الحرية في أمريكا: من الادعاء إلى الواقع

رغم أنه في أجزاء من كتاب “أمريكا بلا قناع” و”إسرائيل والصهيونية: الولايات المتحدة الإسرائيلية وسيطرة الصهيونية على الشعب”، ناقشنا مسألة الديمقراطية والحرية، لكن بما أنّ المطالب المطروحة بخصوص هذا الموضوع، لم تكن كافية لإغناء ذهنيّة الكثير من القراء، لذلك في هذا الكتاب، وفي هذا الفصل، ستتم مناقشة قضايا أخرى تتعلق بالحرية.قبل الدخول في موضوع الحرية لابد من الإشارة إلى نقطتين، فأثناء شرح النقاط المختلفة حول الحرية، عليكم أن تجعلوا هاتين النقطتين في نظر الاعتبار؛ أحدهما: تتعلق بالسقف الزجاجي[1]، والأخرى: الذبح بالقطن.يعتقد الكثير من الأمريكان، أنّ بإمكانهم فعل ما يريدون، والتسلق إلى أعلى مستوى يريدونه في حياتهم، إلا أنّ هؤلاء، عندما يبدؤون بالصعود والرقيّ إلى الأعلى، بعد قدر معين من الارتفاع تصطدم رؤوسهم بسقفٍ زجاجي يمنعهم من التسلق إلى ارتفاع أعلى. هذا السقف الزجاجي موجودٌ دائماً، لكنه غير مرئي بالنسبة للكثير من الناس، خاصة الذين لم يحاولوا الرقي ولم يرغبوا في التسلق (وانشغلوا بحياتهم الروتينية، وأحياناً الغريزية)، فسياسة أمريكا وشعاراتها الكاذبة ودعاياتها الواسعة، جعلت هؤلاء الناس لم يشعروا ـ على الإطلاق ـ أنّ هناك سقفاً في الارتفاعات الأعلى غير مرئي وغير معلن عنه، سيمنعهم من تجاوز ارتفاع محدّد، إلا عندما يجربونه بأنفسهم، فيصبح هذا الأمر ملموسا بالنسبة لهم! يرى الكثير من الناس في أمريكا أنّ المجال مفتوح أمامهم، ويمكنهم أن يصولوا ويجولوا ويتطوروا في أي مجال، وإلى أي مستوى يريدون، في حين أنّ الأمر ليس كذلك، وقادة أمريكا أيضاً لا يرون أن هناك ضرورة لإخبارهم بأيّ شيء حول هذا السقف الزجاجي؛ لأن سياستهم المزدوجة[2] مبتنية على الأكاذيب والحيل والخداع والمكر والكيد والدعاية الكاذبة وغيرها.النقطة الثانية؛ هي الذبح بالقطن. فعلى مرّ التاريخ، استخدمت أمريكا أسلوب الخداع، والحيل، والمكر، والتزوير، والتظاهر بمظاهر مختلفة وشعارات فارغة، وما إلى ذلك، لذلك أغلب الناس يتصورون أنّ أميركا صادقة في أقوالها وهي على الحق، لكن الأمر ليس كذلك. فقد قامت أمريكا بانقلاب عسكري في 28 مرداد (أغسطس) عام 1332 في إيران، وأنكرت ذلك لعدة عقود (تماماً مثل أكاذيبها المستمرة)، وادعت أنها لم تكن دخيلة في هذه الجريمة بأي شكل من الأشكال. كذلك من الممكن ذكر أمثلة وموارد كثيرة حول هذا الموضوع حدثت داخل أمريكا وخارجها.كان فنسنت فوستر[3] محامي بيل كلينتون وهيلاري كلينتون، وأنيسهم لسنوات عديدة. عندما أصبح بيل كلينتون رئيساً للولايات المتحدة، طُلب من فنسنت فوستر ـ في أوائل عام 1993 ـ الانتقال من ولاية أركنساس إلى واشنطن العاصمة، وقد فعل ذلك، وعمل مستشاراً للبيت الأبيض. كان لـ فينسنت فوستر الكثير من المعلومات حول حياة كلينتون الخاصة وزوجته، وكان العديد من الأمريكان يطلقون على فنسنت فوستر لقب (عشيق هيلاري كلينتون و….!) [i] بعد وقتٍ قصير من وجود فنسنت فوستر في واشنطن العاصمة، تمّ اقتحام مكتبه وسرقة العديد من المستندات والملفات من مكتبه، وبعد بضعة أشهر فقط من تواجد فينسنت فوستر في واشنطن العاصمة، أُعلن في 20 يوليو 1993 أنّ فينسنت فوستر قد انتحر، وتمّ العثور على جثته في حديقة فورت مارسي[4] بالقرب من واشنطن العاصمة. تدلّ الشواهد والبراهين الكثيرة على أنه لم ينتحر بل قُتل، ثم وُضع مسدسا ـ يعود للجيش قبل ثمانين عاما ـ في يده اليمنى، في حين أنّ الشخص الذي عَثر على الجثّة أفاد بأنه لم يجد أيّ سلاح بيده؛ إضافة إلى أنّ فوستر كان أعسر، و…! [ii] على أيّ حال؛ هناك مطالب كثيرة يتحدث عنها الأميركيون فيما يتعلق بزيف قصص البيت الأبيض المصطنعة، وكذلك بيل كلينتون وزوجته عن مقتل فنسنت فوستر وقضايا مماثلة، كتبوا البعض منها، وأعدوا عنها أفلاما وثائقية أيضاً، وكذلك أسلاف بيل كلينتون وأخلافه! (الصفحات من 53 إلى 72) من المجلد الثاني من كتاب (الاحتيال على أمريك)ا Defrauding America يتحدث عن تاريخ بيل كلينتون (وزوجته) وما ارتكباه من مفاسد وجرائم (في ولاية أركنساس). في الفصل الثاني من الكتاب، تناول المؤلف ـ الذي كان سابقاً أحد عملاء الحكومة الأمريكية ـ في الصفحتين 66 و 67، بشكلٍ مختصر مقتل عدد من النساء والرجال الذين قُتلوا بسبب معرفتهم بمعلومات عن بيل كلينتون (وزوجته) )، وقيل إنهم انتحروا[5] أو قُتلوا إثر حادث اصطدام، أو تمّ غلق ملف وفاتهم، ولم يُسمح بالتحقيق في سبب الوفاة[6].[iii] قد صدر هذا الكتاب عام 2008.

الصورة رقم 2 – بيل كلينتون وزوجته على اليمين وفنسنت فوستر وزوجته على اليسار.

الصورة رقم 3 – جزء من جسد فنسنت فوستر ويده اليمنى والمسدس في يده اليمنى. الصورة من قناة تلفزيون ABC الأمريكيةأمريكا تقتل مارتن لوثر كينغ بعد ثلاث عشرة ساعة من خطابه، لكنها تقوم بأداء دورها المسرحي بأحسن صورة، ونتيجة ذلك، لا يوجّه الناس أصابع الاتهام نحو النظام الصهيوني في أمريكا، فاتهمت أمريكا شخصاً بريئاً وسجنته لفترة طويلة بتهمة قتل مارتن لوثر كينغ، إلى أن مات في السجن. لقد قتلوا جون إف كينيدي، رئيس الولايات المتحدة، لكنهم ضحكوا على الشعب الأمريكي لأكثر من 50 عاماً، ولا زالوا يكذبون عليهم. علي أيّ حال؛ فإن أمريكا – دون أن يشعر الناس بذلك ـ تطبق سياساتها العدائية ضدهم، وتقصيهم عن الطريق ـ دون أن يشعروا بذلك ـ فخلال المواضيع المختلفة في هذا الكتاب تم الإشارة إلى نقاط وأمثلة كموارد من السقف الزجاجي وأيضا الذبح بالقطن.

الصورة رقم 4 – هجوم الشرطة الأمريكية المدججة بالأسلحة العسكرية على مواطنين أمريكيين في ديربورن بولاية ميشيغان Dearborn, Michigan – مواطنون ضد السياسات الأمريكية المتغطرسة والعدائية والمثيرة للحرب. مكتوب على الصورة: افتحوا [النوافذ]. الديمقراطية تريد أن تتشكّل (الديمقراطية قادمة).
