في الخيمة
مر الشهيد في مرحلة «الخيام» التي كانت من أشد وأصعب الفترات في تاريخ السجن، وليس المجال هنا لوصف التعذيب الجماعي الذي تعرض له المعتقلون في تلك الفترة العصيبة، ولكن رغم صعوبة الوضع، فإن الشهيد لم يتبدل، ولم يتخلى عن روح المسؤولية اتجاه الآخرين.
فحينما تم فتح الاتصال، فإن زوجة أحد المعتقلين اشتكت إلى زوجها ما تعانيه من إحدى الشخصيات التي كانت لها مكانة في الخارج، والذي كان يحمل مسمى «ناشط»، لكن ذلك النشاط لم يكن سوى غطاء لمآرب أخرى، فهذا الناشط كان يحاول استغلال غياب الأزواج في المعتقل من أجل التقرب لزوجاتهم، فكان من بينهن زوجة صديق الشهيد، وحينما علم الزوج بذلك لم يكن بيده حيلة، فهو في السجن، وحتى الاتصال كان يتصل لدقائق قليلة لا تكفي كي يتصرف خلالها. هذا الزوج قام بمشاورة «أبي قسّام»، فما كان من الشهيد إلا أن طمأنه وأخبره بأنه سيتصرف في الموضوع.
«أبو قسّام» كانت له عائلة أيضاً، وكان بحاجة لكل دقيقة اتصال كي يتواصل مع أهله، ورغم هذا فقد سخّر اتصاله عدة مرات من أجل زميله، فاتصل الشهيد إلى أحد الأشخاص الذين يثق بهم، وطلب منه الذهاب إلى هذا الناشط وأن يهدده كي يتوقف، وبالفعل قام هذا الشخص بالمطلوب، ولأن الناشط فضحه الله لاحقاً وفي أكثر من جانب فقد سقط من أعين الناس، وليس المجال هنا للحديث عنه؛ بل أقتصر على توضيح شهامة الشهيد «محمد سهوان»، فرغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها في الخيمة إلا أن ذلك لم يمنعه من الوقوف مع الآخرين والعمل على حل مشاكلهم.