مواضيع

تدشين  المشروع

تم الإعلان عن مشروع «النور المحمّدي» في أحد الاحتفالات المركزية على مستوى المبنى، ولازلت أتذكر في الإعلان كلمات الشهيد وهو يقول بأن هذا المشروع سيكون القدوة لكافة المشاريع اللاحقة في السجن حتى بعد عشر أو عشرين عاماً من التدشين، وبعد كلمة المؤسسين تم فتح المجال أمام الجمهور لإبداء الملاحظات، فانصب النقاش على نقاط جزئية وعلى آليات إقرار المشروع، ولكن سرعان ما استقر الرأي على أن يتم طرح المشروع للتصويت في مختلف العنابر وذلك لضمان الأخذ برأي المعتقلين، ولكل عنبر أن يحدد إن كان يريد الانضمام للمشروع أم لا.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الشخصيات التي دعت للمشروع «أبو قسّام»، «الأستاذ محمد سرحان»، و«أبو رضا»، كانت تحظى بمكانة عالية لدى المعتقلين وشعبية جازفة، وهذا ولّد لدى المعتقلين ثقة خاصة بهم.

مما انعكس على نتائج التصويت على المشروع؛ حيث تم إقرار «النور المحمّدي» في كل العنابر وبلا استثناء! بل كان الإقرار بأغلبية ساحقة جداً، نتائج التصويت أعطى المشروع دفعة استثنائية، وأكسبت «النور المحمّدي» دعماً جماهيرياً.

ويعد التصويت على أصل المشروع، تم إجراء انتخابات في العنابر لكي يختار كل عنبر من يمثله في إدارة «النور المحمّدي»، ومع انتخاب الإدارة انقسم العمل إلى شقين:

  • الشقّ الأول: كان مراجعة مسودة المشروع وإجراء التعديلات اللازمة عليها.
  • الشقّ الثاني: كان تأسيس اللجان ومباشرة العمل، فلا داعي لتأخير المشروع من أجل بعض النقاط الهامشية، علماً أن أغلب المسودة الأصلية تم إقرارها من دون تعديل، وكانت أغلب التعديلات منصبة على الصياغة لا على جوهر المشروع، ومن المهم الالتفات إلى أن اللجان التي تأسست كانت تجسد بحق رؤية المشروع، ففيها اجتمعت مختلف الطوائف والفئات، وذلك في واحدة من أجمل فترات السجن، مثل هذه اللجان لم تكن لتتحقق لولا مكانة المؤسسين لدى مختلف الفئات في المبنى.

مع تحقق الحلم جاءت ضربة 2015م لتكتم النور، فبعد الضربة تم نقل «أبي قسّام» و«الأستاذ محمد سرحان» من المبنى؛ حيث لم يبق في مبنى 4 سوى «أبو رضا» الذي انتقل لاحقاً من المبنى هو الآخر.

وهنا لابد أن أقول كلمة… البعض يدعي أن «النور المحمّدي» كان بسبب حدوث انشقاق في المبنى، وأنا كنت هناك، ولم أرَ ما يدّعون؛ بل إن وقائع التاريخ تكذّب ذلك، فالمشروع كان محل إجماع المبنى، والدليل على ذلك هو النتيجة الساحقة للتصويت.

ومن جانب آخر؛ لم يكن للمشروع ما يكفي لحدوث أي انشقاق، لا بالحجم الذي يتكلمون عنه ولا بأي حجم آخر.

أقول لهؤلاء: «إن المشروع كان الثمرة الأهم لجهود الشهيد في السجن، الشهيد سيقف يوم القيامة بين يدي الله، وسيقف أمامه جميع من ادّعوا أنه عمل على شقّ الصف».

أما أنت أيها القارئ العزيز، فأنا أدعوك لسؤال كل من عاش مع الشهيد؛ بل وكل من كان في مبنى 4، فاسألهم لتعرف بنفسك إن كان «أبو قسّام» شخصاً وحدوياً أم شخصاً يثير الفتن ويعمل على شق الصف، فحسبه الله ونعم الوكيل على كل من طعنوا الشهيد في قبره.

المصدر
كتاب أبو قسام – الشهيد محمد سهوان | الأستاذ علي معراج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