مواضيع

تصريحات القادة الأمريكان حول الديمقراطية، الحرية وحقوق الإنسان

أمريكا تصف: “الديمقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان، والعدالة، والإنصاف، وما شابه ذلك بطريقتها الخاصة وفهما الخاص، وتدعي أنّ الديمقراطية والحرية و… كما نعرّفها نحن وكما نعمل نحن؛ لا كما تقولون وتعملون أنتم!”. فعلى سبيل المثال؛ إذا أختار الشعب الفلسطيني (حماس)، تأتي أمريكا وتقول: “هذه ليست ديمقراطية!. فالديمقراطية تنتهي حالياً بمحمود عباس فحسب!” هنا ومن أجل توضيح هذه المسألة، تجدر الإشارة إلى نقطة يعترف بها الأمريكان ـ الذين يعارضون جمهورية إيران الإسلامية ـ أنفسهم.

فقد صرح ستيفن كينزر[1]، الكاتب والمراسل في صحيفة نيويورك تايمز[2]، والذي أخذ يدرِّس في إحدى الجامعات الأمريكية لعدة سنوات، لدى خطابه في مدينة كونكورد[3]، في ولاية نيوهامبشاير[4] الأمريكية، بتاريخ 4 مارس 2008:

“لم أكن أعرف ما إذا كان عليّ أن أبكي أم أضحك …! قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع رأيت كوندوليزا رايس[5] [وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة]، وحسني مبارك واقفاً إلى جانبها وهي تقول: “إنه ليس هناك ديمقراطية في إيران وأنّ إيران حكومة استبدادية…!”[6]

والحال أنّ حسني مبارك في السلطة منذ ثلاثين  عاما. لكن في إيران، لايمكن لأي شخص أن يكون رئيساً لأكثر من دورتين. في هذا البلد لا يتمكن الرئيس من البقاء في هذا المنصب لثلاثين عاما! [في الثلاثين سنة الماضية] لم يكن لحسني مبارك أي منافس إلا في الانتخابات السابقة، ففي الدورة الانتخابية السابقة، سَمح حسني مبارك لشخص ـ كان في السجن آنداك ـ بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية كمنافس له. هذه هي الديمقراطية في مصر! ثم تلقي كوندوليزا رايس خطاباً مفاده أنه ليس هناك ديمقراطية في إيران وحسني مبارك يقف إلى جانبها![7]

السياسة المزدوجة لأمريكا سخيفة، لدرجة أنّ ستيفن كينزر، المعارض للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أيضاً يعترض على التعبيرات التي تستخدمها كوندوليزا رايس (المرأة التي ستدرك بعد موتها هذه الحقيقة بأنها كانت جارية ومهرجة).

على أيّ حال؛ فإنّ أمريكا تعتبر النظام الديكتاتوري في مصر وموارد أخرى مشابهة للنظام المصري، أنظمة ديمقراطية؛ لأنّها من خلال هؤلاء المرتزقة الذين نصّبتهم قسراً في هذه البلدان، تمتصّ دماء الشعوب حتى آخر قطرة؛ لكن إذا كانت دولة مثل جمهورية إيران الإسلامية أو فنزويلا و… لا تسمح لأمريكا من أن تحقق رغباتها الشيطانية، تقول: إنه لا توجد ديمقراطية في هذه البلدان، وتحاول دائماً الإطاحة بحكوماتها!

أمريكا (وحلفاؤها، يعتبرون شكل الحكومة في إيران، قبل وبعد انقلاب 19 أغسطس 1953، نوعاً من أشكال الديمقراطية، وسبب إعادة محمد رضا إلى إيران (بعد هروبه) إنما هو إعادة الديمقراطية إلى إيران، فإنهم يعتبرون أن هروب محمد رضا، خروج للديمقراطية من إيران، ويصفون الثورة الإسلامية ـ الثورة الشعبية الذي تطالب بالاستقلال ـ بأنها جريمة!

إنّهم يقولون بما أنّ الشعب الإيراني قد أطاح بالملك الذي اخترناه لهم، فإنّه ارتكب جريمة وعليه أن يتوب إلى الله من الجريمة التي اقترفها! [8]، وعليه أن يمنحنا ـ أي أمريكا ـ الرخصة والفرصة لتعيين ملك يتولى أمره كما في الماضي. يجب أن يسمح الشعب الإيراني لنا بإدارة بلاده مع الإسرائيليين والبريطانيين كما في السابق، وأن نقوم بتقسيم ذخائرهم ومناجمهم بيننا!

إنّ الذين قطعوا أيدينا عن احتياطيات إيران ومناجمها ارتكبوا خطيئة وجريمة لا تُغتفر، فسوف لن نسامحهم، ولا أصدقاؤنا الإسرائيليون (آرييل شارون[9]، مناحيم بيغن[10]، موشيه ديان[11]، شيمون بيريز[12]، إلخ…)! منذ أربعين عاما ونحن ننتظر خلف أبواب إيران الدخول لها مرة أخرى، ولكن حتى الآن، لم يتمكن أي من عملائنا، حتى شعبان القرن الحادي والعشرين، مِن فتْح تلك الأبواب وتمهيد الطريق لدخولنا مرة أخرى؛ رغم أنهم قد بذلوا قصارى جهدهم، لكن لأسباب ما لم ينجحوا!

ففي يوم القيامة سنصرخ وننادي يا الله! هؤلاء الإيرانيون قد ضيّعوا وأكلوا حقّنا نحن الأمريكان والبريطانيين والإسرائيليين وحلفائنا الآخرين! ووصَفَنَا قائدُهم “الشيطان الأكبر”! أفلا يعبدنا كثير من الناس ويسجدون أمامنا! أ تريدون أن نذكر لكم أسماء هؤلاء؟! لماذا لا يسمح البعض في إيران بتطبيق الثقافة الهوليوودية بالكامل في بلدهم! من يقول بأننا شياطين!

إضافة إلى ما ذكرنا، فإن إيران حالياً، تريد الحرب معنا؛ لأنها وضعت بلادها بالضبط في وسط المنطقة وفي مركز البلدان التي إمّا نقتل شعوبها (کـ افغانستان، والعراق، واليمن، وباكستان، و…)، أو لدينا قواعد عسكرية فيها (كـ تركيا، والبحرين، والسعودية، والكويت وقطر، إلخ).

أمّا قواعدنا فقد وضعناها في هذه البلدان من أجل أن نقمعهم، فيما إذا نهضت شعوبها وأرادت الاستقلال، كي يعرفوا قدرنا أكثر! وكذلك من أجل أن نهاجم البلدان الأخري، إن استدعى الأمر! فلهذا نعلن أنه إذا كانت إيران لا تريد الحرب معنا، فعليها إخراج بلادها من تلك المنطقة فوراً، ونقلها إلى خارج منطقة الخليج الفارسي! وإلا يتّضح أنّ إيران تريد الحرب معنا! بالطبع إنّ كل الموارد واحتياطيات المنطقة من النفط والذهب وغيرها ملك لنا، ولا يجوز لإيران إخراجها من هذه المنطقة!

الصورة رقم 49 – تُظهر هذه الصورة التواجد الأمريكي في الدول المحيطة بإيران. أمريكا إما مشغولة بقتل مواطني تلك البلدان، أو لديها قواعد عسكرية هناك! بيد أنّ في بعض هذه البلدان تمتلك أمريكا أكثر من قاعدة عسكرية. فعلى سبيل المثال؛ في تركيا لديها سبع عشرة قاعدة عسكرية.

الصورة رقم 50 – كتب الأمريكيون باللغة الإنجليزية: “إيران تريد الحرب!” انظروا إلى أي مدى وضعوا بلادهم بالقرب من قواعدنا العسكرية! “

أمريكا تقول: إذا قتلنا أربعة ملايين شخص في الفيتنام وكمبوجيا ولائوس، فإنهم مستحقون القتل حتى إن استوجب الأمر أن نترك أمريكا ونقتلهم في آسيا! أيضاً إذا قتلنا الأفغان والعراقيين، واغتصبنا نساءهم وفتياتهم، وأطلقنا النار على أطفالهم، فذلك لأنهم يستحقون ذلك. مثلما كان الهنود الحمر في القارة الأمريكية يستحقون أن يأتي أسلافنا من أروبا إلى هنا  ويقتلوهم!

الصورة رقم 51 – لوحة أمريكية؛ توحي بأن الملائكة  تأمر الأمريكان وتقول: “اذهبوا واقتلوا الهنود الحمر(أي: سكان أمريكا الأصليين)!”

الصورة رقم 52 – صوّرت هذه اللوحة الأمريكية مقتل الهنود الحمر )أي: سكان أمريكا الأصليين) على يد أسلاف الأمريكان ـ الذين جاءوا من أوروبا إلى القارة الأمريكية ـ.


  • [1]. Stephen Kinzer.
  • [2]. The New York Times.
  • [3]. Concord.
  • [4]. New Hampshire.
  • [5]. Condoleezza Rice.
  • [6]. I didn’t know whether to laugh or cry … I saw Condoleezza Rice standing next to Hosni Mubarak about three or four weeks ago, making a statement about Iran, that Iran is no democracy, Iran is a tyranny.
  • [7] . Hosni Mubarak has been in power for thirty years. It is a two term limit in Iran for president. There’s no thirty-year president. Hosni Mubarak has never had an opponent except in the last election… So Hosni Mubarak allowed one guy who was in jail to run against him. That’s democracy in Egypt. And that’s the guy next to him [her], Condoleezza Rice was standing when she was lecturing Iran about not having any democracy.
  • [8]. يقول ستيفن كينزر: نحن (الأمريكيون) غاضبون. لأن الإيرانيين أطاحوا بملكنا في عام 1979 م، (Our shah was overthrown!). النقطة اللافتة للانتباه في كلام ستيفن أنه: يسمي محمد رضا ملكنا (أي ملك الأمريكيين)؛ لأنهم هم الذين نفذوا انقلاب 28 آب وأعادوا محمد رضا إلى القدرة. وعلى هذا النمط، يقول أحد الأعضاء في الكونغرس الأمريكي ـ من الذين كانوا ضد الهجوم الأمريكي على العراق ـ: (If Saddam is a bastard, he is our own bastard!) أي: “إذا كان صدام لقيطا وابن حرام، فإنه لقيطنا؛ لأن الأمريكان هم الذين دربوه في أوائل الستينيات على قتل عبد الكريم قاسم (إلا أن هذا الاغتيال لم ينجح)، ثم قاموا بنصيبه ووضعوه في رأس الحكم والقدرة.
  • [9]. Ariel Sharon.
  • [10]. Menachem Begin.
  • [11]. Moshe Dayan.
  • [12]. Shimon Peres.
المصدر
كتاب أمريكا مهد الديمقراطية والحرية | السيد هاشم ميرلوحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى