مواضيع

الأكثرية والأقلية في القرآن الكريم

اذا رجعا للقرآن الكريم لكي تعرف ما هو رأيه في الأكثرية ستجد إن القرآن الكريم كلما تكلّم عن الأكثرية ذكرهم بالذم والشر، وبالعكس كلما تكلّم عن الأقلية، تكلم عنهم بالخير ومدحهم. ففي القرآن الكريم نجد أن الاقلية هي التي تكون مع الحق بينما الأكثرية هي التي تكون مع الباطل.

فيقول القران الكريم عن الأكثرية:

  • <إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ>[1].
  • <وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ>[2].
  • <وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ>[3].
  • <لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ>[4].

ويقول القران عن الأقلية:

  • <ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ>[5].
  • <فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ>[6].
  • <فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ>[7]
  • <كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّه>[8]
  • <وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ>[9].
  • <وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ>[10].
  • <إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ>[11].

وغيرها من الآيات الكثيرة التي تتناول مفردتاً، الأقلية والأكثرية.

فلاحظ كيف إن الأكثرية لا يمكن أن تكون معيارا لتمييز الحق من الباطل، بل إن القرآن بشكل صريح يتحدث ويقول: <وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ> فكيف تريدوننا أن نعتمد على الأكثرية في رسم مصير وحياة الناس، وجعل الصواب والشرعية بيدها؟!

  • مشكلة الخلق من القدم في الكفر بالخليفة الالهي:

منذ أن اصطفى الله سبحانه وتعالى النبي آدم (ع) أول رسول للبشرية، لقي اعتراضا وكفراناً من إبليس ونشأت أول مشكلة تسبب في إضلال الناس وكفراتهم.

  • <وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗ>[12].
  • <وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ>[13].
  • <قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ>[14].

وبعد ذلك استمر الكفران بالخلفاء، فمن نوح إلى إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، وفي البداية كان الإنكار لأصل النبوة، أي أن الناس كانت لا تؤمن أن الله يمكن أن يتواصل مع فرد من أفراد البشر ويوصي إليه.

  • <وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ>[15].
  • <مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ>[16].
  • <وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى‌ إِلَّا أَنْ قالُوا أَ بَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا>[17].

وقد استمر هذا النكران إلى زمن النبي موسى (ع) <فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ>[18].. ولكن نلاحظ إن هذه المشكلة لم تكن تواجه الأنبياء الذين جاؤوا بعد النبي موسى (ع)، وكأنَّ الناس قد تقبلوا بعد هذه السنين فكرة إرسال الله لواحد من البشر كرسول، أي تقبلوا فكرة النبوة ووجدت الحاضنة لذلك.

فكانت المشكلة بعد النبي موسى (ع) في تحديد ومعرفة شخص النبي من هو؟

التسليم له ونصرته.

فإذا رجعنا للقرآن الكريم سنجد بأن القرآن عندما يذكر الأنبياء الذين من بعد موسى (ع)، كداوود وسليمان وزكريا، ويحيى وعيسى (عليهم السلام) لا يذكر بأنهم قد لا قوا اعتراضنا وإنكارا على أصل النبوة كما لاقى الأنبياء الذين من قبلهم بل كانت المشكلة هي في عدم الالتزام بتعاليم الأنبياء، أو في عدم نصرتهم والوقوف معهم، كما هو الحال مع النبي يحيى وعيسى (ع).

وقد واجه نبينا الأكرم (ص) نفس المشاكل السابقة أيضاً وقد تجاوزها جميعها إلا إن المشكلة الجديدة التي واجهة النبي صل الله عليه وآله هي في عدم تقبل فكرة الوصاية والخلافة حيث إن البنى محمد صل الله عليه وآله كانت نبوته ختامًا للنبوات ولكن هذا لا يعني انقطاع الحجج وخلو الأرض من الحجة ولهذا أوصى النبي صل الله عليه واله بخلافة علي (ع) والأئمة من بعده ولكن الناس لم تتقبل هذه الفكرة ورفضتها كما بينا سابقاً.

ففي زمن النبي (ص) آمن الناس بخليفة الله، ولكنها كفرت بخليفة النبي (ص)، أي خليفة خليفة الله.


  • [1] البقرة: 243
  • [2] الأنعام: 116
  • [3] يوسف: 103
  • [4] الزخرف: 78
  • [5] البقرة 83
  • [6] البقرة:246
  • [7] البقرة: 249
  • [8] البقرة: 249
  • [9] سبإ: 13
  • [10] هود:40
  • [11] ص:24
  • [12] البقرة:30
  • [13] البقرة: 34
  • [14] الأعراف: 16
  • [15] الأنعام: 91
  • [16] المؤمنون: 33
  • [17] الأسراء: 94
  • [18] المؤمنون: 47
المصدر
كتاب حكومة العالِم العادل | الشيخ جاسم المحروس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى