النور المحمّدي
مع بداية 2015م، كان السجن يشهد انفتاحة استثنائية، وكان «مبنى 4» يضم حوالي ألف معتقل مما يجعله أقرب إلى قرية صغيرة ومجتمع متكامل يحوي مختلف أصناف البشر ومختلف الطاقات، الانفتاحة حملت معها عبثاً كبيراً، فالعمل الإسلامي كان لايزال محدوداً، وفي أقصى الحالات كان يتم تنظيم احتفالات مشتركة بين عنابر الجانب الواحد.
لكن كان «أبو قسّام» صاحب رؤية تمتد أبعد من ذلك، كان الشهيد ينظر للعمل الإسلامي من منظور مختلف عن الآخرين، فـ «أبو قسّام» لم يكن ينظر للجانب الديني بمعزل عن العمل الاجتماعي أو الجانب الرياضي، كما أنه لم يقتصر في وجهة نظره على أبناء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بمعزل عن إخوانهم من عامة المسلمين.
كان الشهيد يدرك ضرورة مراعاة كافة الفرق الإسلامية ودمجها ضمن مشروع مركزي واحد يضم كامل المبنى.
كما كان يرى ضرورة قراءة احتياجات الأجانب المنقطعين عن أهلهم، وأن يتم توفير احتياجاتهم الأساسية ضمن منظور إسلامي يحمي هؤلاء من الفاقة ومن سوء الاستغلال، كان الشهيد هو صاحب فكرة مشروع «النور المحمّدي»، فذهب بفكرته إلى كل من «الأستاذ محمد سرحان»، و«أبو رضا (عبدعلي خير)»، وتعاون الثلاثة لصياغة مسودة المشروع الذي كان أوّل مشروع شموليّ يغطي مختلف الجوانب في كل تاريخ السجن.