مواضيع

بعض بنود الصلح

بنود الصلح كثيرة، إذا أردت أن أشرحها يجب أن أتكلم لمدة ساعة أخرى حولها، وأعرف أنّ الوقت قد فات. لكن بالإجمال يُصرّح الإمام الحسن بأنّ اسمك ليس أمير المؤمنين[1]، لأنّ أمير المؤمنين لقبٌ خاصٌ بخليفة النبي، فالمسلمين كانوا يُطلقون اسم أمير المؤمنين على خليفة النبي منذ زمن عمر[2]؛ وفي نظر الشيعة فإنّ هذا الاسم خاص بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب؛ ولا يقولون للإمام الحسن أمير المؤمنين أيضاً، ولن نقول لك أمير المؤمنين لأنك لست الخليفة بشكلٍ رسمي. وأنتم انظروا هنا مدى توافق هذا الكلام مع بيع الخلافة بمال الدنيا الكلام الذي قيل حول الإمام الحسن. يُصرّح الإمام الحسن بأنك لست الخليفة، ويُصرّح بأن لا يحقّ لك التعرض لحياة أحدٍ من الشيعة[3]. يُصرّح بأن لا يحقّ لك أن تجعل الخلافة أمراً موروثاً لأبنائك وعائلتك ولا يحقّ لك أن تعيّن الخليفة الذي سيأتي بعدك[4]. ويصرّح بأنّ الحكومة يجب أن تكون للحسن بعدك[5]، وإذا لم يكن حياً فهي للحسين[6]. وتكون الأرضية قد تهيّأت حتى ذلك الحين، كان يظن أنّ الأرضية ستتمهد حسب ما تجري الأمور الظاهرية. عندما ينظر أحدهم إلى بنود الصلح سيرى أنّ الإمام الحسن قد أعلن بصراحة في التاريخ بأن أيها الناس الذين ستأتون فيما بعد وتسمعون بالإسلام وتتعرفون على حياة معاوية من بعيد، اعرفوا أنّ معاوية ليس الخليفة. إذا أراد أحدٌ أن يرسل هذه الرسالة خلال مدّة زمنية طويلة فهل يوجد طريقٌ لذلك أفضل من الصلح؟ الصلح الذي ستحفظه الخلافة الأموية بنفسها لكي تُحافظ على وثيقة صلح معاوية مع الإمام الحسن. وضمن هذا الصلح يصرّح الإمام بأنك لست الخليفة ونحن لا نعترف بك. ويصرّح بأنّه لا يحق لك تعيين خليفة من بعدك وقد عيّن معاوية خليفة له وحكم عليه في التاريخ بسببه[7]. وباقي تفاصيل الصلح وهي طويلة جداً كما قلت لكم سابقاً.


  • [1] أنساب الأشراف، ج10، ص321؛ تجارب الأمم، ج1، ص414.
  • [2] امالی الشیخ الصدوق (ره)، ص357؛ بحار الأنوار، ج35، ص261
  • [3] الفتوح، ج4، ص291؛ إرشاد الشيخ المفيد (ره)، ج2، ص14؛ بحار الأنوار، ج44، ص48.
  • [4] أنساب الأشراف، ج3، ص42؛ كشف الغمة، ج1، ص570؛ بحار الأنوار، ج44، ص65.
  • [5] الإمامة والسياسة، ج1، ص184.
  • [6] عمدة الطالب، ص67.
  • [7] الإمامة والسياسة، ج2، ص197-204.
المصدر
كتاب صلح الإمام الحسن (ع) | الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى