تصاميم فنية
صدق الشيخ الجمري
لقَد كانَ سماحةُ الشَّيخ الجمري يُقدِّرُ فِي داخلِ نفسِه حالةَ الصِّدق ـ وهذَا ما تَمنَّيتُه مع آخرين ـ فكانَ مُتمسِّكاً بِي إِلَى النِّهاية، وكانَت تصرُّفاتُه ومعاملتُه مَعِي تدلُّ علَى ذلِك، وقَد تجلَّت تلكَ الحقيقةُ بوضوحٍ أكثرَ فِيما كانَ يُبديه سماحةُ الشَّيخ الجمري فِي حالةِ مَرضِه الشَّديدِ من ذكرٍ واهتمامٍ وتفاعلٍ مُتميِّزٍ مع عبد الوهاب، حتَّى أنَّه لم ينسَ إسمَه وذكرَه رغمَ نسيانِه لأسماءِ القريبينَ منه، وهذَا عندي فوقَ المُجاملةِ والتَّصنُّع .. إنَّه الصِّدقُ بعينه، ممَّا أدخلَ إِلَى قلبِي الاطمئنانَ بأنَّه مع الصِّدقِ لا مَع المُزايدَات.