مواضيع

تقليد النظريات الغربية المنسوخة في العلوم الحديثة

لا يدعوننا نثق بذاتنا، إذا كان لكم الآن نظرية علمية في العلوم الإنسانية أو العلوم الطبيعية أو الفيزياء أو الرياضيات أو غيرها من العلوم، فإذا كانت بخلاف النظريات الشائعة والمكتوبة في العالم سيقف البعض ويقولون: إنّ كلامكم في الاقتصاد بخلاف النظرية الفلانية، وكلامكم في علم النفس بخلاف النظرية الفلانية؛ أي كما يعتقد المؤمنون بالقرآن والكلام الإلهيّ والوحي يعتقد هؤلاء بنظريات فلان من العلماء الأوروبيين، أو أشدّ إيماناً! والطريف في الأمر هو أنّ تلك النظريات تصير قديمةً ومنسوخة، وتحلّ محلّها نظريات جديدة، لكنّهم يرفعون نفس تلك النظريات التي مضى عليها خمسون عاماً كنصّ مقدّس أو تعاليم دينية! فمنذ عشرات السنين ونظريات پوپر أضحت قديمة منسوخة في المجالات السياسية والاجتماعية، وكُتبت عشرات الكتب ضدّها في أوروبا، ولكن ظهر في الأعوام الأخيرة أشخاص يدّعون الفهم الفلسفي وراحوا يروّجون لنظريات پوپر! منذ سنين والنظريات التي سادت المراكز الاقتصادية في العالم منسوخة حلّت محلّها آراء جديدة، ولكن ما يزال البعض حينما يريدون التخطيط اقتصادياً ينظرون لتلك النظريات القديمة البالية! في هؤلاء عيبان: العيب الأول أنّهم مقلّدون، والعيب الثاني أنّهم غير مطّلعين على التطوّرات الجديدة. يحفظون النصّ الخارجي الذي علّموهم إيّاه ككتاب مقدّس في صدورهم، ويلقّنونه الشباب اليوم.[1]


[1] من كلمته في لقاء مجموعة من الشباب والأساتذة والمعلمين والطلبة الجامعيين في محافظة همدان، بتاريخ ٢٠٠٤/٠٧/٠٧.

المصدر
كتاب النهضة البرمجية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى