في مبنى 6
في البداية كانت الظروف صعبة جداً في مبنى 6، ولكن سرعان ما تمكن الشهيد من كسب احترام المرتزقة الأردنيين عبر شخصيته اللبقة، فكان يستخدم علاقاته بهم كجسر من أجل الحصول على بعض المكتسبات لباقي السجناء؛ مثل الحصول على وقت أكثر في الساحة وما إلى ذلك.
مبنى 6 تحول سريعاً لأفضل مبنى في السجن، وذلك مقارنة إلى باقي المباني التي تعرضت للضربة؛ حيث تم فتح الأمور في مبنى 6 أسرع من باقي المباني، ولم يمضِ سوى وقت قليل حتى تم تقسيم المبنى بين النزلاء القدامى والمعتقلين الصغار في السن المسجلين في «مركز ناصر التعليمي».
بصورة عامة، فإن التعامل يكون أصعب مع المعتقلين الذين لم تصل أعمارهم إلى سن الـ «21» عاماً، كما يكون الانفلات والتهور طاغياً على تصرفاتهم، لكن الشهيد تمكن بسرعة من تكوين مكانة لائقة به بين هؤلاء، فتمكن من كسب حبهم واحترامهم، حتى صارت كلمته مسموعة لديهم.
بل صار صديقهم المفضل ومرشدهم الذي يلجؤون إليه في كل كبيرة وصغيرة في المبنى، علاقة «أبي قسّام» الممتازة بالمعتقلين من جانب وبالمرتزقة من جانب آخر جعلت من المبنى مكاناً حيوياً وخالياً من المشاكل الضخمة، فكل مشكلة تطرأ كانت تحل بصورة سريعة وقبل أن تتفاقم.