مواضيع

تصدير الديمقراطية الأمريكية إلى الدول الأخرى

في أواخر عام 2016 من الميلاد، اتهمت منظمة المخابرات المركزية (CIA)، روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2016. وفقاً لادعاء هذه المنظمة، قامت روسيا بذلك عن طريق القرصنة والنشر الانتقائي لرسائل البريد الإلكتروني المسروقة. ورداً على هذا الادعاء، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز[1] مقالاً يوم الأربعاء، 21 ديسمبر 2016، بعنوان “الولايات المتحدة ليست غريبة على التدخل في انتخابات الدول الأخرى”[2] قد ورد في بيان هذا التقرير ما يلي:

“تُظهر قاعدة البيانات[3] (قاعدة المعلومات والمعارف) المتعلقة بأحد أساتذة جامعة كارنيجي ميلون[4]  في أمريكا المسمى دوف ليفين[5] (الذي تم تعريفه كعالم أمريكي في العلوم السياسية)، من عام 1946 إلى 2000 من الميلاد (أي: خلال 54 عاماً)، تلاعبات أمريكا في 81 حالة (59٪ منها كانت ناجحة وتوصلت إلى نتائج)، في انتخابات الدول الأخرى، على الخصوص إيران وغواتيمالا وتشيلي، حاولت خلالها تغيير نتائج الانتخابات لمصالحها الخاصة”[i].

بالطبع؛ وبحسب التقرير ذاته، إنّ قائمة قاعدة بيانات “دوف ليفين” لا تشمل الانقلابات العسكرية والإطاحة بالأنظمة من قِبل الولايات المتحدة؛ أي: الحالات التي فاز فيها بعض المرشحين في الانتخابات؛ لكن أمريكا لم تحب هؤلاء المرشحين وأطاحت بهم من خلال انقلابات عسكرية وما شابه ذلك! بعبارة أخرى؛ عندما تحاول الولايات المتحدة التدخل في انتخابات بلدٍ ما؛ ولم تنجح في تغيير نتيجة الانتخابات لصالحها، تقوم بتغيير ذلك النظام والإطاحة به من خلال انقلابٍ عسكري أو بأسلوب آخر!

هذه الموارد لم ترد في قائمة 81 دولة في قاعدة بيانات “دوف ليفين”. وإن تمت إضافة تلك البلدان إلى القائمة، سيكون العدد أكبر من 81 مورداً بكثير. كما ورد في جزء آخر من هذا التقرير، أنّ تدخلات وعمليات الولايات المتحدة ربما أثّرت على نتائج انتخابات عام 1948 في إيطاليا، وانتخابات عام 1990 في نيكاراغوا، وانتخابات عام 1996 في روسيا. والآن؛ تقدم وكالة المخابرات المركزية مثل هذا الادعاء ضد روسيا!

لسوء الحظ، يعتقد بعض الناس أنّ من لديه صوت أعلى، وإعلان أوسع ودعاية أكثر، وواسطة أقوى وعدد كبير من الأنصار والمؤيدين، فهو على حق، والحق معه! فقد أصبح الأمر أنه إذا استخدمت أمريكا مكرها وحيلها المختلفة واستعانت بوسائل الإعلان البصرية والسمعية خاصة، ومكبرات صوت إعلانية فعّالة وأقمار صناعية وأفلام هوليوودية على نطاق واسع للتعبير عن محتواها المزيّف، يتأثر الكثير من الناس في العالم، ويصبحون من أنصار أمريكا! وإذًا؛ ستكون أمريكا على حق! على الرغم من أنّ أمريكا تفتقر إلى الديمقراطية والحرية والعدالة والإنصاف وتنفيذ قضايا حقوق الإنسان وما إلى ذلك وبعيدة عن هذه الأمور كل البعد.

أيدي أمريكا ملطخة بدماء الملايين من المظلومين في العالم؛ لكنها تحاول أن تغسلها بكل سهولة من خلال الظهور بربطة عنق وكولونيا، وتدعي بأن: “لدينا ديمقراطية وحرية، وقد جئنا بها كتحفة إليكم. إنّا ننظر ـ دائماً ـ في موضوع حقوق الإنسان والعدالة والإنصاف ونطبقه داخل وخارج أمريكا!

ولسوء الحظ، قد وقع بعض الناس في العالم في فخ أمريكا، وصدّقوا وجه أمريكا الزائف (الذي تحاول تجميله بشتى الطرق). إنّ هؤلاء يسلكون ذات الطريق الذي رسمته أمريكا والصهاينة اليهود لهم.

إلا أنّه من ناحيةٍ أخرى؛ هناك أناس في أمريكا، بالرغم من أنهم ولدوا في أمريكا، وأنّ أجيالهم السابقة كانت في أمريكا أيضاً، وأنهم كانوا ولايزالون تحت القصف الدعائي الأمريكي المستمر والمباشر؛ لكنّهم يقِظون، ويحاولون فضح جرائم أمريكا.

أمريكا تهاجم البلدان المختلفة، وتغتصب نساءها وفتياتها، وتقتل شعوب تلك البلدان؛ ثم تقول إننا أتينا لكي نقدم لكم الديمقراطية والحرية! [6] أدناه يمكنك مشاهدة الصور التي تظهِر أساليب أمريكا في “تصدير الديمقراطية الأمريكية” إلى الدول الأخرى!

الصورة رقم 37 – مكتوب في هذه الصورة: “420 ألف طن من الديمقراطية النقية!”

الصورة رقم 38 – كتب في شرح هذه الصورة: “كمية الرصاص الذي يطلقه هذا السلاح هو ستة آلاف ديمقراطية في الدقيقة!”

الصورة رقم 39 – كتب في هذه الصورة: “الديمقراطية ليست اختياراً!” [بل إكراهاً وإجباراً] “. قصف الشعوب المضطهدة في الدول الأخرى، يعني تصدير الديموقراطية بالطريقة الأمريكية!

الصورة رقم 40 – في هذه الصورة: تلقي المقاتلة الأمريكية بقنابلها على الناس وتقول أمريكا: “إذا لم تأتوا بأنفسكم إلى الديمقراطية ، فإن الديمقراطية ستأتي إليكم!”

الصورة رقم 41 – كتب ـ سخرية ـ في هذه الصورة: “عواصف الحرية الشديدة، مع احتمالٍ كبير للاستقلال!”. والحال أنّ أمريكا تهاجم الدول وتحرمها من حريتها وتقضي على استقلالها.

الصورة رقم 42 – “ما هذا ؟! لا أعلم! وجده تاد. دعونا نعطيه بعض الديمقراطية!”؛ ثم بدأوا بإطلاق النار تجاهه. هذا هو معنى الديمقراطية الأمريكية!

قوات الجيش الامريكي يركلون أبواب البيوت ويدخلونها ويغتصبون النساء والفتيات. ثم يقتلون أهلها، ويقولون: هذه هي الديمقراطية! هذه هي الحرية! هذه هي حقوق  الإنسان! هذا هو العدل والإنصاف ألأمريكي بعينه! عناوين لم ولن تملكها أمريكا!

الصورة رقم 43 – مكتوب فيها: “طق، طق! مَن؟ الديمقراطية!

الصورة رقم 44 – صورة لجنود أمريكان في العراق، يحملون أسلحتهم ويقتحمون البيوت بركل أبوابها بأرجلهم ويقولون: “معذرة يا سيدي!”هل لديك قليل من الوقت للتحدث عن الحرية!” بناء على ما قاله جورج بوش، إنهم يرتكبون هذه الجرائم من أجل حماية الحرية وخدمة الله.

الصورة رقم45 – صورة أخرى للقوات الأمريكية في العراق، وهم يركلون أبواب البيوت حاملين السلاح ويقولون: “افتح؛ الديمقراطية قادمة!”

الصورة رقم 46 – مكتوب على هذه الصورة: “افتح الباب! الديمقراطية قد أتت! – القوات الأمريكية تركل أبواب البيوت، تغتصب وتقتل نساءها وفتياتها. الأمريكيون من خلال هذه الصورة والصورة رقم 45 يعلِّمون طريقة تطبيق “الديمقراطية والحرية”.

كان جورج بوش (الابن) يصف سياسته بأنها: في اتجاه “إرادة الله”[7]، وفي خطابه التحليفي الذي ألقاه (عام 2004) في ولايته الثانية لرئاسة أمريكا، برر ارتكابه لهذه الجرائم على أنها “من أجل حماية وصيانة الحرية خارج أمريكا، وخدمة لخالق الحرية [ألا وهو الله]!”[8].[ii]

بعبارة أخرى؛ إنّ قتل الشعب الأفغاني والعراقي المظلوم، واغتصاب النساء والفتيات في أفغانستان والعراق، يُعدّ ـ على حدّ قوله ـ أولاً: مشيئة الله! ثانياً: حماية للحرية في أفغانستان والعراق، وثالثاً: خدمة لله، وليس من أجل تحقيق الأهداف الشيطانية للصهاينة وإسرائيل وأمريكا!

مع ذلك؛ إنّ بعض الجهلة وأحياناً الأغبياء، الذين لا يعلمون أنّ السياسة الأمريكية كانت على هذا النحو منذ نشأتها غير الشرعية وحتى اليوم، يصدّقون إدعاء أمريكا فيما يتعلق بمطالبتها بالحرية، ويستمرون في الانحناء والخضوع أمام أمريكا.

النقطة المهمة هي أنّ داعش والنصرة (صنيعتا آل سعود والصهاينة وإسرائيل وأمريكا) يتبعان ذات السياسة والأسلوب الذي يتعبه أسيادهم أي: “الدواعش أصحاب ربطات العنق”؛ مِن قتْل الأبرياء إلى اغتصاب النساء والفتيات وقتلهن بطرق بشعة!

هؤلاء أيضاً ـ كجورج بوش ـ يدّعون بأنهم متدينون! بعض الأمريكان يشيدون بجورج بوش الابن بسبب ديانته[9]، ويُقال إنّ جورج بوش الابن كسب الولاية الثانية بسبب تدينه[10]![iii] والحال أنّ جورج بوش (وبالواقع أمريكا بشكل أساسي) اتبع سياسات داعش والنصرة، لكن بأسلحة وأدوات أكثر تطوراً.

هنري كيسنجر[11]، وزير خارجية أمريكا الأسبق، يقول علناً عن الجيش الأمريكي: “إنّ الجيش [الأمريكي] أناس أغبياء وحيوانات غبية، وأدوات وألعاب لتطبيق السياسة الخارجية [الأمريكية].”[12].[iv]

عكست الكثير من الكتب والمصادر الأمريكية المختلفة، تصريح هنري كيسنجر حول الجنود الأمريكيين. ذكر كل من بوب وود وارد[13] وكارل بيرنشتاين[14] في كتابهما المثير للجدل بعنوان “الأيام الأخيرة”[15]، والذي يدور حول قضية ووترغيت[16] رأيَ هنري كيسنجر حول الجيش الأمريكي، وكتبا أنه قال ذلك في حضور الجنرال ألكسندر هيج[17].[v]

فيما يلي، ترى صوراً عن تصدير الديمقراطية الأمريكية وأيضاً الحرية وحقوق الإنسان، من قِبل الجيش الأمريكي. قد تمّ نشرها من قِبل الأمريكيين أنفسهم، وتُبيّن حال الجنود الأمريكان الذين يصفهم هنري كيسنجر بأنّهم “أناس أغبياء وحيوانات غبية”.

الصورة رقم 47 – كتب فيها: “يا فتى! هل تريد شراء بعض الديمقراطية؟”

الصورة رقم 48 – في هذه الصورة يقول أحد الجنود من الجيش الامريكي لفتاة عراقية: “جئنا الى هنا لنجلب لكم الديمقراطية. عندما ينتهى قصفْنا وقتلنا الناس؛ نأخذ النفط ونقوم بتنصيب حكومة عميلة تسيطر عليها البنوك (مثل حكومة الولايات المتحدة التي تسيطر عليها البنوك)؛ ثم ستكونون أحراراً مثلي تماماً!”

إلا أنه بناءً على إحصائيات المنظمات الأمريكية ذات الصلة، فقط في عام 2012 من الميلاد، عدد الحالات التي تعرّض فيها النساء في الجيش الأمريكي للتحرش والاغتصاب من قِبل زملائهن الذكور، 26000 حالة.