فيما يتعلق بأبراهام لينكولن، ولماذا أمر الولايات الجنوبية بتحرير عبيدها، بينما كانت العبودية لاتزال سائدة في الولايات الشمالية، فلأكثر من 60 عاماً بعد صدور ما يسمى بـ إعلان تحرير العبيد؛ أي حتى القرن العشرين من الميلاد، أُجبر مئات الألاف من الأمريكيين السود ـ أفريقيي الأصل ـ على العمل في البناء، والسكك الحديدية، والمناجم والمزارع الكبيرة، بذات الشروط التي كانت حاكمة أثناء العبودية. كما كان يتمّ القبض على هؤلاء العمّال واحتجازهم والحُكم عليهم بدفع غرامات كبيرة بسبب جرائم بسيطة مثل القمار أو الشتم، والتي لم يتمكنوا ـ في الغالب ـ من دفعها وتعويضها. وعشرات الآلاف من هؤلاء، الذين حُكم عليهم بالجلد والتعذيب والعمل في ظروف غير آمنة وخطيرة، وطعام وسكن بائس وسيئ، فقدوا حياتهم! وأحد أكبر مرتكبي هذه الآعمال ـ الأشبه بالعبودية ـ هي شركة تابعة “لشركة الفولاذ الأمريكية”[7].[iv]
ولو أردنا الإشارة إلى بعض الإحصائيات عن مقتل العشرات من الأمريكيين على يد الشرطة والحرس الوطني الأمريكي، في يومٍ واحد وفي مكان واحد، لكان الأمر عبارة عن طومار طويل وعريض ولربما مملّ بالنسبة للكثير من القرّاء. ومن ناحية أخرى؛ سيؤدي هذا في زيادة حجم الكتاب، وهو غير مناسب أيضاً؛ لأن الكثير من الناس لن يرغبوا في الكتب الحجيمة. فالوصفة العلاجية التي تكتبها أمريكا لنفسها في التعامل مع مواطنيها، تختلف تماماً عن الوصفة العلاجية التي تكتبها للدول الأخرى في التعامل مع المرتزقة الأمريكان. فعلى سبيل المثال؛ في مظاهرات وإضرابات العمال في ساحة هايماركت في شيكاغو[8]، التي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين متظاهراً وعشرين شرطياً، أمر النظام الصهيوني الأمريكي بالقبض على أربعة من الأشخاص الذين طبعوا واستنسخوا منشورات تدعو إلى التظاهر قبل أيام قليلة من المظاهرة – رغم أنّ هؤلاء الأشخاص لم يحضروا ولم يشاركوا في المظاهرة – وأعدمهم جميعاً[9]![v]. كما نشاهد الكثير من عمليات القتل كهذه، في التاريخ الأمريكي؛ لكن فيما يتعلق بمجموعة المنافقين أمثال – مسعود رجوي ومريم أبريشم چی، الذين تلطخت أيديهم بدماء الآلاف من الشعب الإيراني والعراقي والشعوب الأخرى – فإن أمريكا ترى أنهم يجب أن يَقتلوا الناس ويستمروا في ارتكاب جرائمهم! بخصوص الفتنة التي حدثت عام 2008 في إيران، تآمرت أمريكا بإضرام النار في كل مكان وقتل قوات البسيج وغيرهم؛ وقامت مجموعة من عملاء أمريكا أمثال المجنون شعبان القرن الحادي والعشرين ـ على حد تعبير الأمريكان أنفسهم ـ بتنفيذ هذه الأوامر! وللأسف؛ عندما يسمع البعض ـ من خلال إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران ـ أخباراً عن مقتل الأبرياء على يد الشرطة الأمريكية في المدن الأمريكية، ولعدة مرات على مرّ السنين، يظنّون أنّ قتل الأبرياء من قبل الشرطة الأمريكية لم يحدث إلا في موارد قليلة، ولهذا السبب قد خرجت مظاهرات في مدن مختلفة من أمريكا؛ لكن الحقيقة ليست كذلك! بل يُقتل في كل عام، ما يقارب الألف شخص أمريكي (وحوالي عشرة آلاف كلب أمريكي[10] (ليس من الكلاب الضالة)) [vi] على يد الشرطة الأمريكية، وحوالي 5% من هؤلاء الأشخاص من النساء! إلا أنّ الشعب يطّلع ـ فقط ـ على بعض الموارد منها؛ أيّ عندما يتمّ تسجيل الحادث من خلال أحد مشاهدي القتل بالكاميرا، أو عندما يتم نشر بعض هذه الأحداث لسبب ما، أو تتشكّل مظاهرة إثر ذلك القتل، تسمعون ذلك الخبر من خلال إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران. وهنا يرى المؤلف أنه من الضروري ولتبيين هذه المسألة، الإشارة إلى بعض الأمور بإيجاز.
يجب أن يعرف فدائيو أمريكا [وبالأحرى فدائيو الشيطان] أنّ صحيفة واشنطن بوست، هي إحدى الصحف الأمريكية المعادية والماقتة لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران وكذلك الدين الإسلامي الحنيف، والتابعة لليهود الصهاينة. فبالطبع المحتوى الذي تنشره هذه الصحيفة لن يمليه عليها المسؤولون في جمهورية إيران الإسلامية. والآن سنتناول بعض المقالات التي نشرتها هذه الصحيفة في مطلع عام 2015، قد نشرت الصحيفة المذكورة بتاريخ 11 أبريل 2015:
من بين الآلاف من حوادث إطلاق النار المؤدية إلى الموت ـ التي ارتكبتها الشرطة [الأمريكية] منذ عام 2005 ـ [أي خلال 9 آعوام] و[أودت بحياة الألاف من الشعب الامريكي]، تم استدعاء 54 ضابط شرطة فقط لتوضيح الأمر. وهؤلاء إمّا اتّضح أمرهم [منذ البداية]، وتمّ إطلاق سراحهم، أو تمّت تبرئتهم في المحكمة. [vii]
ومن المناسب أن نعكس موارداً ممّن حكمت المحكمة ببرائتهم، ليتعرف القارئ على نظام الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في أمريكا، والذي يطبَّق حتى في الأراضي الأمريكية.
قبل خمسة أعوام وفي ليلة ممطرة، طارد أحد ضباط الشرطة في ولاية أركنساس(Arkansas) يدعى كولمان ديوك براكني (Coleman Duke Brackney)سيارة براكب واحد، بحجة أنّ سائقها قد يكون مخمورا، إلى أن سقطت السيارة [ربما بسبب خوف سائقها من مطاردة الشرطة وسرعته العالية] في خندق، فأطلق الضابط المذكور عدة رصاصات على السائق من النافذة الخلفية للسيارة، أدت إلى وفاة سائق السيارة البالغ من العمر 41 عاماً، واسمه جيمس أهيرن (James Ahern).[viii] وبعد أن اطلعت عائلة الضحية وأقاربه على الحادث، احتجوا وقدموا شكوى. فبرأيكم كيف سيكون الحلّ الآن؟ تمّ استدعاء الشرطي إلى المحكمة، وخلال محكمةٍ صورية واتفاق بين الشرطة والمحكمة، انتهى الأمر، إلى حد أنه في قضية الشرطي المذكور لم يُعثر حتى على موضوع قتل السائق على يد ضابط الشرطة[ix]. والسائق الذي لم يكن مسلحاً، ولم يطلق النار على الشرطة، ولم يرتكب جريمة قتل، ولم يحمل مخدرات، قُتل بكل بساطة على يد شرطي بإطلاق عدة رصاصات! فبرأيكم ما هي الآن وظيفة ذلك الشرطي؟ إنّه قد أصبح قائداً للشرطة في جزء من تلك الولاية، على بُعد 20 ميلاً (حوالي 35 كيلومتراً) من محلّ جريمة القتل التي ارتكبها[x].
فموارد قتل الأبرياء على يد الشرطة الأمريكية – لأسبابٍ واهية وكاذبة – كثيرة، منها قتل صبي خلال ثانيتين ـ بسبب حمله لعبة على شكل مسدس ـ، وقتل بائع سجائر، ومقتل أشخاص تمّ إيقافهم من قبل الشرطة الأمريكية بسبب مخالفاتٍ مروريّة، أو خللٍ فني في السيارة (مثل عدم تشغيل إشارة انعطاف السيارة، وما إلى ذلك)، وغيرها من الحالات.
