أنماط القيادات السياسية والثورية
إن الإمام الحسين يقدم لنا الحد الفاصل بين نمطين من القيادات السياسية والثورية وهما:
الصنف الأول: يتمثل في القيادات التي تختصر الأمة والقضية في نفسها، وتجعل من نفسها محور القضية أو الرسالة، وتحيط نفسها بهالة من القدسية والأهمية، وتجند كل الطاقات والإمكانيات لخدمتها والمحافظة عليها، وتوهم الآخرين بأن مصير القضية أو الرسالة يتوقف على وجودها ومصيرها، وأن الرسالة أو القضية تنتهي أو تضيع بفقدها.
الصنف الثاني: يتمثل في القيادات التي تجعل القضية أو الرسالة هي المحور، وتكرس الجهود والإمكانيات لخدمتها والمحافظة عليها، وأنها تنافس الآخرين وتسابقهم وتسبقهم وتتقدم عليهم في خدمتها والتضحية من أجلها .. وهذه ميزتها، وتعتبر أن وجود القضية أكبر من وجود الأشخاص وفوقهم، ولا تربط مصير القضية أو الرسالة بوجودها، وتثق في قدرة القضية بحضورها وحيويتها على إنجاب القيادات، وأن القضايا أو الرسالات التي تفشل في إنجاب القيادات لا تستحق البقاء.