مواضيع

كيف ظهر اسم داعش؟

في 8/5/1990م (أي بعد 11 سنة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران) أجرت القناة التلفزيونية الأمريكية “C-SPAN” مقابلة مع كاتبي كتاب “Every Spy a Prince” (كل جاسوس أمير)، وهما دان رافيف[1] و يوسي ملمن[2].

كاتبا الكتاب المذكور – دان راويو (على اليسار) ويوسي ملمن (التقطت هاتان الصورتان أثناء إجراء المقابلة في القناة التلفزيونية الأمريكية C-SPAN).

صورة غلاف كتاب كل جاسوس أمير )Every Spy a Prince: The Complete History of Israel’s Intelligence Community.( 

أجرى المقابلة المذكورة على قناة “سي سبان” براين لم[3]، والكتاب المذكور يتحدّث عن المنظمة الإسرائيلية للتجسّس والإرهاب المعروفة في البلدان العربية وغيرها من البلدان باسم الموساد. وأشار دان راويو في قسم من هذه المقابلة إلى أنّ الموساد باللغة الانكليزية أي Israeli Secret Intelligence Service فيكون ISIS اختصارًا.[4]

سترون لاحقًا أنّ اليهود الصهاينة في الكيان الصهيوني أطلقوا مخفّف اسم الموساد، أي ISIS، على عملائهم داعش، وصارت داعش معروفة بـ ISIS أيضًا، وتكون في هذه الحالة مختصر لعبارة Islamic State of Iraq and Syria، أي الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمختصر لها بالعربية هو داعش، ولا يمكن أن يكون هذا التشابه بالتسمية حصل صدفةً. طبعًا آنذاك، لم يبدو هذا الأمر على قدرٍ من الأهمية لمن شاهدوا تلك المقابلة على قناة “سي سبان”، لكن ظهرت لاحقًا ISIS من مخبئها، وأعلنت وجودها، وتبيّن أنّ وراءها إسرائيل وأمريكا و …إلخ، وقد اعترفوا بذلك، كما أنّ بعض أعضاء “داعش” هم أشخاص كانوا حتى الأمس يهوداً، وقد انضمّوا إلى “داعش” لاحقًا، ليقتلوا الأبرياء تمامًا كما فعل “الدواعش بربطات عنق”، ويمهّدوا الطريق لتحقيق أهداف إسرائيل واليهود الصهاينة الشيطانية، وبتعبيرهم لكي يهيؤوا الأرضية لحكم الصهاينة لا من النيل إلى الفرات وحسب، بل حتى يمكّنوا اليهود الصهاينة من حكم العالم، وحينها سيدرك العالم أنّ تشابه التسمية بين الموساد وداعش باللغة الانكليزية أي ISIS ليس أمرًا حدث محض صدفة. وهذه القضية، تمامًا كالعديد من القضايا في سيناريو 11 أيلول، والأحداث المشابهة لها، لم تحصل صدفة، لكن تبيين زواياها المختلفة والحقائق المستورة فيها يستغرق وقتًا من الزمن.

توضيح أكثر لانضمام بعض اليهود إلى داعش!

في 22/10/2014م بثّت بعض وسائل الإعلام الفرنسية خبرًا يحمل المضمون الآتي: “أعلن المسؤولون الفرنسيون في يوم الاثنين أنّ بعض يهود فرنسا تركوا تلك البلاد للانضمام إلى داعش في سوريا”[5]. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرت هذا الخبر قبل ذلك، ومنها تايمز الإسرائيلية[6]، بعنوان “أعلن عدد أكبر من اليهود الفرنسيين أنّهم سينضمّون إلى داعش”[7]، وقد نشرت جريدة هآرتس[8] هذا الخبر أيضًا[9]. وفي التاريخ نفسه أشار أحد ممثلي اليهود في المجلس الفرنسي، واسمه مير حبيب[10]، إلى هذا الموضوع وأكّد هذا الخبر في مقابلة أجراها مع القناة الثانية العبرية. وفي إحدى القنوات الخبرية الإسرائيلية، وهي قناة “إسرائيل نشيونال نيوز”[11]، نُشر خبر في 15/9/2016م، بعنوان أنّ عدداً أكبر من اليهود الفرنسيين يعتنقون الدين الإسلامي[12]، وأعلنت: “أنّ اليهود الفرنسيين الذين يُعلنون انضمامهم للإسلام في الأراضي التي احتلّها داعش، يحصلون على مراكز ومقامات في تنظيم داعش”[13].[14] وفضلًا عن المطالب التي جرى ذكرها، اتّضح أنّ اليهود الصهاينة كانوا خلف بعض التفجيرات التي حصلت في العراق، وتحديدًا بغداد، وقد اعترفوا بارتكابهم هذه الجرائم بعد أن أُلقي القبض عليهم.[15] وقد تناول الغربيون أمورًا مختلفة فيما يخصّ العلاقة بين إسرائيل واليهود الصهاينة وداعش، وبيّنوا مواضيع مختلفة من خلال أبحاثهم التي كان منها كتاب “The ISIS Conspiracy: How Israel and the West Manipulate Our Minds Through Fear”، [تآمر داعش: كيف قامت إسرائيل والغرب بالتلاعب بأفكارنا وعقولنا بمهارة من خلال بثّ الخوف والرعب؟]، وهذا الكتاب من تأليف براندون مارتينز[16]، وطُبع في عام 2019م، وتكلّم عمّا وراء داعش، أي إسرائيل واليهود الصهاينة، وأنّه خلال سنة استطاعت داعش بمساعدة اليهود الصهاينة وإسرائيل والغرب الوصول إلى القدرة واحتلال في بعض المناطق السورية والعراقية.كما كتب براندون مارتينز كتابًا آخر يحمل عنوان “Grand Deceptions: Zionist Intrigue In the 20th and 21st Centuries” [الأكاذيب الكبيرة: التآمر الصهيوني في القرني العشرين والواحد والعشرين]، وقد ذكر في هذا الكتاب دور إسرائيل واليهود الصهاينة في سيناريو 11 أيلول 2001م.

غلافا الكتابين المذكورين (تآمر داعش: كيف قامت إسرائيل والغرب بالتلاعب بأفكارنا وعقولنا بمهارة من خلال بثّ الخوف والرعب؟ وكتاب الأكاذيب الكبيرة: التآمر الصهيوني في القرني العشرين والواحد والعشرين)

ولعلّه يتبادر إلى أذهانكم السؤال التالي: “لماذا ارتكب اليهود الصهاينة هذه الجرائم وهم لا يزالون يرتكبونها؟!

يطلب منكم الكاتب العودة إلى كتاب طُبع في بريطانيا في العام 1920م، أي قبل 100 سنة تقريبًا، اسمه “The Cause of World Unrest” [سبب الزعزعة الأمنية في العالم] وهو كتاب مؤلف من 300 صفحة تقريبًا! ولسنا نحن من ألّفنا هذا الكتاب، وعندما أُلّف لم يكن الإسلام يُشكّل قوة في المنطقة، بل كانت بريطانيا وزعماؤها – أي اليهود الصهاينة – وأذنابها وأقاربها، يرتكبون الجرائم التي تحلو لهم في البلدان الإسلامية! بدءًا من القتل العام لآلاف ملايين المسلمين[17]، وحتى نهب الملايين من ثروات تلك البلاد![18].

وعلى كل حال، فقد ورد بشكلٍ مختصر في ذلك الكتاب أنّ كلّ تعاسة ومصيبة حلّت بالعالم منذُ قرون، كان اليهود الصهاينة هم من خططوا لها ونفّذوها بطريقة ما! نعود ثانية إلى قبل 100 سنة،  لنرى ماذا قال الأمريكان! ففي تاريخ 3/12/1923م، كتبت إحدى الصحف الأمريكية، وهي صحيفة “شيكاغو إيفنينغ أمريكن”[19] التي كان ويليام رندالف هرست[20] يملكها: “بإمكان عائلة روتشيلد (وهم يهود صهاينة كانوا من مؤسّسي الكيان الصهيوني وجمعية الايلوميناتوس أو المنتنورون والماسونية) أن تُشعل حرباً، وأن تمنع من وقوع حرب، وبإمكانهم أن يأمروا بتأسيس إمبراطوريات والقضاء على أخرى”[21].

وإنّ ما ذكرته تلك الصحيفة الأمريكية آنذاك كان ولا يزال مطابقًا للحقيقة! لاحظوا أداء اليهود الصهاينة! من أشعل الحرب العالمية الأولى والثانية؟ اليهود الصهاينة! ومن قتل 66 مليون شخص في محرقة بولشويك؟ اليهود الصهاينة! ما هي خطة اليهود الصهاينة؟ راجعوا كتاب بروتوكولات النخب الصهاينة[22]!

في عام 2009م أشار المؤلف في كتاب “يوسرائيل وصهيوناكراسي: إيالات متحده إسرائيل و سلطه صهيونيسم بر مردم”[23] – بالاستناد إلى المصادر الأمريكية، والبريطانية والإسرائيلية – إلى قسم ضئيل جدًا جدًا من جرائم اليهود الصهاينة طيلة 100 سنة الأخيرة، وتطرّق في الصفحتين 166 و 167 من ذلك الكتاب إلى مشروع إبادة الأشخاص غير اليهود بهدف سيطرة اليهود الصهاينة الكاملة على العالم. وعندما كتب المؤلف ذلك الكتاب، لم يكن هناك أي اسم لداعش، لكنّه تطرق إلى الموضوع المذكور آنفًا؛ لأنّ بعض الأمريكيين أشاروا إلى خطة إبادة الأجيال غير اليهود بهدف سيطرة اليهود الكاملة على العالم، لكي يتمكّنوا بالتالي من حكم العالم بأسره. وتشمل هذه الخطة ثلاث مراحل (وباختصار: المرحلة الأولى تهدف إلى إبادة المسلمين والبلاد الإسلامية، والمرحلة الثانية إلى إبادة روسيا، والمرحلة الثالثة إلى إبادة دول الشرق الأقصى، كالصين واليابان وغيرهما). وفي العقود الأخيرة، بات رؤساء الجمهورية الأمريكية ورؤساء الوزارة البريطانية، يذكرون الحكومة العالمية لليهود الصهاينة بعنوان “النظام الجديد للعالم”[24].

على كل حال فإنّ الدنيا شهدت تنفيذ تلك الخطة، وسنُشير إلى ذلك في فصل “شرح المقطع الرابع  – أمريكا”.


  • [1]Dan Raviv وهو أحد مذيعي قناة سي بي اس الأمريكية.
  • [2]Yossi Melmanوهو يهودي إسرائيلي.
  • [3]Brian Lamb.
  • [4]قال دان راويو في تلك المقابلة: إنّ الموساد هو منظمة institute، وعندما أراد رؤساء هذه المنظمة الاتصال بأصدقائهم في منظمة سيا والمنظمة البريطانية للتجسّس، فكّروا بالاسم الذي سيطلقونه على هذه المنظمة، وعندها أطلقوا عليها اسم Israeli Secret Intelligence Service (ISIS).
  • [5]A number of French Jews have left France in order to join ISIS in Syria, according to what French officials said on Monday.
  • [6]Times of Israel.
  • [7]The Times of Israel, More French Jews said to join Islamic State, Oct 13, 2014.
  • [8] Haaretz.
  • [9]Haaretz, More Jews have joined Islamic State, French official says, Oct 14, 2014.
  • [10]Meyer Habib.
  • [11]Israel National News.
  • [12]More French Jews converting to Islam.
  • [13]French Jews were even joining the ranks of ISIS after their conversions and travelling to ISIS-occupied territories
  • [14]. Israel National News, More French Jews converting to Islam, Sep 15, 2016.
  • [15]Bayar Mustafa Sevdeen, Thomas Schmidinger, Beyond ISIS: History and Future of Religious Minorities in Iraq, Transnational Press, London,2019, P. 46.
  • [16]Brandon Martinez.
  • [17] قتل البريطانيون أكثر من 9 ملايين شخص في إيران (أي 40 بالمئة من سكانها) بين العامين 1917 و 1919م، والمجاعة التي تسببها البريطانيون هي أحد النماذج على ذلك.
  • [18]نهب النفط الإيراني في أواخر العقد القاجاري إلى انتصار الثورة الإسلامية في العام 1978 م هو نموذج على ذلك!
  • [19]Hearst’s Chicago Evening American.
  • [20]William Randolph Hearst.
  • [21]Eustace Clarence Mullins: The World Order: A Study in the Hegemony of Parasitism; Published by: Ezra Pound Institute of Civilization; P.O. Box 1105; Staunton, Va. 24401; P. 11.
  • [22]The protocols of the Learned Elders of Zion.
  • [23]USREAL & ZIONOCRACY: United States of Israel & Hegemony of ZionismOver the People.
  • [24]New world order.
المصدر
كتاب دواعش بربطات عنق | سيد هاشم ميرلوحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