من الجدير بالذكر أنّ التقارير والموارد المذكورة أعلاه (والموارد الأخرى التي سيتُم ذكرها) ليست تقارير أو موارد حدثت في عام 2015 فقط؛ بل تكررت مثل هذه الموارد في الأعوام التالية أيضاً. وقد نشرت الصحيفة المذكورة تقريراً إعلامياً تحت عنوان “قوة الشرطة القاتلة”[11] ذكرت فيه أسماء الأشخاص الذين قُتلوا على يد الشرطة وفي أيّ ولاية قتلوا ومعلومات من هذا القبيل. بالطبع؛ هذه الاسماء تشمل الأشخاص الذين تمّ قتلهم علناً على يد الشرطة، واعترفت الشرطة بقتلهم، ولم تتضمن أسماء الأشخاص الذين قُتلوا بطرقٍ مختلفة على يد القوات الإرهابية الأمريكية داخل الولايات المتحدة وخارجها (مثل وكالة المخابرات المركزية أو مكتب التحقيقات الفيدرالي، و… وبلاك ووتر، وما إلى ذلك). والنقطة الجديرة بالاهتمام في هذا التقرير وهذه المعلومات هي أنه في الرسم البياني الذي قدمته الصحيفة المذكورة، ترى انحناء الرسم البياني يميل إلى 45 درجة؛ وهذا يعني أنه في كل يوم وليلة عندما يتجول رجال الشرطة الأمريكية في شوارع أمريكا، يجب عليهم قتل عدد من الأشخاص، ليبقى هذا الرسم البياني في نفس المنحدر، أي: 45 درجة، إلى أن يزيدوا على درجة المنحدر في المستقبل، وقتْل المزيد والمزيد من الأميركيين في كل عام.

الرسم البياني رقم 1 – تعداد موارد قتل الشعب الأمريكي على يد الشرطة الأمريكية في شوارع وأزقة الولايات المتحدة خلال عامي 2015 و 2016 وحتى نوفمبر 2017 (نقلاً عن صحيفة واشنطن بوست)

الصورة رقم 5 – ترجمة العبارة المكتوبة في الصورة أعلاه: موت آلاف الأشخاص [على يد الشرطة الأمريكية]، والمحاكمات القليلة [لقوات الشرطة الأمريكية].
وجاء في وصف الصورة أعلاه: هذه الصورة متعلقة بالزجاج الأمامي لسيارة شيفروليه ماليبو [12] في مدينة كليفلاند[13] بولاية أوهايو؛ حيث طارد ضباط الشرطة راكبَيْ هذه السيارة، وهما رجل وامرأة أمريكيان، وغير مسلحَين. وأثناء المطاردة، أطلق أحد ضباط الشرطة ـ يدعى مايكل بريلو[14] ـ 34 رصاصة على هذه السيارة، وبعد توقف السيارة، صعد الضابط المذكور على الغطاء الأمامي للسيارة وأطلق 15 رصاصة أخرى على الزجاج الأمامي للسيارة، ممّا أدى إلى مقتل راكبَي السيارة معاً نتيجة تلك الإطلاقات القاتلة [xi].
رغم ذلك؛ زعماء أمريكا يسمون الحالات المذكورة وما يجري هناك، بأنه عين الديمقراطية والحرية ومن موارد إجراء حقوق الإنسان في أمريكا، وفدائيو أمريكا يقومون بالتصفيق والتشجيع والهتاف لهم، ويقولون: إنّ ادعاءات أمريكا صحيحة. ونحن كذلك نسأل الله أن يُحشر هؤلاء مع قادتهم الأمريكان يوم القيامة!
والحال؛ لو حدثت هذه القضية في دولةٍ مناهضة لجرائم أمريكا، لارتفعت صرخات أمريكا وحلفائها (مثل إسرائيل وإنجلترا وفرنسا وكذلك المنافقين ـ الذين أعمى الله قلوبهم ـ وغيرهم من عبيد أمريكا)، وأحالوا القضية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمة العفو الدولية، وطالبوا بعقوبات مختلفة وحتى الحرب ضدها.
من الممكن أن يدّعي البعض أنّ هذه الحالات مرتبطةٌ بالعصر الحديث، ولم يكن هذا هو الحال في الأعوام الماضية. لذلك؛ سنقوم ببحث تاريخ أمريكا في الماضي والحاضر ونشير إلى نقاطٍ أخرى أيضاً.
- [1]. Glass ceiling
- [2]. double standard policy
- [3]. Vincent Foster
- [4]. Fort Marcy
- [5] . كمقتل امرأة تبلغ من العمر 37 عاماً تدعى كاثي فيرجسون Kathy Ferguson، الزوجة السابقة لأحد شرطة المرور في ولاية أركنساس يدعى داني فيرجسون Danny Ferguson . تم استدعاء داني فيرجسون إلى المحكمة بوصفه زميل المتهم (أي بيل كلينتون) في قضية باولا جونز (إحدى النساء اللاتي اغتصبهن بيل كلينتون)، كما علمت كاثي فيرجسون باغتصاب بيل كلينتون لباولا جونز، لأن زوجها أخبرها بالأمر، فتحدثت كاثي فيرجسين لبعض زملائها في العمل عن حقيقة اغتصاب باولا جونز على يد بيل كلينتون، وأبلغتهم بتلك القصة، وبالرغم من أنّ كاثي فيرجسين كانت قد انفصلت عن زوجها منذ أربع سنوات. وقد تعرفت على شرطي آخر من ولاية أركنساس يُدعى بيل شيلتون Bill Shelton (وصفه البعض بأنه صديقها، والبعض الآخر وصفه بأنه خطيبها)، ولكن عندما تمّ استدعاء زوجها السابق إلى المحكمة، كان هناك خوف من أن تؤكد كاثي فيرجسون حقيقة ما حدث في تلك القصة؛ لذلك قُتلت كاثي فيرجسون في بيتها يوم 11 مايو 1994، وتم الإعلان عن انتحارها. وبعد شهر، في 12 يونيو 1994، قُتل بيل شيلتون، الذي ذهب إلى قبر كاثي فيرجسون، أيضاً وتم الإعلان عن انتحاره.
- [6]. مثل المحقق الخاص لبيل كلينتون لوثر (جيري) باركس، Luther (Jerry) Parks الذي جمع الكثير من المعلومات عن بيل كلينتون في بيته. فبعد أن أصبح بيل كلينتون رئيساً وعلم بهذا الأمر، ذهبوا أولاً إلى بيت لوثر باركس، وسرقوا جميع تلك الوثائق، ثم في 26 سبتمبر/أيلول 1993، هاجموه أثناء وجوده في سيارته، وقتلوه بإطلاق الرصاص. ومن ثم لم يسمحوا بالتحقيق في قتله بأمر من حكومة بيل كلينتون، وتم إغلاق الملف بكلّ سهولة!
- [7]. For more than sixty years, well into the twentieth century, hundreds of thousands of indigent African Americans were forced to toil at construction sites, railroads, mines, and large farms under slave labor conditions. Arrested for trivial offenses such as gambling or foul language, they had to work off the inflated costs of their keep, which they invariably were unable to do. Subjected to whippings and torture, unsafe work conditions, and wretched food and housing, tens of thousands perished. One of the biggest users of this convict slave labor was a subsidiary of U.S. Steel Corporation.
- [8]. Chicago’s Haymarket Square
- [9]. Four anarchist leaders—none of whom had been present—were tried and hanged for having printed appeals some days earlier that supposedly inspired the incident.
- [10]. The Department of Justice estimates that nearly 25 dogs are killed by law enforcement every day in the United States, which makes a total of 10,000 per year.
- [11]. Fatal Force
- [12]. Chevy Malibu
- [13]. Cleveland
- [14]. Michael Brelo
- [i] Victor Thorn; Hillary (and Bill): The Sex Volume – part one of the Clinton Trilogy; 2008; American Free Press; Pp. 243-253.
- [ii] Michael Newton; The Encyclopedia of Conspiracies and Conspiracy Theories; Facts On File, Inc.; 132 West 31st Street’ New York NY 10001; 2006; Pp. 128-130.
- [iii] Rodney Stich; Defrauding America; Volume 2; Silverpeak Enterprises; Alamo, California; 94507; 2009; Pp. 65-67.
- [iv] Michael Parenti; Democracy for the Few; Wadsworth, 20 Channel Center Street, Boston, MA, 02210, USA, 9th edition, 2011, P. 18.
- [v] Michael Parenti; Democracy for the Few; Wadsworth, 20 Channel Center Street, Boston, MA, 02210, USA, 9th edition, 2011, P. 19.
- [vi] Andrea B. Scott; Police Kill Nearly 25 Dogs Each Day; The Nation; JULY 5, 2016.
- [vii] Washington Post, USA, April 11th 2015.
- [viii] Washington Post, USA, April 11th 2015.
- [ix] Washington Post, USA, April 11th 2015.
- [x] Washington Post, USA, April 11th 2015.
- [xi] Washington Post, USA, April 11th 2015.