إلا أنّ واحدة فقط من بين كل 7 نساء تعرّضن للاغتصاب قدّمت شكواها بهذا الخصوص (أي 14٪)؛ لأنهن يعلمن أنه لا جدوى من ذلك، ولن يتمّ متابعة شكاياتهن! من بين اللواتي قدّمن شكاياتهن، تم إرسال 10 بالمائة فقط إلى المحكمة ولم يتم اتخاذ أيّ إجراء بالنسبة للتسعين بالمائة المتبقية (أي: تم إرسال شكوى واحدة فقط من أصل عشرة إلى المحكمة!).

فعليك الآن أن تتخيل، عندما يتعامل الجندي الأمريكي مع زميلته في الجيش بهذه الطريقة الخبيثة، كيف يتعامل مع نساء وفتيات الدول الأخرى! كما ورد في قسمٍ آخر من هذا الكتاب، خلال الحرب العالمية الثانية، اغتصبت القوات الأمريكية 14 ألف امرأة وفتاة بريطانية وفرنسية وألمانية (3500 منهن فرنسيات). الآن؛ يجب طرح الأسئلة التالية على هذه الحيوانات البشرية: ” أيّها الأمريكان! ألم تکن إنجلترا، والدتكم؛ فلماذا تعتدون على والدتكم وتغتصبونها؟!


  • [1]. The Los Angeles Times.
  • [2] . “The U.S. is no stranger to interfering in the elections of other countries”.
  • [3]. Database.
  • [4]. Carnegie Mellon University.
  • [5]. Dov Levin.
  • [6]. في كتاب:”أربطة داعش وترفيه آكلي لحوم البشر Tie ISIS and Cannibal Fun “، دار المعارف للنشر ، 2018 ، ص 100-63 ، ذكرنا بعض الموارد من الجرائم الأمريكية.
  • [7]. God’s will.
  • [8]. In protecting liberty abroad he was serving the “author” of liberty.
  • [9]. كالقس بوب جونز الثالث  (Reverend Bob Jones III)، رئيس جامعة بوب جونز (Bob Jones University)، الذي كتب في رسالة إلى جورج بوش: “بارك الله لأمريكا بإعادة انتخابك … إنهم يكرهونك ، لأنهم يكرهون إلهك!
  • (In your reelection, God has graciously granted America…They despise you because they despise your Christ.)
  • [10]. Religion did play at least an important role in the election.
  • [11]. Henry Kissinger.
  • [12] . Former Secretary of State Henry Kissinger (b. 1923) disdained American troops by saying this: “Military men are just dumb, stupid animals to be used as pawns in foreign policy.”
  • [13]. Bob Woodward.
  • [14]. Carl Bernstein.
  • [15]. The Final Days.
  • [16]. كانت حادثة ووترغيت Watergate تجسساً على رئيس الولايات المتحدة آنذاك – ريتشارد نيكسون من الحزب الجمهوري وأشخاص من دولته من الحزب الديمقراطي في الأعوام 1972 إلى 1974 ـ مما أدى إلى استقالة نيكسون.  حدث هذا التجسس … في فندق يسمى Watergate في واشنطن العاصمة وأصبح الأمر فضيحة نوعاً ما، سمي الحدث بهذا الاسم.
  • [17]. Alexander Haig

  • [i]. Agrawal, Nina; “The U.S. is no stranger to interfering in the elections of other countries”, Los Angeles Times, wed. 22 Dec. 2016.
  • [ii]. Dworkin, Ronald, Is Democracy Possible Here? Principles for a New Political Debate, Princeton University Press, Princeton, 2008, P. 58.
  • [iii]. Dworkin, Ronald, Ibid. P. 52-53.
  • [iv]. Mettlach, Theodore, American polemic: an examination of truth, justice and the American way, Ithuriel Press, 2007, P. 34. Also: Olsen, Brad, Modern Esoteric: Beyond Our Senses (2nd edition), Vol. 1, Consortium of Collective Consciousness, Publishing, 2018, P. 182; and Bergen, Sandy, Yahuwah’s Game: It’s Just A Ride In The Matrix, Rosedog Books, 2017, P. 217. 
  • [v]. Woodward, Bob & Bernstein, Carl, The Final Days, Simon & Schuster, 1975, Pp. 194-95.
المصدر
كتاب أمريكا مهد الديمقراطية والحرية | السيد هاشم ميرلوحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى