ضرورة البحث عن دقائق العلوم الإنسانية في القرآن الكريم
والنقطة الأخرى التي نذكرها، ولتكن النقطة الأخيرة هي أنّني وجّهت عتاباً للجامعات والجامعيين بخصوص العلوم الإنسانية، وجّهت هذا العتاب مراراً وفي الآونة الأخيرة أيضاً. علومنا الإنسانية مُقامة على مبادئ ومبانٍ متعارضة مع المباني القرآنية والإسلامية. العلوم الإنسانية الغربية تبتني على رؤية كونية أخرى وعلى فهم مختلف لعالم الخلقة، فهي تقوم غالباً على الرؤية المادّية، وهذه النظرة نظرة خاطئة، وهذا المبنى مبنى مغلوط. إنّنا نأتي بهذه العلوم الإنسانية على شكل ترجمات من دون أن نُعمِل أيّ بحث فكري إسلامي فيها، وننشرها في جامعاتنا وندرّسها في الأقسام المختلفة، والحال أنّه يجب تحرّي جذور وأسس العلوم الإنسانية في القرآن الكريم.
هذه من الأقسام المهمّة في البحث القرآني، وينبغي التفطّن لإشارات القرآن ودقائقه في المجالات المختلفة والبحث عن مباني العلوم الإنسانية في القرآن الكريم واستخراجها، هذه عملية جدّ أساسية ومهمّة. إذا حصل هذا فعندئذٍ يستطيع المفكّرون والباحثون والمتخصّصون في العلوم الإنسانية المختلفة تشييد صروح شامخة على هذه الأسس والأركان، وطبعاً يستطيعون عندئذٍ الإطلال على منجزات الآخرين والغربيين ومن حقّقوا تقدّماً في العلوم الإنسانية، إلا أنّ الأساس يجب أن يكون أساساً قرآنياً.[1]
- [1] من كلمته في لقاء مجموعة من الباحثات القرآنيات في إيران، بتاريخ ٢٠٠٩/١٠/٢٠.