مواضيع

فترة الإمامة بعمر إنسانٍ عاش مئتين وخمسين عاماً

عندما كنت مشغولاً بمطالعة تاريخية عن هذا الجزء من تاريخ الإسلام، تصوّرتُ هذا الأمر وقد وجدته مفتاحاً لحلّ الكثير من المسائل المرتبطة بالأئمة: علينا ألا ندرس حياة كلّ إمامٍ بصورة منفصلة. اليوم عندما يدور حديث ما ويُستشهد بسيرة أحد الأئمة، يجد الشخص المقابل أنّ له الحقّ بالتعليق على سيرة هذا الإمام -كأن يعتبر أنّ هناك تناقض واختلاف في سيرة الإمامين- بسبب فهمه الخاص لسيرة الإمام الآخر. إذا قيل مثلاً أنّ الإمام الحسين(ع) ذهب إلى ميدان الحرب وقدم نفسه شهيداً يتم التعليق فوراً إذًا لماذا لم يقم الإمام السجاد بهذا الأمر؟ ويكمن في هذا خطأين: الأول عدم الاطّلاع على سيرة الإمام الرابع وفهمها بشكلٍ خاطئ، والثاني رؤية هاتين السيرتين بشكلٍ منفصلٍ عن بعضهما. أنا لا أرى هذه المئتين وخمسين عاماً عمراً لإحدى عشر شخصاً بل أفترض أنها عمر إنسانٍ [واحدٍ] عاش مئتين وخمسين عاماً، تخيّلوا إنساناً واحداً بفكرٍ وهدفٍ معيّن. لهذا الهدف مؤشرات معينة في نظر ذلك الإنسان لا يمكنه في ضوئها أن يحيد عن هدفه. تستطيع أن تعتبر هذه المؤشرات ما تشاء؛ يمكنك أن تعتبر أنّ المؤشر هو العصمة، أو الإلهام من كتاب الله، أو الإلهام من كلام الأنبياء، يمكنك أن تعتبره إدراكاً عميقاً للوضع الاجتماعي أو مدرسة الإسلام، ويمكنك أن تعتبره كل هذه الأمور. ما أقوله هو أنّه: يوجد مؤشرٌ قويّ في حياة هذا الإنسان البالغ من العمر مئتين وخمسين عاماً لم يسمح له بالانحراف عن هذا الهدف لحظة واحدة أو قيد أنملة طيلة قرنين ونصف.

المصدر
كتاب صلح الإمام الحسن (ع) | الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى