مواضيع

هدف المنصور من الافتراء على الإمام الحسن(ع)

طبعاً هدف المنصور واضحٌ تمامًا للباحث.

فإذا لم يشوّه المنصور سمعة الإمام الحسن(ع)، فكيف سيتمكّن من مواجهة ثائر عصره الكبير -محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن المثنّى[1] وقمعه؟ كيف سيتمكّن من محاربة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن المثنى -حفيد الإمام الحسن المجتبى(ع)-؟ كيف سيتمكّن من قمع جميع هذه السّواعد المدرّبة والقوية التي جاءت من كلّ مكان كي تنزل ضرباتٍ ساحقة على جسد حكومته الذّليلة والغاصبة؟ عليه أن يهاجم الإمام الحسن(ع) وهذا ما فعله. والمؤسف أنّ أيادي الأصدقاء شاركت أيادي الأعداء في هذا المجال.

لم يكن الجيل المعاصر للإمام الحسن(ع) قد فهم المسألة، لكن بعد ذلك عندما كانوا يسألوا الإمام فيجيبهم بما يناسب أفكارهم كانوا يقتنعون ولا يستمرّون في الاعتراض، أو على الأقل لم يكونوا يبرّرون أو يأوّلون بشكلٍ خاطئ. لكن في الأجيال اللّاحقة، لا أقول بشكلٍ عام والجميع، بل أقول في الغالب، كلّ ما قيل حول واقعة الإمام المجتبى في إطار السرد التاريخي أو كتبت الأقلام في تبرير المسألة، لم يضف شيئاً عليها سوى الإبهام وتشويه سمعة الإمام المجتبى(ع) النقية.

هذه هي المسألة. لقد وصل الأمر في زماننا إلى حدّ أنّ أحد المستشرقين والذي يتظاهر في كلامه أنّه غير مغرض ومحايد، وأنّ المسألة بين معاوية والحسن(ع) بالنسبة له غير مطروحة من زاوية طائفية ومذهبية، وإذا به هو أيضاً يضيف إلى العقد عقدةً أخرى ويطرح افتراءات. يكتب «فيلب حتي[2]» أموراً عن الإمام المجتبى(ع) في تاريخ العرب مجرّد ذكرها ونشرها مدعاة للخجل، والعجيب أنّ مترجم الكتاب بدلاً من التنويه بأنّ الكاتب غير مطلع على جميع المصادر أو إنّها لم تكن في متاحة له، يكتب هامشاً يثبّت فيه الملاحظة فيزيد الطين بلّة.


  • [1] محمد بن عبدالله المحض (100-145ه) من أحفاد الإمام الحسن(ع) والمعروف بصاحب النفس الزكية. قام المنصور الدوانيقي هو وجماعة من بني هاشم بمبايعته هو وأخيه إبراهيم. كان يعيش في الخفاء طيلة مدة حكم السفاح. في زمان المنصور قام الأخوين. انطلق محمد إلى المدينة واستشهد على يد جيش المنصور في مكان يدعى أحجار الزيت.
  • [2] فيليب خوري هيتي (1978-1886م).
المصدر
كتاب صلح الإمام الحسن (ع) | الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى