نبذة من بعض جرائم أمريكا في العراق
ما مرّ ذكره معنا من قضايا في طيّات هذا الكتاب، عن الجرائم التي ارتكبتها أمريكا في الفيتنام، تكررت في الحروب الأخرى التي شنّتها أمريكا على بلدان أخرى من العالم أيضًا. فمثلاً قد شنّت أمريكا هجومًا على العراق متذرّعةً بحجج واهية، لتتمكّن من التخلص من عميلها الذي عيّنته بنفسها هناك، بعد أن التزم مدّةً من الزّمن بأوامرها، ثمّ تمرّد عليها لاحقًا لأسباب مختلفة، وأيضًا لكي تتمكّن من خلال هذا الهجوم السيطرة على مخزون النفط العراقي، وغيرها من أسباب! نفّذت أمريكا منذ الدقائق الأولى من هجومها الجوّيّ على العراق الذي حملت فيه رسالة مفادها “لقد جئناكم بالحرية”[1]، إبادةً جماعية بحقّ النّاس الأبرياء، وإلى حين إنزال قواتها في تلك البلاد نفّذت آلاف الجرائم والجنايات، لكن لأسباب معينة، لم تُسلّط الضوء إلا على حادثة “حديثة” العراقية[2].
صور عدد من أطفال حديثة ورأس طفل عراقي، قُتلوا جميعًا برصاص المجرمين الأمريكان. |
قبل مدّةٍ، سأل الكاتب جنديًّا أمريكيًّا سابقًا – يُدعى دارنل استيفن سامرز [3]، كان قد شارك في حرب فيتنام ومن المخالفين للحروب التي تشنّها أمريكا – السؤال الآتي: لماذا ترتكب أمريكا آلاف الجرائم كجريمة ميلاي في فيتنام أو الآلاف من نظيراتها في العراق وأفغانستان، لكن تتحدّث وسائل الإعلام عن ميلاي وحديثة فقط، وتغضُّ الطرف عن غيرها من المناطق؟ فأجاب قائلًا: “يسعى المجرمون غالبًا إلى تغطية جرائهم”. لكن يظنّ العديد من الناس أن لو حصلت جرائم أخرى أمريكية في فيتنام والعراق وأفغانستان، لسلّطت أمريكا الضوء عليها حتمًا ولتحدّثت عنها.
إنّ أبعاد الجرائم الأمريكية على الشعب الأفغانيّ والعراقيّ المظلومين لا تسعها عشرات المجلّدات. ونحن نحاول في هذا الكتاب أن نُشير إلى بعض الأمثلة منها، وهنا سنُلفت انتباهكم إلى نموذج آخر من الجنايات الأمريكية في العراق.
كريس كايل[4] هو أحد العملاء والفاسدون الأمريكيون الذي يتحدّث الجيش الأمريكي عنه بأنّه قنّاص ماهر في القوات البحرية الأمريكية، ويفتخر به، قُتل في أمريكا في شباط من عام 2013م. يقول الجيش الأمريكي: إنّ العراقيين قد أطلقوا اسم “الشيطان الرمادي” على هذا الشخص، بسبب مهارته في القتل في العراق. فكان هذا الشخص كغيره من جنود الجيش الأمريكي والبريطاني وغيرهم، يهاجمون منازل الشعب العراقي، ويقتلون جميع سكان تلك المنازل، ويغتصبون النساء والفتيات في بعض الحالات، ويسكنون في بعض المنازل؛ ليراقبوا منها المنازل المجاورة لها ويقتلون أيّ شيء يتحرّك يعبر من مرمى قنّاصتهم. لقد كتب هذا القاتل والمجرم الأمريكي كتابًا عنوانه American Sniper، ووثّقه بصورٍ يفتخر بها[5]. إحدى هذه الصور تعود لمنزل في الفلوجة العراقية، تُظهر أنّ كريس كايل قد قلب سرير طفل عراقيّ كان يعيش سابقًا في ذلك المنزل، وكان كريس يصوّب على المارّة من هناك ويقتلهم. وما أشار إليه في كتابه هو: “هذا سرير طفل قلبتُه على جانبه، وكنتُ أطلق الرصاص من هناك”.
يظهر كريس كايل في الصورة السابقة وهو مُستلقٍ على سرير طفلٍ عراقي (قد قلبه على جانبه)، وكان يقتل الشعب العراقي المظلوم مستهدفًا إيّاهم من تلك النافذة. تسلية آكلي لحوم البشر!
إنّ الهجوم الأمريكي والبريطاني وغيرهما على أفغانستان والعراق والدول الأخرى كان – كما أشرنا فيما سبق إلى هذا الأمر – بهدف تحقيق أهداف إسرائيل واليهود الصهاينة. وقد جاء في صورة أخرى في كتاب كريس كايل أنّ في عام 2005م قدّم الجنرال بيتر بايس[6] – رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية[7] – درع الشرف لكريس كايل من “المؤسّسة الوطنية للأمن اليهودي”[8] لما ارتكبه من قتلٍ هناك، وقد عبّر كريس عن ذلك قائلًا: “لما قدّمته من خدمات في الفلوجة وما حصدتُ من نجاحات هناك”[9].
التُقطت هذه الصورة في عام 2005م، حيث قدّم الجنرال بيتر بايس – رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية – درع الشرف من “المؤسسة الوطنية لأمن اليهود” إلى كريس كايل، للمجازر التي ارتكبها في الفلوجة.
والآن تصوروا إذا حدث ما ذكرناه أعلاه (أي الهجوم على منزل عراقي وقتل ساكنيه، واستعمال سرير طفل ذلك المنزل لقتل الشعب العراقي) مع أسرة يهودية صهيونية، ماذا كان سيفعل الصهاينة وكم كانوا سيُضخّمون ذلك إعلاميًا؟! ولعلّهم كانوا سيختلقون قصة هولوكاست أخرى وسيدّعون قتل 6 ملايين يهودي آخر، وتأسيس عدّة متاحف عن الهولوكاست اليهودي. لكنّ مجرمي التاريخ وأعداء البشر والبشرية، قدّموا لمن ارتكب تلك المجازر درع الشرف لقتله العديد من العراقيين، وقام الأخير بنشر صورة حصوله على هذا اللوح كإحدى مفاخره. إنّ كريس كايل الذي يعتبر نفسه قناصًا محترفًا لم يتوقّع أن يُقتل بسرعة بيد أمريكي آخر، وأن ينال بهذه السرعة جزاء جرائمه – كقتل الشعب العراقي البريء وغيره – وأن يترك المبالغ الطائلة التي حصل عليها من الجيش الأمريكي على تلك الجرائم في هذه الدنيا الفانية، ويذهب إلى القبر، لتبدأ هناك رحلة العذاب الإلهي! والعياذ بالله! طبعًا كان من الجيد لو يُدفن هو بقرب صدام، وآريل شارون، وغيرهم من الأوغاد؛ فوجهتهم النهائية واحدة!
على كل حال، فقد قُتل أو مات في المجموع 2،9 مليون عراقي جراء الحرب الأمريكية على العراق بين السنوات 1991م و 2003م والعقوبات الاقتصادية بين الأعوام 1990م و 2003م. 7،1 من هؤلاء الأشخاص قُتلوا أو ماتوا من 1990م و 2003م، و 2،1 منهم قُتلوا أو ماتوا بين 2003م و2011م – أي بعد احتلال العراق – ويكون المجموع 9،2 مليون شخص.[10] كما قُتل أو مات ما يقارب 6 ملايين شخص في أفغانستان إثر الحرب التي شنّتها أمريكا وحلفاؤها على أفغانستان (والتي تمّ تنفيذها باسم الحرب على طالبان والقاعدة) في عام 2001م وفي التّداعيات التي تلت الحرب[11].
عندما كانت أمريكا تستهدف مئات الآلاف من الشعب العراقي – ومن بينهم نساء وأطفال رُضّع – بالقصف أو قتلوهم مباشرة، وكان الشياطين الأمريكان أمثال كريس كايل – القناص الأمريكي – لا يتوانون عن قتل أيّ عابر عراقي واغتصاب النساء والفتيات، كما ورد في الصفحة 238 من كتاب hide and seek، إلا أنّهم في شهر نيسان من عام 2003م أخذوا معهم كلبين كانا في قسم کبار الشخصیات في مطار بغداد، ومنحاهما الإقامة في أمريكا![12] هل خطوة أمريكا هذه جاءت لتحقيق الأهداف المتعلّقة بحقوق البشر، والحرية وغيرها التي تذكرها دائمًا، وتُخبئ وجهها البشع الشيطاني خلف هذه الشعارات؟!
