مواضيع

الحرمان من الاحتياجات الأساسية

كان الشهيد محروماً من أبسط الحقوق الإنسانية الأساسية، فكان مثلاً محروماً من كل أنواع الحلاقة، فعلى سبيل المثال طال شاربا الشهيد لدرجة أنه لم يكن بإمكانه أن يأكل دون أن يرفعه بيدٍ ومن ثم يتناول طعامه باليد الأخرى، أما بقية شعر جسمه، فمن البديهي أنه حينما يطول، فإنه يسبب الحساسية والحكّة خصوصاً في فترة الصيف.

كما كان الشهيد يعاني من طول الشعر في الأماكن الحساسة، ومن بين تلك المشاكل كانت الطهارة والصلاة.

إضافة إلى ذلك؛ فقد كان الشهيد يعيش الحاجة الإنسانية للتواصل مع البشر؛ خصوصاً أن عزلته امتدت لعام ونصف، ولكن المتنفس الوحيد أمامه كان الكلام مع المرتزقة الذين كان ينتظر قدومهم بفارغ الصبر كي يتحدث معهم رغم كونهم سجّانيه.

السجن الانفرادي لأيام معدودة يعتبر بلاءً صعباً، قد يفقد فيه الإنسان توازن قواه العقلية، وما عاشه «أبو قسّام» كان أحد أقسى السجون الانفرادية في البحرين، وعلى الرغم من ذلك، فإن ذلك البلاء قد تحطم على صخرة إيمان الشهيد الذي حافظ على تماسك قواه العقلية.

بل على العكس تماماً… فالشهيد كان صابراً على بلاء ربّه، وكان يعيش حالة من الاطمئنان والروحانيّة.

المصدر
كتاب أبو قسام – الشهيد محمد سهوان | الأستاذ علي معراج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى