تعويض التخلّف عند البلدان الإسلامية بالطرق الاختزالية
ليس الأمر بحيث نضطر من أجل أن نضيف جزءاً جديداً إلى العلم إلى قطع المراحل التي قطعها العلم الغربي؛ فإنّ شجرة العلم من تلك الأشجار التي قد تورق وتتبرعم وتفرع الغصون من أسفلها إلى أعاليها وفي كلّ جزء من أجزائها. إذا أراد الإنسان التجديد في العلوم البشرية، فلا ضرورة لأن يكون قد مرّ بهذه المراحل كلّها، ثم يضيف شيئاً في نهاية المطاف، فالأمر ليس كذلك، بل يمكن إضافة بعض الأشياء من منتصف الطريق أيضاً. ولا شكّ في أنّ الغربيين الآن متقدّمون من حيث العلوم الدنيوية – ولأسباب معلومة ومعروفة – على البلدان الإسلامية ومجتمعات المسلمين، ولكن لا شكّ أيضاً في أنّنا نتمتّع بمواهب عالية، وروح الإبداع تضع أمام الإنسان دوماً طرقاً اختزالية قصيرة. إذًا؛ فتّشوا عن الطرق الاختزالية واكتشفوا أشياء جديدةً وقوموا بأعمال كبيرة، ووسّعوا ساحة العلم ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، فهذه عملية ضرورية. ومن اللازم دوماً أن تعملوا على اكتشاف أدوية جديدة، وتعثروا على طرق جديدة للعلاج، وتخترعوا أدوات طبية جديدة. هذا هو المتوقّع منكم.[1]
- [1] من كلمته في لقاء أعضاء «الجمعية الطبية» و«جماعة الأطباء» في إيران، بتاريخ ١٩٩٤/٠٧/١١.