الجهل بماهية أمريكا الإرهابية والإجرامية

إنّ أمريكا ضليعة في صناعة عجل السامريّ، وللأسف فإنّ الحركات والأصوات التي تصدر من عجل السامري تُدهش العديد من الأفراد! بعض الأمريكان اليقظين – كمايل اسنايدر – والذي استفدنا من أقواله في كتاب “هاليوود: قالب ريز و شكل دهنده ي افكار و انديشه ها” [هوليوود قوالب تشكيل الأفكار] في فصل “سقوط أمريكا الأخلاق وفق أقوال المنظرين الأمريكيين والإحصائيات”، يقول:
غالبية الأمريكان عبيد، وحتى هم أنفسهم لا يعلمون ذلك![1]
الموضوع الآخر هو أنّ أمريكا لطالما كانت تسعى ولازالت تسعى لأن تتظاهر بأّنها نعجة، ولهذا يجهل العديد من الأفراد – في خارج أمريكا وداخلها – ماهية أمريكا الحقيقية، ولا يعلمون الحقائق عنها. وهذا ليس بالأمر الجديد، فقد كان الحال هكذا في السابق أيضًا. والأمر الذي يحظى بأهمية كبيرة والذي علينا الإشارة إليه هنا هو أنّ عدم معرفة الأشخاص لماهية أمريكا جعل بعضهم يدخلون للأسف في معسكر يزيد بسبب تحليلهم الخاطئ، فللأسف بعض هؤلاء الأشخاص كانوا يُنادون “لبيك يا حسين” بينما هم يقطعون رأس الإمام الحسين ورفعوه على الرمح![2] والعياذ بالله! علينا أن نكون حذرين جدًا من أن لا نتصرّف كالتّوابين في حادثة عاشوراء! فما نفع البكاء بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)؟ علينا أخذ دروس العبر من التاريخ، وأن نترك العداوات، والبغضاء، والحسد، والأنانية جانبًا وأن نخطو في الطريق الذي يُرضي الله سبحانه وتعالى.
يقول مايكل مدفد[3] وهو يهودي أمريكي، في أحد كتبه الذي ترجمة عنوانه هي “10 كذبات كبيرة حول أمريكا”[4] من بين مئات ملايين الكذبات والجرائم التي أطلقها وارتكبها الرؤساء الأمريكان وأذنابهم وأقاربهم – بدءًا من إعلام استقلال أمريكا وحتى يومنا هذا – فقد أشار هذا الكاتب إلى عشرة منها، وأجاب على قسم من تلك الكذبات تحت عناوين مختلفة، ورقمها. طبعًا نحن لا ننوي هنا ترجمة كل الكتاب الذي يبلغ 290 صفحة هنا، لكنّنا سنُشير إلى بعض النقاط التي وردت في ذلك الكتاب. وقد وردت عناوين تلك الكذبات الكبيرة في الهامش.[5]كما يحمل الفصلان الأول والأخير من هذا الكتاب اسمي “الإرث الملوّث”[6] و”البلد غير العادي”[7]، ويُشير مايكل مدفد في فصل “الإرث الملوّث” إلى أنّ عيد الفصح[8] الذي يحتفل الأمريكان به هو خرافة. [وللأسف بعض الإيرانيين الجهلة – في إيران الإسلامية – يحتفلون به أيضًا]. وحقيقة الأمر أنّ هذا اليوم هو يوم عزاء وحزن للعديد من السكان الأصليين الأمريكان (أو من يُطلق عليهم اصطلاحًا الهنود الحمر)، إذ يُذكرهم هذا اليوم كيف حصل السكان الأصليون لأمريكا بدل عطائهم وهداياهم للبيض على سرقة أراضيهم وبذور الذرة من قبل البيض، وكيف أدّى بذل السكان الأصليين لأمريكا وكرمهم مع البيض إلى إبادة العديد من السكان الأصليين وقتلهم بالسلاح، أو لنقل الأمراض الفتاكة من قبلهم إليهم، وأيضًا من خلال الدمج الإجباري أدّت أقلية السكان البيض إلى الإبادة الكاملة للسكان الأصليين الأمريكان تقريبًا. فعيد الفصح هو ذكرى أليمة لخمس مئة سنة خيانة [البيض] مقابل محبة [السكان الأصليين الأمريكان أو الهنود الحمر اصطلاحًا] وصداقتهم للبيض.[9] يذكر مايكل مدفد في بداية آخر فصل من كتابه، أي في فصل “بلد غير عادي”: أنّ الذين يكرهون أمريكا والوطنيين الموالين لها يمكنهم أن يتّفقوا على وجهة نظر أساسية، وهي أنّه لا يوجد أيّ شيءٍ عاديّ بخصوص الولايات المتحدة الأمريكية”[10].[11] ويُشير في الأثناء إلى عدة أمور إلى أن يصل إلى هذا القسم: لطالما طالب الأمريكيون بالقسم الأكبر لأنفسهم (وادّعوا الخسارة أكثر من غيرهم)، ولطالما أوجدت هذه الاداعاءات تضادًا وازدواجية.[12] كما يستهزئ بقسم من النشيد الوطني الأمريكي، أي عبارة “وطني الحر وطن الشجعان”[13]، أي أنّ ما يقولونه ويدّعونه وينسبونه لأنفسهم لا يتطابق مطلقًا مع أدائهم.[14] وفي تتمّة فصل أمريكا غير العادية، وادعاءاتها وأدائها كتب: نحن إمّا أن نكون أشرف من بقية الدول وأعظم وأفضل [حسب اعاءات أمريكا]، وإمّا أنّنا أقسى وأقذر وأفسد وأكثر تخريبًا [حسب ادعاء أمريكا] من بقية الدّول خاصّة أنّ تظاهرنا وأداءنا المتظاهر حول أبّهتنا أدّى إلى ظهور الكراهية ونشرها[15].[16]
وأطلق مايكل مدود في الإجابة على قسم من هذه الأكاذيب – التي تدور حول الخدمات التي تمّ تقديمها لسكان أمريكا الأصليين واستقبالهم (أي الهنود الحمر) – اسم “الكذبة الكبيرة الأولى”. وقال فيما يخصُّ هذا الموضوع: “لقد تمّ تأسيس أمريكا على أساس إبادة شعوب أمريكا الأصليين!”.[17] “والكذبة الكبيرة الثانية” تدور حول الاستعباد في أمريكا، حيث أكمل الرؤساء الأمريكيين – طريق آبائهم وأجدادهم – وارتكبوا الجرائم بحقّ السود، إلا أنّهم يتحدّثون عن خدمة العبيد وأجيالهم الحالية. ويُجيب مايكل مدود عن هذه الكذبة الكبيرة قائلًا: “الولايات المتّحدة الأمريكية هي المجرمة الوحيدة في جرائم العبيد، وقد أسّست ثروتها من سرقة أتعاب الأفارقة وجهودهم!”[18]. وأمّا الكذبة الكبيرة الثالثة، فهي تدور حول معتقدات السياسيين ومؤسّسي أمريكا وسياساتهم الذين يدّعون أنّ أسلوبهم وأداءهم مطابق لتعليمات الدين المسيحي. فيقول مايكل مدود عن هذه الكذبة الثالثة: “كان مؤسّسو أمريكا ينوون أن يؤسّسون لنظام علماني لا مسيحي”[19]. وأمّا الكذبة الكبيرة الخامسة فهي حول قدرات الشركات الأمريكية الكبيرة حيث يُشير إلى هذه الحقيقة قائلًا: “لقد أدّت قدرة الشركات الكبيرة إلى تضرّر البلد وأن يتعرّض الناس للظلم والاضطهاد”[20]. وفي شرح الكذبة الكبيرة السابعة يقول: “أمريكا بلد رأسمالي تُشكل تهديدًا دائمًا للسلام في العالم”.[21] ويقول مايكل مدود عن الثقافة في أمريكا في الكذبة الكبيرة العاشرة: إنّ أمريكا قد علقت في أزمة أخلاقية لا عودة منها.
والأمور التي يذكرها مايكل مدود عن ماهية أمريكا لا يمكن مقارنتها بالوثائق والحقائق الموجودة حول ماهية وأداء أمريكا وما يجب فعلًا الكشف عنه. إلا أنّه ولأسباب خاصّة أشار إلى بعض الأمور ولم يتعمّق في الأحداث والقضايا كما ينبغي. نوت غينغريج رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق[22] شخص مناهض للإسلام، ومن مخالفي الجمهورية الإسلامية المتطرّفين، ومن الداعمين لمجموعة المنافقين التي تترأسها مريم أبريشم جي [لأجل تسديد الضربات لنظام الجمهورية الإسلامية]، يُقسّم هذا الشخص أمريكا إلى رأيين متناقضين، ويعترف بأنّ قسماً من المثقّفين الأمريكان [وبسبب ما ارتكبته أمريكا طيلة تاريخها] يستهزؤون بالتاريخ الأمريكي ويسخرون منه ويُحقّرونه[23].[24]
وإن كان هذا الكتاب قد انتهى، إلا أنّ للكلام تتمة…
السيد هاشم ميرلوحي
- [1]Most Americans Are Slaves And They Don’t Even Know It.
- [2]إشارة إلى أداءهم حيث أنهم يسيرون وفق الخطة التي رسمها الأمريكان وسادة الأمريكان – أي إسرائيل واليهود الصهاينة – لهم.
- [3] Michael Medved.
- [4] The 10 Big Lies About America (Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008).
- [5] Big Lie #1: “America Was Founded on Genocide Against Native Americans”;
- Big Lie #2: “The United States Is Uniquely Guilty for the Crime of Slavery, and Based Its Wealth on Stolen African Labor”;
- Big Lie #3: “The Founders Intended a Secular, Not Christian, Nation”;
- Big Lie #4: “America Has Always Been a Multicultural Society, Strengthened by Diversity”;
- Big Lie #5: “The Power of Big Business Hurts the Country and Oppresses the People”;
- Big Lie #6: “Government Programs Offer the Only Remedy for Economic Downturns and Poverty”;
- Big Lie #7: “America Is an Imperialist Nation and a Constant Threat to World Peace”;
- Big Lie #8: “The Two- Party System Is Broken, and We Urgently Need a Viable Third Party”;
- Big Lie #9: “A War on the Middle Class Means Less Comfort and Opportunity for the Average American”;
- Big Lie #10: “America Is in the Midst of an Irreversible Moral Decline”.
- [6] A Tainted Legacy.
- [7] Abnormal Nation.
- [8] Thanksgiving.
- [9] Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008, P. 1.
- [10] On one essential observation, America haters and committed patriotscanemphatically agree: there is nothing normal about the United States.
- [11] Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008, P. 257.
- [12] Americans have always claimed more for ourselves (“the land of the free and home of the brave”), and those claims have produced an inevitable polarization.
- [13]جملة “the land of the free and home of the brave” والمراد منها: القسم الذي تحرّر من الاستعمار البريطاني بعد إعلام استقلال أمريكا، وقد قاله شخص باسم فرانسيس اسكات كي Francis Scott Key في عام 1814م، وهذه الجملة لا زالت منذ عام 1931م وحتى عامنا الحالي قسماً من النشيد الوطني الأمريكي، وطبعًا العديد من الأمريكيين يعتبرون الجملة المذكورة كذبًا محضًا نظرًا لأداء أمريكا المتناقض، وهذا الموضوع يحتاج إلى تفصيل مسهب لا يسعه هذا الكتاب.
- [14] Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008, P. 258.
- [15]. We’re either more noble, blessed, and admirable than other states or else more brutal, vulgar, and destructive—rendered especially hateful because of our pretensions of grandeur.
- [16] Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008, P. 258.
- [17] Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008, P. 11.
- [18]Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008, P. 46.
- [19] Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008,P. 72.
- [20] Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008,P. 119.
- [21] Michael Medved; The 10 Big Lies About America: Combating Destructive Distortions About Our Nation; Crown Publishing Group, a division of Random House, Inc., New York, 2008, P. 162.
- [22] Newt Gingrich, the former Speaker of the House.
- [23] scorn American history.
- [24] Ronald Dworkin; Is Democracy Possible Here? Principles for a New Political Debate; Princeton University Press, 41 William Street, Princeton, New Jersey 08540; 2008; P. 4.