الشهيدان .. هاني وهاني

في اليوم التالي لتجمع الدراز، توجه الشباب للمشاركة في الفعالية المركزية في السنابس، وهو يومٌ سيذكره التاريخ لأجيالٍ لاحقة، فيوم 17 ديسمبر هو يوم «عيد الشهداء».
أحداث الدراز ألقت بظلالها على مواجهات السنابس، فبعد وفاة الشرطي في اليوم السابق، فإن شدة القمع تضاعفت.
ومن جانبه فقد برز أبو قسام كقائد ميداني فذ؛ حيث كان يتولى تنظيم الشباب في أحد الشوارع داخل السنابس.
وفي ذلك اليوم اندلعت المواجهات التي كانت الأشرس حتى ذلك الوقت، فالشباب متحمس، والحس الثوري متقدم في صدورهم، كما كان القمع هو الأشرس من جانب المرتزقة؛ حيث تم استخدام الشوزن المحرّم دولياً وذلك للمرة الأولى.
من جانبهم لم يكن الشباب يعرفون ما الذي كان يصيبهم، فقد كانوا مندهشين حينما يرون أجسادهم تشخب دماً دون أن يعرفوا السبب، وتسبب استخدام الشّوزن بإصابات عديدة في صفوف الشباب.
ورغم كل هذا العنف في القمع، إلا أن الشباب قد صمدوا منذ الظهر حتى الواحدة ليلاً، وكان ذلك اليوم حافلاً بالمواجهات والمطاردات، وكان للشهيد دور كبير في شحن الشباب معنوياً، وفي حثهم على الصمود، ويقول أحد المشاركين: «إننا وبعد أن استمرت المواجهات إلى الليل، أردنا الرجوع والانسحاب، فهتف قائلاً: اللي بيمشي يمشي… أما احنا فباقين إلى أذان الفجر أو يطلعون المرتزقة من الديرة».
كان الشهيد يقول هذه العبارة رغم الإصابات التي كان يعاني منها في صدره وبطنه، أما هذه العبارة، فستبقى تلازمه حتى آخر مواجهة يخوضها في الشارع.
هذه المواجهات كانت في 17 ديسمبر 1994م، وفيها سقط الشهيدان «هاني الوسطي» و«هاني خميس»، ليتحوّل ذلك اليوم إلى «عيد الشهداء».