الأحزاب الشكلية في أمريكا

هناك أحزاب أخرى في أمريكا، غير الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلا أنها شكلية تماماً، ومن أجل خداع الناس! ففي جلسات المناظرة الانتخابية لمرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي لمنصب رئاسة الولايات المتحدة، إذا حضر أحد مرشحي الأحزاب الأخرى دون موافقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي؛ سيتم القبض عليه واحتجازه؛ لأنّ النظام الصهيوني الأمريكي لا يريد للشعب الأمريكي حتى أن يسمع أصوات مرشحي الأحزاب الأخرى.
فعلى سبيل المثال؛ في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2012، في المناظرة بين باراك أوباما[1] (من الحزب الديمقراطي) وويلارد ميت رومني[2] (من الحزب الجمهوري)، حضرت امرأة تدعى جيل شتاين[3] من الحزب الأخضر (Green) في تلك المنطقة. فتمّ القبض عليها وعلى نائبتها شيري حنكاله[4] أيضاً من قِبل قوات الشرطة! كما قالت جيل شتاين بعد إطلاق سراحها من مركز الاعتقال: “أبقونا مقيدين لمدة ثماني ساعات، على الكراسي التي أجلسونا عليها، وإنهم ألصقونا بالكراسي!”[5].[i]
طبعاً؛ إننا لا نتوقع من أخلاف الإنجليز أن يتصرفوا على غير طريقة أسلافهم! فقد استخدم أسلافهم، من أجل منع الكويكرز من الكلام، قضيباً حديدياً منصهراً، وقاموا بثقب ألسنة رجال ونساء الكويكرز المسيحيين؛ فهل تتوقعون في مجال الديمقراطية وحريتهم المزيّفة ألا يمنعوا دخول مرشح الطرف الآخر ويسمحوا له بالمشاركة في النقاش؟!على السيدة جيل شتاين أن تحمد الله، بأن أخلاف الإنجليز لم يخرقوا لسانها ولسان نائبتها بقضيب حديدي مثل الكويكرز، واكتفوا فقط باحتجازهما لمدة ثماني ساعات وربطهما على كرسي.

صورة رقم 33 – صورة جيل شتاين، المرشحة للرئاسة الأمريكية من حزب الخضر

صورة رقم 34 – اعتقال جيل شتاين المرشحة للرئاسة الأمريكية من حزب الخضر ونائبتها بسبب تواجدهما في المنطقة التي يناظر فيها مرشحا الجمهوريين (أي: ميت رومني) والديمقراطيين (أي: باراك أوباما).
يقول رالف نادر[6] الذي رشح لمنصب رئاسة الولايات المتحدة ست مرات حتى عام 2012، عن الأحزاب الأمريكية الأخرى ومرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي:
الآن؛ أصبح الترشيح كمرشح رئاسي (من الحزب الثالث) أكثر صعوبة مما كان عليه في الماضي. لقد جعل الحزبان الجمهوري والديمقراطي من التنافس معهم على مرشح حزب ثالث كابوساً من خلال القوانين المختلفة التي سنّتها الولايات الخمسين الأمريكية، وكذلك مئات القوانين الأخرى التي تم تمريرها في النواحي والمناطق المختلفة. وبهذه الطريقة أغلقوا الطريق أمام الطرف الثالث.
فمسألة الانتخابات الأمريكية هي في الواقع، مسألة اختيار الديكتاتور، وما نسميه نحن الاحتكار المزدوج أو (احتكار الحزبين) [7]. إنهم [أي المرشحان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي] يتقاتلون بوحشية على من سيذهب إلى البيت الأبيض ويجلس هناك لينفذ أوامر أسياده في الشراكة!
في إنجلترا والدول التابعة لها (تحت عنوان كومون وِلث الأمم Commonwealth Countries)[8]، لا يتم انتخاب رئيس الدولة ـ أي: رئيس الوزراء ـ من قِبل الشعب؛ بل يتم ذلك، خلال السنوات الستين الماضية، من قِبل الحاكم. بعبارة أخرى؛ يتمّ اختيار رئيس الحكومة من قِبل الملكة إليزابيث الثانية التي اكتسبت منصبها بالوراثة! [9]
النقطة المهمة؛ هي أنه على الرغم من أنّ اختيار رئيس وزراء هذه البلدان يتمّ من قِبل هذه المرأة (أي إليزابيث الثانية) أو ممثلها في هذه البلدان؛ وكذلك يتمّ اختيار أعضاء بعض المجالس التشريعية في هذه البلدان من قِبل الملكة أو من ينوب عنها[10]؛ إلا أنّ القادة البريطانيين يزعمون أنّ نظام حكومتهم يقوم تماماً على الديمقراطية! ويدّعون أنه لا توجد ديمقراطية في إيران. أليس ادعاؤهم هذا سخيف ومضحك؟!
منذ زمن طويل، والشعب البريطاني يحاول الإطاحة بالنظام الملكي البريطاني وإقامة حكومة شعبية حقيقية، لكن الشرطة البريطانية وقوات مكافحة الشغب تقف أمامهم بوحشية وقساوة وتسحقهم.
- [1]. Barack Obama.
- [2]. Willard Mitt Romney.
- [3]. Jill Stein.
- [4] . Cheri Honkala[5] .أي أن الأصفاد كانت قريبة جداً من المقاعد بحيث لم يكن هناك متسع كبير للعب والحركة. Tightly secured to metal chairs
- [6]. Ralph Nader.
- [7]. Duopoly.
- [8]. Commonwealth Countries.
- [9]. بما أنّ الملكة إليزابيث الثانية لا يمكنها التواجد في الكثير من هذه البلدان، مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا وما إلى ذلك، فقد اختارت شخصاً ليكون الحاكم العام (Governor General)، ويختار هذا الشخص (وليس الشعب!) رئيس الوزراء و أعضاء مجلس الشيوخ أيضاً.
- [10]. كـ “مجلس اللوردات”(House of Lords) في إنجلترا الذي يضم أكثر من 1200 عضو من أبناء الأثرياء، أو مجلس الشيوخ في كندا بأكثر من مائة عضو معين.
- [i] . The Guardian, Amy Goodmanm,Green party candidate Jill Stein’s arrest highlights presidential debate stitch-up, Amy Goodman,Oct. 18, 2012; also Democracy Now, Green Party Candidates Arrested, Shackled to Chairs For 8 Hours After Trying to Enter Hofstra Debate, Oct. 17, 2012.