نظرية المعرفة
يقول العلماء في علم نظرية المعرفة:
إن الإنسان يدرك ذاته ويدرك بأنها يقول أمرُ واقعي موجود فعلاً في الخارج، وبالإضافة إلى هذا الإدراك، يدرك أيضاً بأن هناك حقائق وواقعيات أخوى موجودة في الخارج زائدة عن وجود ذاته.
وإذا تأملنا في السبل التي يمكن من خلاتها الوصول للحقائق والواقعيات، فسنجد بأنها لا تخرج عن ٤ طرق.
- الحس
- العقل
- القلب
- الوحي
- فمن خلال الحسن: نستطيع أن ندرك وجود الجبال، والنجوم، والسماوات والحيوانات، والنباتات <وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ>[1].
- أما العقل: فتستطيع من خلاله الوصول إلى بعض الحقائق التي لا تستطيع الوصول إليها عن طريق الحس كإدراك مبدأ الوجود، وخصائص الوجود العامة، وذلك من خلال الاستعانة بالمدركات العقلة البديهية «كاستحالة اجتماع النقيضين».
- القلب «الكشف والشهود»: فباعتبار إن الروح مرتبطة بعالم آخر فوق هذا العالم المادي فيقول من يؤمن بهذا الطريق اننا نستطيع من خلال تزكية النفس الوصول لبعض الحقائق المجردة وأن تنكشف لنا بعض الاشياء <مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ>[2] <وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ>[3].
- الوحي: ومن الطرق التي يمكن من خلالها أن نصل إلى ما هو موجود في الواقع هي أن يخبرنا الله سبحانه وتعالى بما هو موجود في الخارج.
فباعتبار إن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق هذا الكون، وهو الذي أوجد جميع المخلوقات، فهو محيط وعليم بكل الأمور. فلهذا يستطيع الله سبحانه وتعالى بدل أن يجعلنا نبحث ونتعب، أن يختصر الطريق ويخبرنا هو بشكل مباشر، وهذا ما يسمى بالوحي وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يخبرنا بالأمور التي لن تستطيع ن نصل إليها من خلال الطرق الثلاثة الأخرى، كوجود عالم آخر وحياة أخرى بعد هذه، وهذه الحياة هي المعاد.
ولهذا أرسل الله أنبياءه من أجل الاخبار عن هذه الأمور، وعن الطريق الذي يتحينا من مهلكات ذلك العلم وذلك لأن الله سبحانه وتعالى لا يتواصل بشكل مباشر مع جميع البشر، بل يختار منهم أشخاص معينين ليقوموا بهذا الدور ويوصلوا رسالاته <الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ>.[4]
<يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ>[5] <يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ>[6] <إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ>[7]، أما علامة الناس فليست لديهم القدرة على معرفة ما في الصدور، فلا يوجد جهاز للكشف عن الشجاعة أو الأمانة أو الكفاءة والثبات وغيرها من الصفات النفسية الباطنية.
وزد على ذلك إن عامة الناس يتأثرون كثيراً بالخطابات وبالحملات الاعلامية، فيمكن توجيههم بأي اتجاه إذا أتقن الشخص الخطاب وعرف ماهي اهتمامات الناس ومن أين تدخل لهم.
وقد كشفت التقارير كيف إن ترامب استفاد من برامج وسائل التواصل الاجتماعية لتحديد اهتمامات كل شخص، فأرسل لكل شخص الرسالة المناسبة له والمقنعة بالنسبة إليه.