مواضيع
ظلامة الإمام الحسن(ع) ومحنته بعد الموافقة على إيقاف الحرب
طبعاً إنّ قبول الصلح كان مؤلماً للإمام(ع) بشكلٍ كبير، وفيه الكثير من العناء، وفتح عليه الكثير من الاعتراضات، وجعل الكثير يُسيئون الظن به، لقد تحمل آلاماً كثيرة لكنها تُعتبر ضئيلة أمام هذا الألم الأول، إلا أنها غير قابلة للتحمل بالنسبة للإنسان، وفي النهاية قدّم الإمام نفسه في هذا الطريق وقاموا بدسّ السمّ للإمام بعد عشر سنوات[1].
كانت هذه الأمور موجودة، لكنها جميعاً محلولة بالنسبة للإمام المجتبى. من السهل جداً عليه أن يسمع من أصحابه الاتهامات والافتراءات والاعتراضات والانتقادات والإشكالات، ويسمع السباب من الأعداء، لكنّه عمل بما يمليه عليه واجبه على أكمل وجه في تلك النقطة التاريخية الحساسة، وسدّ الفراغ الموجود في زمانه، ومهّد الأرضية للحركات والثورات والنشاطات اللاحقة وخلاصة الأمر، مهّد لواقعة كربلاء.
- [1] أنساب الأشراف، ج1، ص404؛ شرح الأخبار، ج3، ص128؛ بحار الأنوار، ج44، ص135.