ضرورة معرفة سيرة الأئمة(ع)
الإمام بالنسبة لنا هو الشخص الذي تكون لأدنى حركة يقوم بها معنى واتجاه ودرس، ولذلك تلعب شخصيته دورًا كبيرًا. هناك اختلاف كبير بين أن يقول الإمام السجاد ليزيدٍ عند مواجهته بأنني عبد لك، أو يقول له بأننا لا نتوقع منكم أن تعاملونا معاملة حسنة، ولا تتوقعوا منا أنتم أيضاً هذه المعاملة الحسنة _أحد أشعار الإمام السجاد التي كتبتها هنا- «لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم / وأن نكفّ عنكم وتؤذونا مهلاً بني عمنا من نحت أثلتنا/ سيروا رويداً كما كنتم تسيرونا الله يعلم أنا لا نحبكم/ ولا نلومكم إن لم تحبّونا».[1] من الواضح أنّ الجبهتين المتخاصمتين لا تشكوان من توجيه ضرباتٍ لبعضهما، لا يجب أن يشكو الإنسان بسبب الضربة التي يتلقّاها من الأعداء، فالعدو يضرب ضربته، هناك اختلاف بين هذين الوجهين. لا نستطيع القول بأنّه هو الإمام [ونحن لسنا أئمة][2]، لأنّه الإمام يجب أن نعرفه، ونعرف غايته ونفسّر تحرّكاته؛ لأنّه الإمام يجب أن نكتشف عمله لأنّه درسٌ لنا. لو لم يكن هو الإمام لما كان يعني لنا شيئاً، يوجد الكثير من الوجوه غير المعروفة في التاريخ؛ لكننا نريد أن نتعرّف عليه لأنه الإمام.