مصيبة التعبّد العلمي والفكري بالغرب
لقد أشرت إلى هذا في باب التعبّد العلمي والتسليم الجزمي في مختلف العلوم، أعتقد بنحو علمي أنّه يجب أن يكون هناك وعي ذاتي جمعي في كلّ الأوساط العلمية تجاه الثقافة الغربية المستوردة التعسّفية التسلّطية، فقضية الغزو الثقافي التي طرحناها انزعج البعض منها بشدّة، وقالوا: لماذا تقولون: غزو ثقافي؟! والحال أنّ الغزو الثقافي يتبختر في وسط الساحة ويرتجز ويطلب المبارزين والأنداد، والبعض يبحثون عنه في الزوايا هنا وهناك! وهذا الغزو الثقافي لا يختصّ ببعض الظواهر السطحية والظاهرية. القضية هي أنّ مجموعة ثقافية في العالم تريد بالاعتماد على النفط وحقّ الفيتو والأسلحة الميكروبية والكيماوية والقنبلة النووية والسلطة السياسية أن تفرض كلّ المعتقدات والأطر التي ترتاح لها على الشعوب والبلدان الأخرى.
لذلك تصاب بعض البلدان أحياناً بالتفكير والذوق المترجم، حتى عندما تفكر تفكر بطريقة مترجمة، وتستلهم النتاجات الفكرية للآخرين. طبعاً؛ ليست نتاجاتهم الجديدة، بل نتاجاتهم القديمة المنسوخة المتهرّئة التي عفى عليها الزمن التي يرون هم أنّها تلزم البلد أو الشعب، ويبثونها في ذلك الشعب عن طريق الإعلام وكفكرة جديدة، هذه الحالة أسوأ وأتعس على الشعب من أيّة مصيبة.[1]
- [1] من كلمته في لقاء الأساتذة والطلبة الجامعيين في جامعة أمير كبير الصناعية، بتاريخ ٢٠٠١/٠٢/٢٧.