صورة الكلبين اللذين وجدهما الأمريكان في مطار بغداد وأخذوهما معهم إلى أمريكا ومنحوهما الإقامة الدائمة هناك. الصورة مأخوذة من كتاب Hide and Seek.
بعد المجازر التي ارتكبتها أمريكا في العراق، والاغتصاب، والسرقة، ونهب ثروات الشعب العراقي، وحتى سرقة المتاحف واغتيال العلماء العراقيين بعنوان “جئناكم بالحرية”، أصرّ الأمريكان على أنّ المزارعين العراقيين زرع البذور التي تُقدّمها أمريكا لهم دون البذور التي يمتلكونها، لماذا؟ لأنّ تلك البذور معدّلة جينيًا، وهي غير منتجة، بل يمكن استعمالها لمرة واحدة فقط! أي إذا استعمل المزارع العراقي هذه البذور فإنّه سيجني المحاصيل في العام الأول، ولن يتمكن من جني المحاصيل من البذور نفسها في العام التالي![13] فالبذور التي قدّمها الأمريكيون لهم مضرّة بصحة الناس أولًا، وتتسبب بالعقم، ثانيًا، تُستعمل مرة واحدة! وفي هذه الحالة على العراقيين شراء بذورهم سنويًا من أمريكا! وأن يحصلوا على البذور في حال تفضّلت عليهم أمريكا بذلك! وفي النتيجة، تُمسك أمريكا بخناق العراق وتكون مجاري العراق التنفسية تحت سيطرة أمريكا، لتضطرّهم إلى تنفيذ ما تريده، وإلا ستضغط عليهم بالأساليب المتاحة لها، وتتسبّب بقتلهم بطريق أو بآخر، وهذا الأسلوب قد ورثته أمريكا عن أمّها بريطانيا! فقد قتلت بريطانيا أكثر من 9 ملايين نسمة من أهالي إيران – أي ما يُعادل 40 بالمئة من كثافة إيران السكانية – بين الأعوام 1917 و 1919م! ومن الجدير ذكره أنّه لو أراد الشعب العراقي الخضوع لطلب أمريكا، واستعمال تلك البذور سنويًا، من المحتمل أيضًا عندها أن تبيعهم أمريكا بذورًا تتسبب بإصابة الشعب العراقي بأمراض مستعصية لا علاج لها، تؤدي إلى إبادتهم. ففي السابق استعملت أمريكا ضدّهم اليورانيوم المنضّب[14]، وفي الصفحات الأخيرة من الكتاب أوردنا تقريرًا بالصور الملونة عن ذلك. على كل حال، فإنّ أمريكا تدّعي في ظاهر الأمر أنّها أخرجت جميع قواتها من العراق، أو أنّها ستفعل ذلك، حتى أنّها تدفع لبعض إرهابييها في العراق كبلاك ووتر[15] سنويًا 300 ألف دولار[16]. لكن سيبقى آلاف الجواسيس الأمريكان – تحت عنوان ديبلوماسيين – في العراق، ومتى ما قرّرت أمريكا العودة وترك العراق، ستُطبّق ذلك براحة بال ومن دون أيّ مشاكل. وفي غياب أمريكا، سيُكمل عملاء أمريكا عملها من تفجير وإرعاب وإفساد، كالسلفيين، وجبهة النصرة، وداعش، وطالبان، والقاعدة وغيرهم. وعلينا أن لا ننسى أنّ في اليوم الأول من هجوم أمريكا على العراق وأفغانستان قال الرؤساء الأمريكان: لقد أتينا لنبقى [كما ذهبنا إلى الصين واليابان ولم نرحل منها]. فهم لن يتركوا أفغانستان والعراق والمنطقة أيضًا! ولا يُساوركم أدنى شكٍّ في ذلك! إلا في حال تمّ القضاء على أمريكا، وإسرائيل، وبريطانيا وأذنابهم، وفي غير هذه الحالة ستستمر تلك الاعتداءات والجرائم كما كانت سابقاً!
