تفسير كلمة الصلح بالاستسلام سبب القراءات الخاطئة لصلح الإمام الحسن(ع)

نحن اليوم نواجه هذه المسألة، فقد أصبح صلح الإمام الحسن(ع) مشكلةً ويجب حلّ هذه المشكلة والجميع يريد أن يفهم ما الذي حصل؟ ما الذي حصل حتى اتّفق الحسن(ع) الإمام الحق، وخليفة علي(ع) الكفء وخليفة النبي(ص)، مع معاوية بن أبي سفيان -خلف أبي سفيان بحقّ- على هذه المسألة أي مسألة الحكومة؟ نستشف من مجموع القراءات والاستنتاجات المطروحة لهذه المسألة أنّ المشكلة تكمن في أنّ مفهوم الصلح في عبارة صلح الإمام الحسن(ع) عند القرّاء عمومًا أو معظمهم يعني الاستسلام والتسليم.
يظنون أنّه صلح أو استسلام الإمام الحسن(ع) أمام معاوية أو تسليم الإمام الحسن لمعاوية بن أبي سفيان.
ومن الواضح جداً أنّ توافق الإمام الحسن(ع) مع معاوية بن أبي سفيان إمام الكفر ليس مقبولاً لأي إنسان -فضلًا عن أيّ مسلمٍ أو شيعي- بل إن توافق هذين الإثنين ليس مقبولاً وليس مفهوماً لأيّ أحد. لكن المسألة ليست هكذا؛ فالصلح ليس بمعنى الاستسلام والتسليم. صلح الإمام الحسن بمعنى ترك الحرب لمدةٍ من الزمن، وذلك للجهوزية من أجل توجيه ضربةٍ أقوى. صلح الإمام الحسن(ع) وفقًا للآية التي تليت وسمعتموها «تحرّفٌ لقتالٍ» و«تحيّزٌ إلى فئة»؛ هذا هو جوهر صلح الإمام الحسن(ع). ومن خلال مطالعة الكثير من الوثائق المتاحة عن هذا الصلح يتوضّح لنا الموضوع على هذا النحو ونأمل أن يتضّح أكثر هذا اليوم لجميع المستمعين الأعزّاء إلى حدٍّ كاف.
تعليق واحد