مواضيع

ما هي المؤسسة؟

يقوم علم الإدارة بإدارة العالم إلى حد ما، وإنّ إتقان فنّ الإدارة وعلمها يكفي من أجل امتلاك صلاحية اتخاذ القرارات في المجالات المختلفة، وهو ينصُّ على نقطة مركزية وموضوع هو مفهوم «المؤسسة».[1] إنّ لكل علم موضوعاً، وهو الأمر الذي يدور حوله هذا العلم ويطرح أبحاثه في هذا المجال. لذلك فإنّ معرفة المؤسسة والإدارة تحصل في آنٍ واحد، ومن أجل تحليل هذا المفهوم يجب أن نضع تعاريف المؤسسة إلى جانب تعاريف الإدارة للوصول إلى صورة كاملة لمفهوم الإدارة والمؤسسة.

في علم الإدارة توصف المؤسسة بأنّها مجموعة من الأفراد الذين يتعاونون لتحقيق أهداف مشتركة ومحدّدة[2].

وفي تعريف آخر توصف المؤسسة بأنّها كائن اجتماعي معروف له حدود واضحة تقريباً يعمل بوعي وتنسيق للتوصّل إلى هدف أو أهداف بناءً على سلسلة مبادئ مستمرة[3].

انتبه إلى أنّه في تعريفه للمؤسسة يقول: المؤسسة تتكون من أفراد وعلاقات بينهم، وتتكون المؤسسة عندما يقيم الأفراد علاقات متقابلة من أجل القيام بالأعمال الضرورية لتحقيق أهداف المؤسسة. ويعتبر في تعريف المؤسسة أنّ لها صفات مشتركة[4]:

  1. مؤسسة اجتماعية.
  2. قائمة على هدف.
  3. تم تصميم هيكليتها بصورة هادفة وتحتوي على أنظمة فعالة ومنسجمة.
  4. ترتبط المحيط الخارجي.

إلى جانب هذه التعاريف توجد تعاريف مختلفة لمفهوم الإدارة، البعض منها كما يلي[5]:

  1. التحكم بالعناصر المسؤولة تحت الإدارة بحيث يتمّ تنسيق جهودهم من أجل تحقيق أهداف المؤسسة.
  2. تنسيق جميع الإمكانيات والمصادر عن طريق التخطيط، والتنظيم، والتوجيه والتحكم لتحقيق هدف معين.
  3. القيام بالأعمال عن طريق الآخرين.

في التعاريف أعلاه للمؤسسة والإدارة، تتّضح قيمة العمل، والعمليات وهدف المؤسسة، وإلى جانب ذلك لا يوجد كلام عن قيمة الأشخاص الذين يعملون في هذه المؤسسة والقائد، أي لا يوجد جانب قلبي للموضوع؛ إذ إنّ الركن الأساسي في المؤسسة هو العمليات التي تقوم بها، وكل الأمور تتعاضد من أجل المزيد من التحكم بالمواد والقوى البشرية لتحقيق العمليات وتحقيق هدف المؤسسة. ويشرح عابدي جعفري النموذج أدناه بعد شرحه أركان المؤسسة:[6]

وضع رسم بياني 12

المحيط

الإنسان

المواد

الهدف

(العمليات)

وبهذا ينظر إلى الإنسان على أنّه نوع من الأدوات، وهو أمر يمكن التوصّل إليه بصراحة من التعاريف المختلفة للإدارة والمؤسسة. يتمّ طرح تحقق الفائدة على أنّه الهدف الغائي للمؤسسة. وكأنّ أهمية المنتج النهائي تحتل مكان الإنسان وتسخيره من أجل تحقيق أهداف المؤسسة. بهذه النظرة، تكون المؤسسة بلا هدف سامٍ يضحي البشر طوعياً من أجل تحقيقه، وهي مجرد أهداف محددة بمدد زمنية ومادية من أجل تحقيق فوائد. لذلك، التحكم والاستثمار، والعمل، والعمليات، وأمثال ذلك هي من العناصر الرئيسية في تعريف الإدارة والمؤسسة، ويتم العمل على أساس تحسين هذه الأمور والتنسيق والعلاقات وتسخير الثروات والإمكانيات.

مدرسة العلاقات البشرية في علم الإدارة، هي من المدارس التي تختلف عن المدارس التقليدية حيث تمنح أهمية للبشر والعلاقات بينهم، وتذكر زيادة الفائدة في إطار الالتفات إلى العلاقات بين الأفراد. هذه الرؤية تؤمن بضرورة تحرير الأفراد من سجن سلسلة الرتب الإدارية، بل يجب أيضأً أن نفهم أولاً العلاقات الفردية بين الموظفين، وثانياً أن نسعى إلى تقوية ذلك للوصول إلى هدف المؤسسة.[7] وفي هذه الرؤية يتمحور كلُّ شيءٍ مرة أخرى حول الفائدة وتحقيق أكبر مقدار من الأرباح للمؤسسة وكيفية ترتيب العلاقات غير الرسمية بين الأفراد من أجل تحقيق أكبر ربح ممكن.

يمكن القول أنّ المؤسسة هي:

أولاً: هيكلية تنظم العلاقة بين الأفراد.

ثانياً: تمنح الهوية للأفراد عن طريق العمليات والتفاعل فيما بينهم بهدف تحقيق الفائدة.

ثالثاً: الفائدة وزيادة كفاءة الأرباح وأهداف المؤسسة. إن الإدارة والتحكم هما الركن الرئيسي في المؤسسة، وإذا تمّ حذف الإدارة والتحكم من المؤسسة فإنّها سوف تتلاشى.


  • [1] مكانة وموضع علم الإدارة، حسين عابدي جعفري، دروس من المدرسة الإسلامية، العام السادس، العدد 10، عام 1965، ص40.
  • [2] مبادئ المؤسسة والإدارة، الدكتور علي رضائيان، ص10.
  • [3] التنظيم وتصميم الهيكل، علي أصر بور عزت وغزاله طاهري عطار، ص8.
  • [4] نظرية المؤسسة وتصميمها، ريتشارد دفت، ص19.
  • [5] ما بعد الإدارة، عزيز جوان بور هروي، العام الثاني، العدد 7، شتاء 2008.
  • [6] مكانة وموضع علم الإدارة، حسين عابدي جعفري، دروس من المدرسة الإسلامية، العام السادس، العدد 10، عام 1965، ص40.
  • [7] رسم الهيكلية الحقيقية للمؤسسة: تركيب الهيكلية الرسمية وغير الرسمية، عملية إدارة التنمية، خريف عام 2016، العدد 3، 97.
المصدر
كتاب العمل التنظيمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