وكما قال دونالد رامسفلد – وزير الدفاع الأمريكي السابق – في زمن وزارته: إنّ أمريكا متى ما أرادت، تهاجم أيّ بلد أرادت![17] وهذه عين الحقيقة! فعلى مرّ التاريخ، هاجمت أمريكا البلاد التي أرادت وفي الزمن التي أرادته[18]. لكنّنا إذا أردنا أن نكتب مقالًا عن الجرائم التي ارتكبتها أمريكا طيلة تاريخها المشرق – داخل أمريكا وخارجها – وأن نُضيء مختلف زواياه، سيحتاج هذا المقال إلى آلاف المجلدات! وقد أشرنا في كتاب “أمريكا بدون نقاب” إلى زاوية من جرائمها، استندنا فيها إلى الكتب الأمريكية، لا كتب البلدان التي كانت في معرض هجوم الأمريكان وتعدّيهم وظلمهم وجرائمهم، ومن ضمن ما أشرنا إليه هو الهجوم على العراق في كانون الثاني من عام 1991م. مثلًا فيما يخصّ إلحاق جزر هاواي بأمريكا، أشرنا إلى بعض المطالب في كتاب “أمريكا بدون نقاب” بالاستناد إلى الكتب الأمريكية المدرسية. فبينما كان سكان جزر هاواي الأصليين يعتبرون أنّ أراضيهم محتلة، وأنّها كانت تخضع لحكم ملكي في السابق، وقد احتلّتها أمريكا! وينبغي أن تُطبّق فيها قوانين الاحتلال لا قوانين أمريكا! أي تُطبّق قوانين حكومة مملكة هاوي! فلا يوجد هناك ولاية باسم ولاية هاواي بل هي مملكة هاواي! لكنّهم يقولون: إنّ أمريكا بادرت إلى السيطرة على هاواي وضمّها إلى أراضيها عبر المفاوضات مرتين، لكنّ المفاوضات لم تأتِ بالنتيجة المطلوبة. ولاحقًا صادق الكونجرس الأمريكي في عام 1898م على قرار مبتنٍ على ضرورة ومفاده إلحاق جزر هاواي والسيطرة عليها. قرار الكونجرس الأمريكي هذا لا يُعدّ اتفاقية لضمّ جزر هاواي إلى أمريكا، بل هو ضرب من ضروب الاحتلال، وتُعتبر أمريكا محتلة لجزر هاواي منذ ذلك التاريخ. وقامت أمريكا لاحقًا وحتى يومنا هذا بدعايات كاذبة حول ضمّ جزر هاواي إلى أمريكا، لكنّ الأهالي المحلّيين لهذه الجزر يقولون: إنّ أمريكا تُخبر العالم بأنّ الجزر قد ضُمّت إلى أراضيها بشكل قانوني، لكن نحن (أهالي هاواي) منذ اليوم الأول وحتى اليوم نطلب من أمريكا أن تُرينا تلك الأوراق القانونية! إلا أنّها تمتنع عن ذلك حيث لا يوجد شيء كهذا!
على كل حال، فقد تمّ إظهار جزء من جرائم أمريكا في كتاب “أمريكا بدون نقاب” بالاستناد إلى الكتب والوثائق الأمريكية! وهذه الجرائم ليست بالأمر التي حدثت أخيرًا وفي السنوات الأخيرة. ويجدر بنا هنا أن نُشير إلى بعض الجرائم التي ارتكبها الأمريكان بحقّ الهنود الحمر (سكان أمريكا الأصليين) وفق ما ذكره التاريخ الأمريكي.
- [1] We have brought you liberty.
- [2]ـ في حادثة حديثة قُتل عدد من الجنود الأمريكان في منطقة حديثة العراقية، بالقرب من بغداد. وقام الجنود الأمريكان بقتل كلّ من يعترض طريقهم حتى تلاميذ المدرسة الذين كانوا يذهبون إلى مدرستهم بسيارة الأجرة. وقاموا أيضًا باقتحام منازل العراقيين الموجودين في تلك المنطقة، وقتلوا كافة أفرادها حتى النساء والأطفال. وبعدها، سُلّط الضوء على تلك الإبادة الجماعية، ولكن في الحقيقة نفّذ الجنود الأمريكيون والبريطانيون وغيرهم من المعتدين والمحتلين آلاف الجرائم التي تُشبه حادثة “حديثة”.
- [3] Darnell Stephen Summers.
- [4] Kris Kyle.
- [5]كلينت ايست وود Clint Eastwood أيضًا أعدّ فيلمًا عن هذا الشيطان في عام 2014م، باسم American Sniper.
- [6] General Peter Pace.
- [7] Head of the Joint Chiefs of Staff.
- [8]Jewish Institute for National Security Affairs/ JINSA.
- [9] my service and achievements in Fallujah.
- [10]Abdul Haq al-Ani, Tarik al-Ani, Genocide in Iraq, Volume II: The Obliteration of a Modern State, Clarity Press, Atlanta, Georgia, 2015, Chapter8.
- [11] Abdul Haq al-Ani, Tarik al-Ani, Genocide in Iraq, Volume II: The Obliteration of a Modern State, Clarity Press, Atlanta, Georgia, 2015, Chapter1.
- [12] Charles Duelfer, Hide and Seek: the Search for Truth in Iraq, Public Affairs, New York, 2009, P. 238.
- [13]تقريبًا في أواسط 1990م، أُصيب مربّو سمك التروييت في إيران بالمشكلة نفسها! فاضطرّوا آنذاك إلى شراء بيض أسماكهم من بلدان أخرى، وكان هذا البيض غير منتج (معدّل للاستعمال مرة واحدة) كي تكون إيران بحاجة إليهم دائمًا، وهذا الأمر يسمح لتلك البلاد أيضًا أن تمتنع من تصدير هذا البيض لإيران متى ما أرادت، وستبقى إيران بحاجة إلى تلك البلدان دائمًا! وهذا يعني: متى ما أرادت البلدان المصدرة لهذا البيض يمكنها وقف إنتاج سمك التروييت في إيران! من أوصل إيران إلى هذه الحالة؟ ومن جعلها بحاجة إلى بلدان أخرى – تابعة لأمريكا؟ وذلك في الأمور المتعلقة بالطعام وأرزاق الشعب؟ عليكم أن توفّروا لهم الدولارات حتى يبيعوكم بيض سمك الترويت، وذلك في حال رغبوا بالأمر؟ ومن جهة أخرى ارتفاع سعر الدولار والذبذبة فيه ستؤدي إلى ارتفاع سعر طعام الشعب! فينبغي أن توفّر هذه الأمور من خارج حدود إيران الإسلامية! ممّا يعني التبعية لأمريكا والأيادي التي تعمل عندها، أي بإمكان أمريكا تضييق الخناق على إيران متى ما أرادت!
- [14] Depleted Uranium.
- [15] Blackwater.
- [16] U.S. News, Blackwater Pay Insults the Military, Bonnie Erbe, Oct. 4, 2007.
- [17]قال دونالد رامسفلد بعد عشرة أيام من حادثة 11 سبتامبر للجنرال وسلي كلارك في البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية):
- Nobody is gonna [going to] tell us when and where to bomb! Nobody!
- [18]قد يقول بعض الأشخاص عند سماعهم هذا الكلام: إنّه لو كان الأمر كذلك لماذا لا تُهاجم أمريكا إيران، مع أنّ الثورة الإسلامية الإيرانية ووجود بلد مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية كلّف أمريكا الكثير خلال السنوات الماضية؟ فيما يخصّ هجوم أمريكا على إيران علينا أن نقول: خلال سنوات الدفاع المقدس الثمانية، أثبت مجاهدو الإسلام في جبهات الحق ضدّ الباطل أنّهم سيُدافعون عن إيران الإسلامية ولو بالمخالب، وقد ثبت هذا الأمر لأمريكا. ومن جهة أخرى، وبسبب التجارب السيئة التي عاشتها أمريكا في حروب فيرساتشي كحرب فيتنام، فإنّها تتحاشى خوض مثل هذه المعارك. فضلًا عن أنّه في خصوص الهجوم على إيران لن يكون الأمر بأن تُسدّد أمريكا ضربة لإيران ثمّ تفرّ، بل سيكون بعدها أرواح جميع الأمريكان في خطر أينما كانوا. والأمر الآخر الذي يجدر ذكره وقد ذكره الأمريكان أنفسهم هو أنّ أمريكا قد علقت في ورطة في العراق وأفغانستان وقد كلّفتها الحرب هناك مبالغ طائلة، لهذا لا تُحبّذ أمريكا (ماديًا، ولا بشريًا ولا أمنيًا) أن تخوض حربًا مباشرةً مع إيران، ولكنّها تسعى إلى تسديد ضربات مؤلمة لإيران بطرق أخرى. وقد قال بعض الأمريكان للكاتب في عام 2013م أن ليس من الضرورة أن تشنّ حربًا على إيران، بل إنّها تسعى إلى تدمير الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال القنوات الفضائية والأفلام المبتذلة.