الوضوح والصراحة مع الجماهير
إن تصريح الإمام الحسين بالمصير المحتوم الذي ينتظره (وهو القتل) يكشف عن أمر في غاية الأهمية في المنهج الإسلامي للثورة، وهو الوضوح والصراحة مع الجماهير، لكي يكون إتباعها للقائد عن وعي و بصيرة وإرادة حرة واعية، وليس عن تقليد أعمى أو قهر يتنافي مع كرامة الإنسان وحريته، وهذا يعطي الثورة مصداقيتها، ويجعلها مطابقة لتعاليم ومبادئ وقيم الإسلام العظيم. فالإمام الحسين عليه السلام لم يوعد الناس ويمنيهم بالمغانم والمكاسب المادية من وراء الثورة، لكي يتبعوه ويحقق لهم أكثرية عمياء ينتصر بها على خصمه (يزيد بن معاوية) وإنما صارحهم بأن مصيره ومصير كل من يتبعه هو القتل في سبيل الله تبارك وتعالى وهذه الصراحة والشفافية هي مما يمتاز به المنهج الإسلامي السياسي والثوري عن غيره من المناهج، التي تعتمد الكذب والغموض والمراوغة والخديعة وغيرها من الصفات الرذيلة كأسلوب في العمل.
.