حرية العمل في إيران أم في أمريكا؟
ناقشت صحيفة هافينغتون بوست بتاريخ 26 أغسطس 2013، في مقال تحت عنوان “أرض أعمياء القلوب: توّهم الحرية في أمريكا”[1]، مسألة انعدام الحرية والديمقراطية في أمريكا، وأشارت إلى أمثلة ومصاديق تدّل على عدم وجود الحرّية والديمقراطية في أمريكا، إلا أنّ بعض الناس أعمياء القلوب ولا يرون هذه الحقيقة. كاتب المقال هو جون دبليو وايت هيد[2] الذي ألّف عام 2013 كتاباً تحت عنوان:A Government of Wolves: The Emerging American Police State “حكومة الذئاب: نشأة الدولة البوليسية الأمريكية”[3].
الصورة رقم 11 – صور لغلاف كتاب “حكومة الذئاب: نشأة الدولة البوليسية الأمريكية”
A Government of Wolves: The Emerging American Police State وكتاب: “أمريكا ساحة المعركة: الحرب ضد الشعب الأمريكي”Battlefield America: The War on the American People ، والذي تمّ التوضيح عنه في هامش الصفحة السابقة.
كتاب ” أمريكا ساحة المعركة: الحرب ضد الشعب الأمريكي” في 350 صفحة، من الكتب الذي يرى المؤلف أنه من المناسب ترجمته إلى اللغة الفارسية. بالطبع؛ إنّ الهدف من تأليف هذا الكتاب إعلام الشعب الأمريكي بما يدور حوله، وليس الشعب الإيراني! أوردنا أدناه قائمة لعناوين الفصل الأول من الكتاب المذكور.
الفصل الأول: الإعلان عن الحرب PART I A DECLARATION OF WAR
1 يمكن أن يحدث هنا 1 It Can Happen Here
2 مرحباً بكم في الدولة البوليسية 2 Welcome to the Police State
3 حكومة حظر التجوّل 3 A State of Martial Law
4 الحالة المزرية لحرياتنا 4 The Dismal State of Our Freedoms
5 الاستيقاظ على الواقع 5 Waking Up to Reality
6 الفاشية على الطراز الأمريكي 6 Fascism American Style
7 إننا استأجرنا هتلر! 7 We Hired Hitler!
کما وردت عناوين الفصول من الثاني إلى الخامس من الكتاب المذكور في الهامش[4].
بيد أنّ أمريكا قد ظهرت كنظام سُبعي ودولة بوليسية منذ زمنٍ طويل، ولكن لعدة عقود، أخذ بعض المفكّرين وحتى رجال الدولة الأمريكيين السابقين، في بعض وسائل الإعلام، يطلقون على الولايات المتحدة الأمريكية عنوان الدولة البوليسية. كما تمّ تأليف ونشر كتب حول هذه المسألة وكون أمريكا دولة بوليسية، ذكرتُ عناوين بعض تلك الكتب في الهامش[5]. على أيّ حال،؛ ورد في مقال لجون دبليو وايت هيد ما يلي:
“نحن أيضاً نعيش في عالمٍ خيالي تمّ تصميمه بعنايةٍ فائقة ليكون شبيهاً لأنموذج من الديمقراطية، لكن في الحقيقة، إنّ أسْرنا وعبوديتنا أكبر قليلاً من أسر العبيد الذين تحت قيد النظام الدكتاتوري. فقد صُمّم لنا بطريقة تجعلنا دوماً تحت المراقبة؛ كما لدينا مظاهر مضحكة من وسائل الإعلام المزيفة والمصطنعة؛ لدينا محاكم سرّية، وعدالة مقلوبة، ولدينا قمع عنيف للمعارضين. وبالنسبة لِقِلّة مثل إدوارد سنودن، الذين يجرؤون على تحدي الوضع الراهن، فمن المؤكد أنهم سوف يوصفون بالمتآمرين، أو مثيري الشغب، أو المجانين، أو الخونة وما إلى ذلك[6].[i]
كما وصف وايت هيد، الكونغرس الأميركي بأنه أعتى المجرمين، وأكثرهم ظهوراً في بناء دولة الشركات (الدولة التي تحكم فيها الشركات الكبرى، وليس الشعب)[7]. ويستمر بالقول إنّ الكونغرس الأمريكي أثبت عدم جدارته وعدم كفاءته، كما أثبت جشعه وحرصه في جمع المال، وأنّه المدافع المستميت عن هذا النظام الاستبدادي[8]. يذكر جون دبليو وايت هيد في شرحه لصفات وسمات الرئيس الأمريكي أنه ينتخب ويتعيّن من خلال تعامله مع قوائم القتل والإبادة[9]، وقتل المدنيين من خلال الهجمات السرية بالطائرات المسيّرة[10]، واغتيال المواطنين الأمريكان[11]، وإرسال السلاح إلى التنظيمات الإرهابية كـ: تنظيم القاعدة في سوريا [ مثل النصرة وداعش و…] [12]. يقول جون وايت هيد فيما يتعلق بالمحكمة العليا الأمريكية إنها من المدافعين والمؤيدين لحكومة أمريكا البوليسية أيضاً؛ ويبرّئون الحكومة ومسؤولي الشركات من جرائمهم، وفي نفس الوقت يعاقبون ـ وبشكل مستمر ـ الطبقة الوسطى (والفقيرة) الأمريكية التي تريد التمتع بحقوقها[13]. جون وايت هيد يقول عن الإعلام الأمريكي (الذي يسميه الـ “آلة الدعائية”[14] للحكومة الأمريكية):
وسائل الإعلام الأمريكية، بالإضافة إلى استغلال كل لحظة لدسّ الهراء في ذقوننا وأذهاننا، وبدلاً من العمل كجدار وحاجز ضد الدعاية [الكاذبة] للحكومة الأمريكية، أصبحت تنادي وتتحدث باسم الحكومة الأمريكية؛ من دعمهم لغزو واحتلال العراق (الذي كان مبنيّا على الكذب والزيف المطلق)، إلى دعمهم الصارم لكل السياسات الأمريكية فيما يتعلق بجميع المراقبات و….! [15]
ويقول عن الشعب الأمريكي:
العنوان الذي تطلقونه على الشعب الأمريكي ليس مهماً: البضاعة أو الملك الشخصي، العبيد، النحلة العاملة، الطائرات المسيرة، و…. فكلها تدلّ على مفهومٍ واحد؛ فإنّهم يريدون منّا أن نقف جنباً إلى جنب، مطيعين وخاضعين لهم، يريدون منّا الانصياع الكامل لجميع مطالب الحكومة الأمريكية في كافة الأمور العامة والخاصة والشخصية [16].
وللأسف؛ إنّ الكثير من الناس لا يدركون هذه الحقائق، ويتأثرون بالدعاية الأمريكية الكاذبة عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وغيرها، و…!
هناك نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، وهي حرية العمل في مختلف المجالات في إيران، والتي لا تجدها في أمريكا؛ على سبيل المثال: عدم دفع الضرائب (الهروب من الضرائب)، إلى أسلوب القيادة (أي الفوضى في القيادة) وغيرها.
كما ذكرنا سابقاً، تحكم أمريكا قوانين كثيرة ومتعددة في مختلف المجالات، وكانت ولاتزال الحكومات تسعى من أجل تطبيقها. وربما لهذا السبب أنك ترى نَظماً ظاهرياً – على الأقل في بعض أنحاء أمريكا – بينما لا ترى ذلك النظم في الدول الشرقية والإسلامية، بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية. بالطبع؛ المؤلف لا يرى أنّ الشعب الأمريكي شعب ملتزم بالقانون والشعب الإيراني ليس كذلك، فالالتزام بالقوانين في أمريكا يعود إلى العصا الموضوعة فوق رؤوس الشعب، فبمجرد أدنى مخالفة للقانون، ستسقط تلك العصا وسيعاقَبون بشدة؛ فمثلاً في أمريكا تمّ نصب لوحات في بعض الأماكن كتب عليها مبلغ الغرامة التي يجب دفعها إزاء رمي النفايات؛ الغرامة التي يكون قدرها من ألف دولار فما فوق، وفي بعض الحالات السجن. كما شاهد المؤلف في أمريكا ولمرات متعددة أنه في ذات الأماكن، ينظر الأمريكيون حولهم، وعندما يتأكدون من عدم وجود الشرطة، يقومون برمي القمامة من سياراتهم إلى الخارج. على أيّ حال؛ لو فُرضت هذه القوانين في إيران الإسلامية وتمّ تطبيقها، سيعترض الكثير من الناس عليها وسوف لن يعجبهم هذا. نشير هنا وباختصار إلى بعض الأمثلة من تلك القوانين: عقوبة الحريق المتعمد (الذي لا يؤدي إلى وفاة أحد) من السجن 25 عاما إلى السجن المؤبد![17]. هل توجد مثل هذه العقوبات في إيران الإسلامية؟ وهل يتم تطبيق هذه القوانين؟ إنكم ترون في إيران الإسلامية مثيري الشغب الذين يضرمون النار بكل سهولة في الأماكن والسيارات العامة ويحرقون الأشخاص، لكنهم لا يتحمّلون وزر هذه الجرائم ويغادرون المكان. هناك الكثير من هذه الموارد! انتبهوا لبعض الانتهاكات التي قد تبدو بسيطة بالنسبة لكم، إلا أنّها ليست بسيطة من وجهة نظر القوانين الأمريكية، وانتبهوا كذلك لعقوبتها. امرأة في نيويورك لم تمتثل بسرعة لأمر الشرطة في التقاط براز الكلب – الذي لم يكن براز كلبها على الإطلاق – من الأرض، فتعرضت للضرب المبرح على يد شرطة نيويورك، ومن ثمّ قيدوا يديها واعتقلوها؛ لأنك إذا خرجت مع كلبك خارج بيتك، عليك جمع براز كلبك ورميه في أماكن خاصة، وإلا ستضطر إلى دفع غرامات باهظة! أو في إنجلترا، إذا لم يكن لدى كلاب الأشخاص لوحات ترخيص، فعليهم دفع غرامة قدرها خمسة آلاف جنيه إسترليني (35 مليون تومان). فهل هذا هو الحال في إيران؟ في إيران الإسلامية يتجول رعاة الكلاب حيثما شاءوا، وكلبهم يقضي حاجته حيثما شاء، ولا توجد عقوبة ولا اعتقال! وفي جزءٍ آخر من هذا الكتاب، تمت الإشارة إلى أنّ الشرطة الأمريكية تقتل كل عام عشرة آلاف كلب أمريكي تعود جميعها لعوائل أمريكية، أما في جمهورية إيران الإسلامية يُقتل أحد المارة على يد كلب، لكن…! ومثال آخر أنّه في أمريكا، تمّ القبض على صبي يبلغ من العمر عشر سنوات؛ لأنه أعطى امرأة مريضة كوباً من الماء (لأن زوج المرأة كان يريد لزوجته – التي كانت تعاني من مرض عضال ـ أن تموت). (وأخيراً، بعد مرور ثلاثة عشر يوماً من تجويعها، وقطع جميع أنابيب التغذية والحُقن الوريدية الخاصة بها، تمّ قتلها!) لذلك؛ ووفقاً للقانون وأمر القاضي، لم يُسمح لأيّ أحد، حتى أمّها وأختها بأن يعطوا الماء لتلك المرأة؛ وعليه كانوا يفتشون من يريد الذهاب إلى عيادتها جسدياً كي لا يأخذ معه شيئاً ويطعمها. في ذلك اليوم وعندما تمّ القبض على هذا الصبي البالغ من العمر عشر سنوات، تمّ القبض على اثني عشر شخصاً آخر – بما في ذلك بعض الأطفال في الثانية عشرة من العمر – ! فهل هذا هو الحال في إيران الإسلامية؟. في أمريكا، إذا قام شخص ما بوضع علبة مفتوحة من رذاذ الطلاء في جيبه أو في كيس، يمكن للشرطة أن تلقي القبض عليه وتحتجزه. وإذا ثبت في المحكمة أنّ الشخص هذا، كان ينوي الكتابة على الحائط، سيضطر إلى دفع غرامة قدرها ألف ومائة دولار (1100 دولار) أو السجن لمدة ثلاثة أشهر. وإذا ثبت أنه كتب على الحائط، تصل العقوبة إلى السجن لمدة خمس سنوات، وغرامة قدرها خمسة آلاف دولار (5000
دولار)، وسحب رخصة القيادة، وأكثر من مائتي ساعة من الأعمال الإجبارية (كتنظيف الجدران)، وغرامات أخرى غير محدودة للتعويض عن الأضرار ! فهل توجد هذه الغرامات والعقوبات في إيران الإسلامية؟ كما لاحظ المؤلف أناساً كتبوا ما يريدون على الأبواب والجدران في إيران وغادروا المكان، ولم يتمّ احتساب أي غرامة عليهم! في أمريكا شارك أبٌ في اجتماع للآباء والمعلمين، واعترض في ذلك الاجتماع أمام إدارة المدرسة على تعليمهم بعض الأمور لابنته، وأكّد على هذه المسألة، قامت الشرطة بتقييد يديه واعتقاله على الفور، وغيرها من الأمثلة المذكورة في هذا الكتاب. فالحرية التي يتمتع بها الناس في إيران في مختلف المجالات (باستثناء الدعارة والفساد) لا توجد في أمريكا! ولتوضيح هذه النقطة يرى المؤلف أنه من الضروري أن نتناول هذه الفئة بإيجاز.
أولاً؛ فيما يتعلق بعدد قوانين الحكومة الفيدرالية[18] (وليس قوانين الولايات أو المدن و ما إلى ذلك)، فلا أحد يعرف عددها، والجميع يقدّرونها فقط. على سبيل المثال؛ في عام 1982، حاولت وزارة العدل الأمريكية إحصاء العدد الإجمالي للقوانين الجنائية الفيدرالية على مدى عامين، ولكن في النهاية فشل ذلك المشروع، ولم تصل وزارة العدل إلى نتيجة. يقدّر البعض أن عدد القوانين الجنائية المتعلقة بالحكومة الفيدرالية[19] لا يقل عن خمسة آلاف؛ وتحتوي هذه القوانين على لوائح[20] يتراوح عددها بين عشرة آلاف إلى ثلاثمائة ألف لائحة في فئاتها الفرعية.
ثانياً؛ بغض النظر عن الموارد المذكورة، يعتقد البعض أن الكثير من تلك القوانين غامضة ومبهمة[21]، وبالتالي يمكن إدانة أي شخص على أساسها. في عام 2009، نشر أحد المحامين الأمريكيين المخضرمين هارفي أي سيلفرجليت[22] كتاباً تحت عنوان: ثلاث جنايات في اليوم: كيف تستهدف الشرطة الفيدرالة الأبرياء” Three Felonies A Day: How the Feds Target the Innocent يشير هارفي أي سيلفرغليت إلى هذه النقطة؛ أنه في أمريكا، وبسبب كثرة القوانين وغموضها، فإن الشخص في حياته اليومية، خلال كل يوم وليلة (بصورة متوسطة) دون أن ينوي ارتكاب جريمة، يرتكب ثلاث جرائم. ويمكن للمسؤولين الحكوميين استدعائه إلى المحكمة لارتكابه تلك الجرائم ومحاكمته إن شاؤوا. فعلى سبيل المثال؛ إذا كان شخص ما ينوي بيع بضاعة (أو منزل أو سيارة) من خلال الخدمات الموجودة بين الولايات (مثل الهاتف والبريد الإلكتروني وغيرها)، وبالغ في وصف تلك البضاعة أو أعطى مميّزات غير صحيحة أو بشكل مبالغ فيه إلى حد ما[23]، فوفقاً للمحادثات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وما إلى ذلك، والتي تمّ تسجيلها جميعاً، يمكن لعملاء الحكومة الفيدرالية مقاضاته في المحاكم وإدانته. [ii] للمزيد من المعلومات يحيلك المؤلف إلى الكتاب المذكور. ربما يرى البعض في إيران الإسلامية أنّ مثل هذه التصرفات والتعاملات مناسبة، ومقبولة، لكن من المؤكد أنّ الكثير من الناس في إيران الإسلامية لا يطيقون ذلك.
هناك نقطة أخرى؛ وهي أنّ البعض قد يقول إنّ طلاب الجامعات الأمريكية يتمتعون بالحريّة، ويمكنهم التعبير عمّا يريدون. لتفسير هذه النقطة، ينبغي القول إنه نعم؛ في فترة من الزمن من الستينيات والسبعينيات، في احتجاج بعض الطلاب ضد الهجوم الأمريكي على فيتنام وقتل الأبرياء في تلك المنطقة، تمّ منح بعض الحريات على الظاهر، ولكن في الوقت ذاته كانت الشرطة والحرس الوطني الأمريكي يقتلون الطلاب في باحة الجامعة، لكن بعد تلك الفترة تغيّر الوضع تماماً. وكما هو الحال في الجامعات الأمريكية، وتحت عنوان المبادئ والضوابط وقواعد الزيّ[24]، لم يُسمح للأشخاص بدخول الجامعة بملابس غير مألوفة، (إلى درجة تمّت معاقبة طالب بـ 50 ساعة عمل اجتماعي لبيعه تيشيرت كُتب عليه عبارة ما[25].[iii])، وفيما يتعلق بالكلام والتحدث في الجامعات، أيضاً هناك أصول وقواعد وقوانين[26].
في عام 1998 (أي بعد 19 عاماً من انتصار الثورة الإسلامية في إيران)، تحدث ألين تشارلز كورس[27] وهارفي أي سيلفرجليت، عن حقائق حول الجامعات الأمريكية من حيث حرية التعبير (وادعاءات القادة الأمريكان الكاذبة حول حرية التعبير في الجامعات الأمريكية)، وقاما بتأليف ونشر كتاب تحت عنوان:The Shadow University: The Betrayal of Liberty on America’s Campuses “في مرآة الجامعة: الطعن بالحرية في الجامعات الأمريكية”[28].
فعلى أيّ حال؛ ليس بإمكانك أن تعبر عمّا تريد في أي نقطة ومكان من الجامعة، وذلك للأسباب التالية:
أولاً؛ تمنعك ضوابط وقوانين الكلام والتعبير من استخدام الكلمات المسيئة، وتحمي المجموعات ذات المصالح السياسية والأيديولوجية[29].[iv] لذلك؛ يُمنع استخدام الألقاب والنكات والكاريكاتورات المسيئة لغرض التسبب في الضرر المباشر (لشخص أو مجموعة) [30].[v]
ثانياً؛ حدّدوا في زاوية من الجامعة، مكاناً ومساحة صغيرة جداً جداً للتعبير عن الآراء المعارضة، وأطلقوا على ذلك المكان: “مكان حرية التعبير”[31]، وخارج تلك المحدودة يسمى المكان (المساحة الخالية من التعبير الحر[32]).[33] ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الفئة تشمل أماكن مثل الفصول الدراسية والمهاجع، أيضاً. فلا يحق للأشخاص التعبير عمّا يحلو لهم في هذه الأماكن، وإلا فسيتمّ اتهام الطالب الخاطئ بجرائم ولصق صفات به ـ إلى الأبد ـ كـ “المتحرش” أو “المعتدي”، وسيتم طرده من الجامعة، الأمر الذي سيكون له آثار دائمية على حياته الشخصية ومسيرته المهنية والعملية[34].[vi]
الصورة رقم 12 – صور لغلاف الكتابين: “ثلاث جنايات في اليوم: كيف يستهدف الفيدراليون الأبرياء” و”في مرآة الجامعة: الطعن بالحرية في صحن الجامعات الأمريكية” والذي أشرنا إلى بعض محتوياتهما في الصفحات السابقة.Three Felonies A Day: How the Feds Target the Innocent و The Shadow University: The Betrayal of Liberty on America’s Campuses
وهناك نقطة أخرى يجب الإشارة إليها في نهاية هذا الفصل، وهي أنّ النظام الأمريكي الصهيوني يسعى إلى تطبيق نظام جديد من العبودية يصبح فيه الجميع عبيداً لأمريكا، إلا أنّ سلاسل العبودية في هذا النظام تكون غير مرئية. ومن المؤسف أنّ الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم – سواء عرفوا ذلك أم لا – سواء أرادوا ذلك أم لا – قد وضعوا أنفسهم في هذا النظام، وصاروا يسلكون ذات الطريق الذي رسمه لهم الصهاينة – أي: أسياد أمريكا -.
في الولايات المتحدة وحتى عام 2001، تمّ نصب أكثر من ثلاثين مليون كاميرا للمراقبة، تعمل يومياً على مدار الساعة، وسبعة أيام في الأسبوع، وتلتقط لكل مواطن أمريكي، 200 صورة يومياً بصورة متوسطة.[vii] في أمريكا، يجب أن يكون كل شخص قابلاً للتعريف، برخصة قيادة أو الهوية الصادرة عن الحكومة (أي: إدارة مرور تلك الحكومة)، وليس البطاقة أو الهوية الصادرة من قِبل شركة أو إدارة ما. تقوم وكالات التجسس الأمريكية (مثل وكالة الأمن القومي) بتسجيل جميع المحادثات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وما إلى ذلك. ربّما يقول البعض إنه لا بأس بأن يكون الأمر كذلك بالنسبة للبالغين. فالآن نريد أن نعرف كيف يتم التعامل مع طلاب المدارس.في العديد من المدارس، لا يحق للطلاب استخدام حقائب الظهر أو الحقائب التي تكون محتوياتها مخفية وغير مرئية،[viii] ويتعرّض طلاب المدارس للتفتيش والاعتداء والمضايقة بشكل مستمر من قِبل حراس الأمن. ففي سبتمبر/أيلول 2007، كسر حارس الأمن يد طالبة تبلغ من العمر 16 عاما؛ وبعد ذلك، تمّ اعتقالها؛ لأنها رفضت الامتثال لأمر الحارس ولم تلتقط قطعة الكعك التي سقطت على الأرض. كما تمّ تقييد واعتقال الطالبين اللذين سجلا هذه الحادثة بكاميرات هواتفهما. أحدهم، الذي قام بهذا الفعل بجرأة وجسارة أكثر، سُجن لأكثر من أسبوع. ذهبت والدة تلك الطالبة ـ وهي معلمة تعمل في منطقة أخرى ـ إلى مدرسة ابنتها للاطلاع عن حالتها، إلا أنهم منعوها من الدخول ورؤية ابنتها لمدة 20 دقيقة، وفي النهاية، دفعت الأم مديرة المدرسة جانباً، وشقّت طريقها إلى أن وصلت إلى ابنتها، فاتُّهمت ـ على هذا الفعل ـ بالاعتداء على المديرة، وتمّ إيقافها عن العمل بدون أجر لمدة أسبوعين.[ix]في مدينة واشنطن العاصمة (وسط أمريكا)، يتم إصدار بطاقة للطلاب، تُسجّل فيها جميع معلوماتهم الجسدية والبيولوجية، وحتى بصمة لوجه الطلاب، تُتاح هذه المعلومات إلى وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن الوطني الأمريكية. [x]كما تقوم الشرطة بإصدار بطاقات وهويات لطلاب المدارس، فعند استلام وجبة الغداء، يجب التعرف على الطلاب من خلال بصمات أصابعهم التي تمّ مسحها ضوئياً من ذي قَبل. أطلقت قناة ABC في 10 يناير 2002 على هذا الأمر عنوان “الطعام الأصابعي”، وفي 24 يناير 2002، أطلقت شبكة الـ سي بي إس على هذا البرنامج اسم “بصمات الأصابع، تدفع ثمن وجبات الغداء المدرسية”[35]. يزعُم بعض الأميركيين أنّه بهذه الطريقة، يتمّ تدريب الأطفال وإعدادهم لـ “مجتمع غير نقدي”، وبهذه الطريقة، يضعون أنفسهم في قاعدة البيانات أيضاً. تحاول الحكومة الأمريكية أن تضع جميع أفراد المجتمع في وضع، تعرف من خلاله مكانهم وموقعهم في جميع أوقات الليل والنهار، والأكثر من ذلك، أنّهم إذا لم يضعوا أنفسهم في نظام “بصمات الأصابع” لتحديد الهوية، سوف لا يتلقون أي خدمات (ليس فقط في البنوك، بل حتى في المتاجر، وما إلى ذلك).الولايات المتحدة تحاول ومنذ فترة طويلة أن تحقن “شريحة تحديد الترددات الراديوية”[36]، التي هي بحجم حبة الأرز، في جسم جميع الأشخاص في العالم؛ وبهذه الطريقة، تجعل جميع جوانب حياة الناس – من المكان والموقع الدقيق للأشخاص في جميع ساعات النهار والليل وأنشطتهم، وحتى نبضات قلوبهم – تحت سيطرتها الكاملة. إلا أنها في البداية استخدمتها في أجسام الحيوانات كالكلاب مثلاً، ومن ثمّ في أجسام أشخاص كالسجناء ومرضى الزهايمر وغيرهم، وبعد ذلك في الأطفال. وذكروا أنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيّدت ذلك لجميع أفراد البشر ـ حتى الأطفال ـ[37].[xi] بذريعة أنه إذا فُقد شخص ما أو هرب، أو تمّ اختطافه أو كان بحاجة إلى مساعدة طبيّة وما إلى ذلك، يمكننا العثور عليه بسرعة، أو الوصول إليه عن بعد، وما إلى ذلك..![xii] وبالفعل تمكّنوا من إقناع بعض الناس بالموافقة عليه، لكن الكثيرين عارضوا ذلك.
الصورة رقم 13 – صورة لـشريحة الـ “فاري تشيب” بجوار حبة الأرز واليد التي وضعت فيها هذه الشريحة
الصورة رقم 14 – صورة لـ “فاري تشيب” أمام عين الشخص واليد التي وضعت فيها الـ “فاري تشيب”.
في عام 2004، وافق المدعي العام المكسيكي ـ رافائيل ماسيدو ديلاكونشا ـ[38]، و160 من نوابه على استخدام “فيري تشيب” في أيديهم. [xiii] ومن ثمّ تمّ تنفيذ هذا المشروع في بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك السويد. ومن خلال وضع Veri-Chip في أيدي الأشخاص، لم يعودوا هؤلاء بحاجة إلى بطاقات مصرفية، وجوازات سفر، وهويات شخصية، ومفاتيح السيارة، وما إلى ذلك، فإذا أراد شخص ما أن يركب سيارته، يضع يده على مقربة من باب السيارة، فينفتح باب السيارة له؛ يركب السيارة، ثمّ يضع يده بالقرب من مقود السيارة، فتشتغل السيارة، عندما يقوم بالشراء، يضع يده بالقرب من آلة الدفع؛ فيتمّ التعرف عليه وخصم المبلغ من حسابه. وطالما كان عبداً مملوكاً، تودع الأموال في حسابه وقلبه ينبض، ومتى خرج من العبودية وامتنع من الانقاد ستنتهي حياته. هؤلاء يطلقون على هذه الأمور الحرية المطلقة للأشخاص. ومن الجدير بالذكر أنّ الأساور التي فرضها آل سعود على حجاج بيت الله الحرام، والتي كانت في حوزة إسرائيل وإدارتها، تدخل أيضاً في هذا السياق، لكن بما أنّ المسلمين لم يضعوا “الفيري تشيب” في أجسامهم؛ قاموا بتنفيذ المشروع على شكل أساور.
كما ذُكر في فصولٍ أخرى، قد وردت نقاط وشواهد أخرى حول موضوع الحرية في أمريكا في كتابي “إسرائيل والصهيونية: الولايات المتحدة الإسرائيلية وسيطرة الصهيونية على الشعب” و”أمريكا بلا قناع” لا يرى المؤلف حاجة إلى تكرارها، وللمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكنكم الرجوع إلى تلك الكتب. بصورة عامة، عندما ننظر إلى القضايا المختلفة بخصوص مسألة الحرية، ونقارن وضع إيران مع الولايات المتحدة، ندرك أنّ الحرية الحقيقية في إيران، وليست في أمريكا! ولكن بما أنّ أمريكا تذبح بالقطن، ولكونها تمتلك دعاية كاذبة واسعة النطاق، عدد كبير من الذين لا يعرفون شيئاً عن أمريكا، وأحياناً الجهلة من الناس، يصدّقون ادعاءات أمريكا حول الحرية. نتمنى أن يدرك هؤلاء الأشخاص أيضاً ماهية أمريكا الحقيقية.
- [1]. The Land of the Blind: The Illusion of Freedom in America
- [2]. John W. Whitehead
- [3] . نشر كتابه الآخر تحت عنوان Battlefield America: The War on the American People عام 2015. وهو في الواقع استمرار لكتابه الأول (حكومة الذئاب: نشأة الدولة البوليسية الأمريكية) الذي تناول فيه جوانب أخرى حول انعدام الحرية والديمقراطية في أمريكا. يُشير هذا الكتاب إلى حقائق في الدولة البوليسية الأمريكية؛ بأنّ الشعب الأمريكي لا يتمتع بالحرية، وأنّ جميع المواطنين الأمريكيين يخضعون للمراقبة التامّة والدقيقة على مدار الساعة من قِبل قوات الأمن وما إلى ذلك، وأنّ المدن الأمريكية تحولت إلى ساحات قتال، وتحولت قوات الشرطة إلى قوات أكثر شبهاً بالجيش الأمريكي من حيث التعامل مع المواطنين، كما اتسعت ترسانة الشرطة ضد الشعب الأمريكي؛ وأنّهم يقتلون المواطنين الأمريكيين بسهولة، وغيرها من الحقائق.
- [4]. PART II THE WAR ON THE AMERICAN PEOPLE / 8 The Building Blocks Are in Place/ 9 The Very Definition of Tyranny/ 10 Robbed Blind by the Government / 11 Ravaged, Raped, and Stripped of Our Dignity / 12 Lessons in Indoctrination and Compliance / 13 Snitches for the Police State / 14 The Double Standard in Defense / 15 Who’s to Blame for Battlefield America?
- PART III THE AMERICAN POLICE STATE / 16 A Country at War with Itself / 17 Vigilantes with a Badge / 18 When Police Shoot First and Ask Questions Later / 19 In the War Zone/ 20 America’s Standing Armies / 21 The Complicity of the Courts / 22 The Mastermind Behind It All / 23 The Banality of Evil
- PART IV THE AMERICAN SURVEILLANCE STATE / 24 The Watchers / 25 The Abyss of No Return / 26 Orwell’s Nightmare: Big Brother Meets Big Business / 27 The Twilight Zone Awaits Us / 28 The FBI: America’s Thought Police / 29 The Brave New World / 30 The Matrix / 31 Welcome to the Posthuman Era
- PART V THE RESISTANCE / 32 Are You a Slave or Rebel? / 33 Militant Nonviolent Resistance / 34 Prisons Without Walls
- [5] . أوردنا عنوانین لکتابين حول مسألة كَون أمريكا دولة بوليسية:
- Police State USA: How Orwell’s Nightmare Is Becoming Our Reality; Cheryl K. Chumley; 2014
- Nobody: Casualties of America’s War on the Vulnerable, from Ferguson to Flint and Beyond; Marc Lamont Hill; 2017
- [6]. we, too, are living in a fantasy world carefully crafted to resemble a representative democracy, while in reality we are little more than slaves in thrall to an authoritarian regime, with its constant surveillance, manufactured media spectacles, secret courts, inverted justice, and violent repression of dissent. And for the few who dare to challenge the status quo such as Edward Snowden, they are assured of being branded either as conspiratorialists, alarmists, lunatics or outright traitors.
- [7]. The most notorious offenders and most obvious culprits in the creation of the corporate-state
- [8]. Congress has proven itself to be both inept and avaricious, oblivious champions of an authoritarian system
- [9]. kill lists
- [10]. murder of civilians in secret drone strikes
- [11]. assassination of American citizen
- [12]. funneling of arms to al-Qaeda backed rebels in Syria
- [13]. The U.S. Supreme Court – The champion of the American police state, absolving government and corporate officials of their crimes while relentlessly punishing the average American for exercising his or her rights.
- [14]. propaganda machine
- [15]. Besides shoving drivel down our throats at every possible moment, the so-called news agencies which are supposed to act as bulwarks against government propaganda have instead become the mouthpieces of the state. From championing the invasion of Iraq based upon absolute fabrications, to the fanatic support of all surveillance state policies …
- [16]. It doesn’t matter what you call us – chattel, slaves, worker bees, drones, it’s all the same – what matters is that we are expected to march in lockstep with and submit to the will of the state in all matters, public and private.
- [17] . انظر إلى مثال على إدانة إضرام النار المتعمدة. في 28 يونيو 2012، حُكم على محامي أمريكي مليونير يبلغ من العمر 58 عاما، وعضو نقابة المحامين في نيويورك، يدعى مايكل جيمس مارين Michael James Marin ، الذي درس في جامعة ييل Yale ، وألّف كتاباً تحت عنوان التقلبات Fluctuations حول الإستثمارات المصرفية في آسيا، في محكمة في فينيكس في ولاية أريزونا phoenix, Arizona، بالسجن المؤبد لارتكابه جريمة حرق متعمد. فبحسب تقرير مسؤولي إدارة الإطفاء، أن مايكل جيمس مورين أضرم النار عمداً في جزء أو أجزاء من الطابق الأول من بيته الذي تبلغ مساحته 930 مترا مربعا (بقيمة ثلاثة ملايين ومئتي ألف دولار)، ومن ثم اتصل بإدارة الإطفاء لإخماد النار، وخرج هو من خلال سلّم من الحبال من الطابق الثاني من المبنى. مايكل جيمس مورين كان يعلم أنّهم بعد قراءة الحكم الصادر عن المحكمة، سينقلونه إلى السجن على الفور. لذلك، فور إعلان المحكمة للحكم، ابتلع مايكل جيمس مورين مادة السيانيد التي كان قد أخذها معه، وبعد 8 دقائق انتهت حياته. أدناه، يمكنك رؤية صورة مايكل جيمس مورين وهو يبتلع السيانيد في المحكمة.
- [18]. statutes
- [19]. Federal criminal laws
- [20]. regulations
- [21]. Vague and open-ended
- [22]. Harvey A. Silverglate
- [23]. The federal offense of “extortion” when facilities of interstate communications (mail, telephone, email, and the like) are used in an attempt to coerce someone into doing something he or she does not want to do. Lawyers for high-profile “victims” who report such attempts to the authorities frequently bring in the feds, in part because the federal definition of “extortion,” like many federal crimes, is notoriously broad and loose. As a result, a wide variety of conduct, much of it lawful though often not very pretty, can be spun as criminal.
- [24]. dress code and dress regulation
- [25] . في العام الدراسي 1988-1989 (أي 9 سنوات بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران)، ألقي القبض على أحد طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس (Tufts University, Massachusetts) بتهمة بيع تي شيرت مكتوب عليه ما يلي: Why Beer is Better Than Women at Tufts (أي: لماذا البيرة أفضل من النساء في تافتس) وحُكم عليه بالعمل لمدة 50 ساعة في مجال الخدمة المجتمعية؛ لانتهاكه القواعد الانضباطية.
- [26]. speech codes
- [27]. Alan Charles Kors
- [28] . وردت صورة الغلاف في الصفحات الأتية.
- [29]. Speech codes, prohibiting speech that “offends,”….
- [30]. It now prohibited epithets, jokes, and derogatory stereotypes uttered solely with the intention “to inflict direct injury.”
- [31]. Free speech zone
- [32]. nonfree-speech zone
- [33]. … divided the campus into “free-speech” and “nonfree-speech” zones.
- [34]. A student may be forever labeled a harasser or rapist or might be expelled, with permanent effects on his life and career.
- [35]. ABC News: Finger Food/CBS News: Fingerprints pay for school lunch.
- [36]. Radio – Frequency Identification Chip (RFID)
- [37] . في عام 2002 ولأول مرة تطوع أمريكي يبلغ من العمر 14 عاماً يدعى ديريك جاكوبس Derek Jacobs في بوكا راتون بولاية فلوريدا Boca Raton, Florida أن تُزرعVeriChip” ” في جسده، ومن ثمّ أبدى والداه (جيفري وليزلي Jeffrey, Leslie) موافقتهما على ذلك، وقالا بأنهما يرغبان أيضاً في زراعةVerichip” ” في أجسادهم.
- [38]. Rafael Macedo de la Concha
- [i] John W. Whitehead; The Land of the Blind: The Illusion of Freedom in America; Huffington Post, Aug 26, 2013.
- [ii] Harvey A. Silverglate, Three Felonies a Day: How the Feds Target the Innocent, Encounter Books, 900 Broadway, Suite 601, New York, New York, 10003, 2009, P. 191.
- [iii] Alan Charles Kors and Harvey A. Silverglate, The Shadow University: The Betrayal of Liberty on America’s Campuses, The Free Press, A Division of Sim on & Schuster Inc., 1230 Avenue of the Americas, New York, NY 10020; 1998, Chapter 7, “Shut Up,” They reasoned: Silencing Students, New England.
- [iv] Alan Charles Kors and Harvey A. Silverglate, The Shadow University: The Betrayal of Liberty on America’s Campuses, The Free Press, A Division of Sim on & Schuster Inc., 1230 Avenue of the Americas, New York, NY 10020; 1998, Introduction.
- [v] Alan Charles Kors and Harvey A. Silverglate, The Shadow University: The Betrayal of Liberty on America’s Campuses, The Free Press, A Division of Sim on & Schuster Inc., 1230 Avenue of the Americas, New York, NY 10020; 1998, Chapter 1: The Water Buffalo Affair.
- [vi] Alan Charles Kors and Harvey A. Silverglate, The Shadow University: The Betrayal of Liberty on America’s Campuses, The Free Press, A Division of Sim on & Schuster Inc., 1230 Avenue of the Americas, New York, NY 10020; 1998, Part IV, The Assault on Due process, Chaper 11, The Rules of Civizilation, The Right to Have an Adviser or Lawyer.
- [vii] Eric Dubay; The Atlantean Conspiracy: Exposing the Global Conspiracy From Atlantice to Zion; Lulu; 2013; P. 22.
- [viii] Eric Dubay; The Atlantean Conspiracy: Exposing the Global Conspiracy From Atlantice to Zion; Lulu; 2013; P. 22.
- [ix] Eric Dubay; The Atlantean Conspiracy: Exposing the Global Conspiracy From Atlantice to Zion; Lulu; 2013; P. 22.
- [x] Eric Dubay; The Atlantean Conspiracy: Exposing the Global Conspiracy From Atlantice to Zion; Lulu; 2013; P. 22.
- [xi] Andrew Kakabadse, Nada Kakabadse, and Kalu N. Kalu; Citizenship: A Reality Far From Ideal; Palgrave Macmillan in the US is a division of St Martin’s Press LLC, 175 Fifth Avenue, New York, NY 10010; 2009; P. 158; and also Daniel J. Gansle; Your World, Your Future, & Bible Prophecy: How the Merging of Technology, Sprituality, and Bible Prophecy Will Rock Your World; Infinity Publishing, West Conshohocken, PA, U.S.A.; 2007; P. 97.
- [xii] Eric Dubay; The Atlantean Conspiracy: Exposing the Global Conspiracy From Atlantice to Zion; Lulu; 2013; Pp. 23-24.
- [xiii] Carolyn Powell, Thresa Lukacena; The Beginning and Ending of America: Prophesy Present, Past and Future; Publish America, LLLP; Baltimore, U.S.A.; 2005; P. 19.