انتخابات الولايات المتحدة الرئاسية
في مقدمة هذا الفصل، يجب أن نشير إلى بعض النقاط؛ النقطة الأولى: أنّ كاتبي الدستور الأمريكي قد صاغوا الوضع الانتخابي ـ منذ البداية ـ بطريقة لا يستطيع الشعب الأمريكي اختيار رئيسه بشكل مباشر. والنقطة الثانية: أنّ كل ولاية ــ وفقاً لعدد ممثليها في مجلسي الشيوخ والنواب ـ يمكن أن يكون لها عضو في الهيئة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة. أمّا النقطة الثالثة: فهي أنّ أعضاء الكونغرس الأمريكي لا يمكن أن يكونوا أعضاء في الهيئة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة. والنقطة الرابعة: أنّ عدد نواب مجلس الشيوخ الأمريكي ـ المائة شخص ـ لا يعتمد على عدد سكان كل ولاية؛ بل كل ولاية لها ممثلان في مجلس الشيوخ الأمريكي. أمّا النقطة المهمة في هذا الموضوع فهي أنّ أكثر من نصف السّكان الأمريكيين يعيشون في تسع ولايات، وهي: ولايات كاليفورنيا، ونيويورك، وفلوريدا، وتكساس، وبنسلفانيا، وإلينوي، وأوهايو، ومينيسوتا، ونيوجيرسي. إلاّ أنّ ثمانية عشر مقعدا من أصل مائة مقعد في مجلس الشيوخ محجوزة لهم، ولا يمثلهم في مجلس الشيوخ سوى ثمانية عشر نائبا فقط!
فلكلٍّ من ولاية كاليفورنيا البالغ عدد سكانها 35 مليون نسمة، وولاية وايومنغ[1] التي لا يبلغ عدد سكانها سوى الـ 500 ألف نسمة، ممثلتان في مجلس الشيوخ الأمريكي! في بداية الأمر، لم يتم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ من قِبل الشعب؛ بل تم تعيينهم من قِبل المجالس التشريعية لكل ولاية، ولكن منذ عام 1913م ـ أي: بعد 126 عاماً من كتابة دستور الولايات المتحدة ـ تمّ انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ من قِبل الشعب على أساس التعديل السابع عشر للدستور[i].
والنقطة الأخرى هي أنه بعد أن يدلي الناس بأصواتهم في صناديق الاقتراع، يقوم أعضاء اللجنة الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة بإدلاء أصواتهم أيضاً. وقد حدث ـ على مرّ التاريخ ـ ولمرات عديدة أنّ بعض أعضاء هذه اللجنة صوتوا لأشخاص آخرين، خارج القائمة المخصصة للحزب المعنيّ؛ حيث تصدرت ـ أحياناً ـ عناوين الأخبار في وسائل الإعلام.
فعلى سبيل المثال؛ في عام 9601، رفض أحد أعضاء الهيئة الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من ولاية أوكلاهوما[2]، أن يصوت لريتشارد نيكسون، والحال أنه كان من المفترض أن يصوّت له، إلا أنّه صوّت بدلاً من ذلك للسيناتور هاري بيرد[3]. وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام نفسه، صوّت ستة أعضاء من الهيئة الانتخابية الرئاسية الأمريكية من ولاية ألاباما[4] لصالح جون إف كينيدي[5]؛ والحال أنّه لم يكن من المقرر أن يصوتوا له.
كذلك في الانتخابات الرئاسية لعام 2000، رفض أحد أعضاء الهيئة الانتخابية من مقاطعة كولومبيا[6] التصويت لآل جور[7]، بينما كان من المفترض أن يصوت له[8].[ii]
في أمريكا، لا تستند أصوات مجلس الشيوخ على عدد سكان الولاية؛ إلا أنّ أصوات نواب هذا المجلس حاسمة ومصيرية للغاية. هذه المسألة ذاتها تؤثر أيضاً في عدد أعضاء اللجنة الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة.
- [1]. Wyoming.
- [2]. Oklahoma.
- [3]. Senator Harry Byrd.
- [4]. Alabama
- [5]. John Fitzgerald Kennedy.
- [6]. District of Columbia.
- [7]. Albert Arnold Gore, Jr.
- [8]. In 1960 a Nixon elector from Oklahoma voted for Senator Harry Byrd, as did six of the eleven Alabama electors pledged to John Kennedy. In 2000, one of the three Democratic electors from the District of Columbia abstained, even though the district went heavily for Gore.