النتيجة: “الديموقراطية: في إيران أم في أمريكا؟”
فيما يتعلق بالديمقراطية في أمريكا، يجب الانتباه إلى عدة نقاط؛ فأوّلاً: منذ البداية لم يتُمّ الاستفتاء من سكان المستعمرات البريطانيين الذين كانوا يسكنون في الولايات الثلاث عشرة الأصلية والشرقية من أمريكا؛ لا حول نوع الحكومة التي يريدونها، ولا حول الدستور الأمريكي؛ بل تمّ انتخاب ممثلين من بين هؤلاء، لصياغة الدستور، كما لم يطرح ذلك الدستور ـ الذي كتبه شخصٌ واحد ووقّع عليه 37 شخصاً ـ بعد صياغته على أصوات الشعب! إضافة إلى ذلك؛ لم يتم الاستفتاء من الشعب الأمريكي بشأن الدستور ونظام الحكم خلال الـ 240 عاماً الماضية؛ إلا أنّ أمريكا ادعت ولاتزال بأنّ لديها حكومة ديمقراطية.ثانياً: يرى بعض الأمريكان أنّ ادعاء حكّامهم بالديمقراطية والحرية والعدالة الأمريكية، ليس إلا زيفاً وكذباً وخديعة بحق الشعب الأمريكي. ولتَفهّم هذه المسألة بشكل أفضل، يقترح المؤلف قراءة الكتاب المؤلف من 225 صفحة تحت عنوان: “الكارثة والأمل 101: وَهْم العدالة والحرية والديمقراطية” [1] لجوزيف ريد بلامر (الذي تم استنساخ صورة غلافه أدناه، وقد ورد في قائمة المصادر)[i].كما أنّ ترجمة الكتاب المذكور ونشْره ستكون مناسبةً أيضاً كي يعرف البعض في إيران الإسلامية والدول الأخرى طبيعة شعارات قادة الأمريكان الكاذبة وعدم الوقوع في شباكهم.
الصورة رقم 53 – صورة من غلاف كتاب “الكارثة والأمل 101: وهْم العدالة والحرية والديمقراطية” لجوزيف بلامر، طبع عام 2014 م كما يدعي الآخرون من الشعب الأمريكي، أنّ النظام الأمريكي عبارة عن سلطة الشياطين[2] وليس سلطة الشعب! والديمقراطية الشيطانية[3] التي تسود في أمريكا ليست الديمقراطية! بالطبع؛ مصطلح السيادة الشيطانية في أمريكا لم يتمّ التعبير عنه من قِبل الناس في العقود الأخيرة؛ بل تمّ التعبير عنه منذ 160 عاماً – أي على عهد أبراهام لينكولن (فعلى سبيل المثال؛ جوزيف كيبل ـ ممثل ولاية أوهايو[4] ـ قد استخدم هذا المصطلح)، إلى درجة أنهم أرادوا القضاء على السيادة الشيطانية[5]، وقد تمّ تسجيل هذا الموضوع[ii].كما يصف البعض أيضاً النظام الأمريكي بأنه نظام سيادة الأثرياء والمتمولين[6]، وعندما تسألهم ما هي قضية سيادة الصهيونية[7]؟ يجيبون إنّ جميع الصهاينة وأذنابهم شياطين، ورؤوس الأموال والثروة في أيديهم!أما بالنسبة للديمقراطية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالوضع يختلف تماماً. كما ذكرنا من ذي قبل، في إيران الإسلامية، قد تمّ إجراء استفتاء شعبي من أجل تحديد نوع الحكومة، كما تمّ تدوين صياغة الدستور من قِبل ممثلي الشعب.قام الشعب بانتخاب نواب مجلس الخبراء لصياغة الدستور في 12 مرداد )أغسطس( عام 1979 من من الميلاد[8]. ومن ثَمّ بدأت اجتماعات مجلس الخبراء لصياغة الدستور؛ حيث عُقدت آخر جلسة لهم في 24 آبان ـ نوفمبر ـ 1979. وفي 11 و 12 ديسمبر 1979، صوّت أكثر من 98٪ من الشعب الإيراني ـ ضمن استفتاءٍ عام ـ بالإيجاب على دستور جمهورية إيران الإسلامية، الذي صاغه نوّابهم. الأمر الذي لم يحصل في أمريكا على الإطلاق!النقطة الأخرى: هي أنّ جميع المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية، يتمّ انتخابهم من قِبل الشعب مباشرة. لدينا مجلس صيانة الدستور، كما هو الحال في أمريكا أيضاً؛ ولكن للأسف الشديد لم يكن مجلس صيانة الدستور لدينا صارماً مثل أمريكا! في النهاية، نذكّر مرةً أخرى أنه بناءً على الأدلة والوثائق المستندة، إنّ الديمقراطية الحقيقية تحكم إيران؛ وليس أمريكا! الجدول رقم 2- الديمقراطية: في إيران أم في أمريكا؟!
التسلسل | الموضوع | الجمهورية الإسلامية الإیرانية | الولايات المتحدة الأمریکية | المحل الذي تم طرح الموضوع فيه |
1 | إجراء استفتاء شعبي لانتخاب نوع الحكومة | نعم (موافقة أكثر من 98 بالمائة من الشعب) (10 و 11 ديسمبر 1979) | كلّا | جمهورية إیران الإسلامية |
2 | انتخاب نوّاب من قِبل الناس لصياغة الدستور | نعم (مجلس الخبراء لصياغة الدستور) | كلّا | جمهورية إیران الإسلامية |
3 | صياغة الدستور من قِبل نوّاب الشعب | نعم | كلّا | جمهورية إیران الإسلامية |
4 | استطلاع الرأي من الشعب من أجل صياغة الدستور | نعم (أكثر من 99 بالمائة من الأراء المأخوذة) | كلّا | جمهورية إیران الإسلامية |
5 | انتخاب رئیس الجمهورية بآراء الشعب مباشرة | نعم | كلّا (الکتورال کالج) | جمهورية إیران الإسلامية |
6 | استفتاء عام من جميع أفراد الشعب (منذ البداية وحتى الأن) | نعم | كلّا | جمهورية إیران الإسلامية |
7 | الديمقراطية الحقيقية | نعم (انتخاب جميع المسؤولین ـ بصورة مباشرة أو غير مباشرة من قبل الشعب) | كلّا | جمهورية إیران الإسلامية |
8 | الفترة التي جرت الأمور على هذا النحو | 40 سنة | 240 سنة | جمهورية إیران الإسلامية |
ناقشنا في الفصول السابقة موضوع الديمقراطية وحقّ الاختيار بالنسبة للشعب الأمريكي، وفي الصفحات التالية سنتحدث عن موضوع الحرية في أمريكا وندرسها بشكل منفصل.
- [1] . Tragedy and Hope 101: The Illusion of Justice, Freedom, and Democracy
- [2]. Demon is the ruler.
- [3]. Demonocracy.
- [4]. Joseph Cable, U.S. Representative from Ohio
- [5]. Be wiped out
- [6]. Plutocracy.
- [7]. Zionocracy.
- [8]. في فصل “الدستور الأمريكي” من الكتاب ذاته، تمّ طرح توضيحات حول أعضاء مجلس الخبراء الدستوري في جمهورية إيران الإسلامية والفرق بين هذا المجلس وبين الولايات المتحدة.
- [i]. Joseph Plummer, G. Edward Griffin; Tragedy and Hope 101: The Illusion of Justice, Freedom, and Democracy, Brushfire Publishing, 2014.
- [ii]. Andrew Johnson – The Papers, Volume 5, 1861-1862 –Editors: Leroy P. Graf and Ralph W. Haskins, The University of Tennessee Press, Knoxville, 1976, Pp. 82-83.