مواضيع

العلوم الإنسانية روح العلوم

في شهر رمضان من هذا العام كان لنا كلام مع الطلاب الجامعيين والشبّان حول العلوم الإنسانية، وقبل هذا كان لنا كلام في هذا الموضوع أيضاً، وستكون لنا لاحقاً بإذن الله جلسة خاصّة بموضوع العلوم الإنسانية مع أصحاب الفكر والثقافة وأمثالكم أنتم الشباب الصالحون. إنّ العلوم الإنسانية روح العلم، حقيقةً أنّ كلّ العلوم، وكلّ التحرّكات الأسمى في المجتمع بمثابة الجسد، وروح ذلك الجسد هي العلوم الإنسانية، فالعلوم الإنسانية هي التي تعيّن الاتجاهات، وتؤشّر لنا على الاتجاه الذي نسير فيه، والشيء الذي تسعى إليه علومنا. وعندما تنحرف العلوم الإنسانية وتُبنى على أُسس مغلوطة ووفقاً لرؤى كونيّة مغلوطة، فالنتيجة التي تتمخّض عن ذلك هي أنّ كلّ أوضاع المجتمع تسير نحو اتجاه منحرف. إنّ العلم الذي يملكه الغرب اليوم ليس بالشيء الهيّن، وإنّما هو شيء هائل، والعلم الذي عند الغرب ظاهرة تاريخية فريدة، غير أنّ هذا العلم وُظّفَ على مدى سنوات طويلة على طريق الاستعمار، وسُخّر لأجل الاسترقاق والاستعباد، واستُخدم على طريق الظلم، واستُخدم للاستيلاء على ثروات الشعوب؛ واليوم ترَون أيضاً ما الذي يفعلونه، هذا ناتج عن ذلك التفكير المغلوط والنظرة الخاطئة والاتجاه الخاطئ بحيث إنّ هذا العلم بكلّ عظمته – إذ إنّ العلم بحدّ ذاته شيء شريف، وظاهرة عزيزة وكريمة – استُخدم في هذه التوجهات. طبعاً؛ بالنسبة إلى العلوم الإنسانيّة أبدى أحد الإخوة ملاحظات جيدة هنا.[1]


[1] من كلمته في لقاء بمجموعة من النخبة والمتفوقين العلميين، بتاريخ ٢٠١١/١٠/٠٥.

المصدر
كتاب النهضة البرمجية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى