ضرورات التعليم الحقيقي
بالنسبة إلى التلاميذ وطلبة المدارس أقول: إنّ التعليم عملية جدّ دقيقة وظريفة، وليس التعليم مجرّد أن نكتب مجموعة من المعلومات على الورق، ونعطيها للتلميذ، ونقول له: اقرأ هذه المعلومات، ثمّ نعيّن له وقتاً من السنة لنمتحنه بها، ليس هذا هو التعليم الحقيقي. ينبغي أن يكون التعليم بالشكل الذي يصنع الذهن ويبنيه وينشّط الدماغ، ويخلق بالدرجة الأولى الشوق للتعلّم وكسب العلم لدى المتعلم. الذين يدرسون بعض الفروع العلمية من دون شوق، مهما ازدادت معلوماتهم في تلك الفروع، لن تكون لهم فاعلية وتأثير الذين درسوا تلك الفروع بشوق وذوق ورغبة. وكذا الحال في الفروع العلمية كلّها، فينبغي خلق هذا الشوق والذوق في قلب المتعلّم، سواء أكان في أساس المعلومات أم في الفروع الخاصّة من المعلومات، لتجعله تلك النشاطات الفكرية والدماغية وهذا الشوق القلبي وكذلك المساعي التي يبذلها المعلم من أجل تلاميذه عالِماً حقيقياً.[1]
- [1] من كلمته في لقاء جماعة من المدراء والمسؤولين في وزارة التربية والتعليم، بتاريخ ٢٠٠٢/٠٧/١٧.