ضرورة تأسيس كراسي التحرّر الفكري في الحوزات العلمية

من الموضوعات التي أجد من اللازم أن أطرحها قضية التحرر الفكري، والتي وردت في آراء بعض السادة، لِمَ لا تتشكّل كراسي التحرّر الفكري هذه في قم؟ ما الإشكال فيها؟ لقد كانت حوزاتنا العلمية دوماً قطباً ومهداً للتحرّر الفكري العلمي، ولا نزال إلى الآن نفخر بذلك، ولا نجد نظيراً لذلك في المدارس ما عدا الحوزة العلمية، أن يسجّل الطالب الإشكال في الصفّ على الأستاذ، ويرفع صوته ولا يشعر الأستاذ منه شيئاً من العداء أو الأغراض غير العلمية، طالب العلوم الدينية يُشْكِل بكلّ حرّية، ولا يلحظ أيّة اعتبارات تخصّ الأستاذ، والأستاذ بدوره لا ينزعج من هذه الحالة. هذا شيء مهمٌّ جدّاً، وهو يختصُّ بحوزاتنا العلمية الدينية.
لقد كان في حوزاتنا العلمية أكابر يسلكون في الفقه مسالك وأذواق ومناهج متنوّعة، وكذلك في القضايا الأكثر أصولية، فكان هنالك فلاسفة وعرفاء وفقهاء، وكانوا يعيشون متجاورين، ويعملون معاً، هكذا هي سوابق حوزاتنا العلمية؛ فأحدهم لديه مبنى علمي والآخر لا يوافقه عليه. لو تلاحظون سير العلماء والكبراء لشاهدتم حالات من هذا القبيل.[1]
- [1] من كلمته في لقاء أعضاء مؤتمر الحكمة المطهرة، بتاريخ ٢٠٠٤/٠٣/٠٨.