مواضيع

مقتل الشرطي في «الدراز»

في بداية انتفاضة التسعينات، كانت القرى تخرج في مسيرات منفصلة، لكن ومع تطور الأوضاع ابتدأت التجمعات المركزية في البروز.

ومن أوائل هذه التجمعات كان تجمع الدراز بتاريخ 16 ديسمبر، فانطلق الشباب من مختلف مناطق البحرين نحو الدراز.

في ذلك الوقت كان عمر أبي قسام 22 عاماً، لكنه كان مقداماً وجريئاً في الميدان.

كانت المواجهات في الدراز شرسة جداً، وكان أبو قسّام في الواجهة، أما المرتزقة فقد هجمت على الشباب من مختلف الجوانب، فتراجع أكثر الشباب إلى البيوت، وبقيت القلّة فقط في الشارع، ومن بين من بقي «أبو قسّام»، ورغم قلّة العدد إلا أن حدة المواجهات لم تتغير، لكن الغلبة العددية للمرتزقة دفعت بأحدهم كي يتجبر ويتقدم منفرداً نحو الشباب حاملاً معه سلاح الشّوزن.

أما باقي المرتزقة، فكانوا أجبن من أن يتقدموا نحو الشباب، فاكتفوا بدعم صاحبهم عبر الإطلاق من بُعد، فكان بعضهم يستخدم الرّصاص الحيّ، وكان الوضع خطيراً جداً.

بعض الشباب كان ينادي «أبا قسّام» كي يتراجع، لكن الشهيد رفض ذلك، ومع تقلص المسافة بين المرتزقة والشباب، فإن الوضع كان يقترب من الاشتباك المباشر باليد، فقام كل واحد من الشباب يحمل شيئاً في يده… البعض حمل قطعة حديد، والبعض الآخر حمل (بارية)، أما «أبو قسّام» فحمل حجراً.

ومع اقتراب المرتزقة، فقد كان «أبو قسّام» من أوائل المهاجمين  له؛ حيث قفز الشهيد عليه ووجّه لكمة إلى الشرطي، ثم تمكن الشباب من إرداء المرتزقة أرضاً في هجمة أرعبت باقي المرتزقة، ودفعتهم للانسحاب تاركين صاحبهم يلاقي مصيره.

«أبو قسّام» تمكن من نزع سلاح الشرطي من يده، وكان الجميع يطلبون من الشهيد أن يعطيه السلاح، لكن «أبا قسّام» أصرّ على أن يحتفظ بالسلاح كذكرى له لهذا اليوم المجيد.

وبعدها انسحب الشباب فيما أخذ الشهيد السلاح معه…

المصدر
كتاب أبو قسام – الشهيد محمد سهوان | الأستاذ علي معراج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى