصاد والدستور، ولتوضيح ذلك نحتاج للحديث عن وظيفة الحكومة والحاكم.

المصدر
كتاب حكومة العالِم العادل | الشيخ جاسم المحروس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