مواضيع

في الحوض الجاف

بعد عام ونصف، انتهى التحقيق والتعذيب، وتم الاتصال بأهله كي يزوروه، فكانت تلك هي المرة الأولى التي يعلمون فيها شيئاً عنه.

في الزيارة صُعق أهل الشهيد لما رأوه؛ حيث تغيّر شكله لدرجة أنهم لم يعرفوه في بداية الأمر، وذلك بسبب ما أصاب وجهه وجسمه، وذلك إضافة للأغلال التي تربطه من رقبته إلى قدميه.

على الرغم مما كان يعيشه الشهيد من معاناة، إلا أنه كان يظهر صابراً ثابتاً أمام أهله، وتعلو وجهه الابتسامة، أما أهله فقد كانوا يبكون لحال ابنهم ولما جرى عليه، وأما هو فكان يطمئنهم قائلاً: «أنا بخير… لا تحاتون».

في تلك الزيارة، لم يحضر إخوة الشهيد «جعفر» و«حسين» و«مهدي»؛ لأنهم كانوا معتقلين في سجن جوّ.

ومع انتهاء التحقيق تم تحويل ملف الشهيد للقضاء، فكان هو المتهم الأول في قضية قتل الشرطي.

المحامون كانوا يتوقعون بحقه حكماً قاسياً بالإعدام، وهو ما كان يثير قلق أهله وخوفهم على مصير ابنهم.

المصدر
كتاب أبو قسام – الشهيد محمد سهوان | الأستاذ علي معراج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى