مواضيع

عودة المجتمعات الإسلامية إلى ذروة العلم وتصديره

أسوأ مشكلة يمكن أن يصاب بها البلد هي أن ينسى حضارته وهوّيته. إنّنا اليوم يجب أن نكون في صدد بناء حضارتنا ونؤمن بأنّه ممكن.

نعم؛ أقول: إنّ هذا ممكن؛ فشدّوا العزائم والهمم على أن يتحقّق هذا بعد خمسين سنة، وهذه الأمور طبعاً لا تتحقّق خلال مدّة قصيرة، ولكن إذا سرتم اليوم في الطريق الصحيح، فلا إشكال أبداً في أن يصبح شارع العلم بعد خمسين سنةً – واتجاهه اليوم أحادي ومن جهة نحو الجهة الأخرى – ثنائي الاتّجاه أو أحادي الاتجاه من هذا الجانب إلى الجانب الآخر، ما المانع من ذلك‌؟ ألم يكن الأمر كذلك في يوم من الأيام‌؟ بل إنّ النهضة الأوروبية قامت أساساً على الترجمات من البلدان والمناطق الإسلامية.

إنّ كلّ هممنا منصبّة اليوم على أن نأخذ لا العلم فقط، بل والمنتجات العلمية والتقنية والتقنيات الفرعية منهم ونقلّدها هنا، وهذا ليس الشيء الذي يجب على الشعب أن يعقد عزمه وهممه عليه؛ إذ إنّها أمور يجب أن تحصل طبعاً ولا مندوحة منها. عندما لا يمتلك المرء شيئاً فإنّه يأخذه من الإنسان الذي يمتلكه، وعندما لا يجيد صناعة شيء فإنّه يتعلّم صناعته من الشخص الذي يجيد تلك الصناعة، وهذا ممّا لا شكّ فيه، ولكن ينبغي أن نجعل وجهتنا الطرق الجديدة والأفكار الجديدة وتحطيم الطرق المسدودة.[1]


  • [1] من كلمته في لقاء المتفوقين في الأولمبيات العلمية العالمية والمحلية والناجحين في الامتحانات العامة للسنة الدراسية ٢٠٠١-٢٠٠٢، بتاريخ ٢٠٠٢/٠٩/٢٥.
المصدر
كتاب النهضة البرمجية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى