التعبئة عامل مهم لمقابلة نفوذ العدو
في هذا الموقع من هو عامل الدفاع المستميت عن الثورة والإسلام؟ التعبئة (البسيج)، أي نفس قواعد المقاومة ونفس القوى الشابة والمتحمّسة. هؤلاء الشباب الذين لم يشهد تاريخنا منذ بداية الإسلام وحتى يومنا هذا مثيلاً لوفرة أعدادهم في أية حقبة زمنية. هؤلاء الشباب الذين هم في ريعان شبابهم ومفعمون بحيوية الشباب يتسارعون لأداء التكليف الشرعي وخدمة الناس والسعي والعمل الدؤوب لتحقيق أهداف وغايات الإسلام والدفاع عنها بدلاً من البحث عن الرفاهية مثل الشباب المتراخي والشباب العادي في جميع مناطق العالم.
هؤلاء هم الشباب الذين يأنسون بالقرآن الكريم ويجعلون آباءهم وأمهاتهم العجائز في دهشة وانبهار من صلاتهم وعبادتهم. في بيت كل شهيد زرناه سمعنا من معظم آبائهم وأمهاتهم هذه العبارة: «نحن كنا نتعلم الدين من هؤلاء الشباب!». نعم، هذا هو سر تميّز الثورة، وهكذا تميّز الإمام.
إن هذا الرجل العظيم أنجز عملاً كبيراً واستطاع أن يربّي شباب هذا المجتمع كالزهور طاهرة ونقيّة بعدما عمل فيه العدو بشكل مباشر وغير مباشر لمدة خمسين أو ستين سنة، ليدخله في مستنقع الفساد. قال الإمام: «إن هذا هو فتح الفتوح». نعم لقد كان فتح الفتوح الذي صرّح به الإمام هو بناء الشباب المؤمن والمخلص والسليم والصادق المتجاهلين لشهواتهم والسائرة قلوبهم إلى الله.
متى كان لدينا عبر التاريخ شباب نجباء وصالحون في هذا البلد أو في البلدان الإسلامية الأخرى كما كان الحال في برهة الثورة؟ ألا يرى العدو ذلك؟ يريد العدو أن يأخذ هذه من الثورة. العدو يخطط لنشر الفساد بين شباب هذا البلد.
من الذي يجب أن يواجه نشر الفساد هذا؟ من الذي يجب أن يقف في وجه التخريب؟ من الذي يجب أن يقف ضد المؤامرات التي يقوم بها العدو مع وكلائه داخل البلاد وقد يجذب إليها بعض الناس السذج؟
التعبئة (البسيج) هذه القوة العظيمة لا تتألف من عدة آلاف من الأشخاص في كل مدينة، البسيج يعني كل القوات المؤمنة التي تحمل عنوان حزب الله في بلادنا، وكما قال الإمام: «قوات التعبئة البالغة عشرين مليون». والآن دعوا الأعداء يجلسون ويحللون ذلك، نعم، لم تستطع إيران حشد أكثر من مليون! إن كل القوى المؤمنة المنضوية تحت راية حزب الله في بلادنا تعتبر قوات تعبئة، فلتعمى أعين الأعداء![1]
- [1]. بيانات سماحته أمام التعبويين في معسكر الإمام حسن المجتبى(ع) بتاريخ 26-11-1990م